المحرر موضوع: الإجتماع الثلاثي حول سوريا، والحصاد الآشوري (تصوّرات)  (زيارة 746 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Ashur Giwargis

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 880
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الإجتماع الثلاثي حول سوريا،
والحصاد الآشوري (تصوّرات)

اجتمع بتاريخ 28/كانون الأول/2022 وزراء دفاع ورؤساء أجهزة المخابرات السورية والروسية والتركية لبحث سبل حل الأزمة السورية ميدانيا وإنسانيا حيث اتفق الجميع على تكون خاتمة الإرهاب على الأرض السورية، سواء الإرهاب المدعوم من تركيا أو الولايات المتحدة.

الخلفية السياسية (مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد):

لا يختلف إثنان على بروز دور تركيا مع تصاعد الأزمة الأوكرانية بحيث ظهرت كالمنقذ من أزمة غذاء عالمية إثر الإتفاق الروسي – الأوكراني بوساطة تركية في تموز/2022، على تمرير شحنات القمح الأوكراني من الموانئ الأوكرانية إلى كافة أنحاء العالم، وبالتالي لا بد لذلك العالم (خصوصاً الغربي – الذي لا تهتم تركيا لرأيه في أمور أمنها القومي) أن يسكت هذه المرة على الوساطة الروسية بين تركيا وسوريا.

المصلحة التركية: مع قرب الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، يريد أردوغان التخلص من إزعاج المعارضة بخصوص أزمة اللاجئين السوريين وكذلك التخلص من رعّاع أميركا على حدوده، كما يريد إنعاش السوق التركية بتغذية السوق السورية بالبضاعة التركية.

المصلحة السورية: تريد سوريا عودة سيادتها على كامل أراضيها التي تسيطر عليها العصابات المدعومة من تركيا وتلك المدعومة من أميركا، وأيضا إنعاش اقتصادها من السوق التركية.

بينما تريد روسيا التخلص من الوجود الإيراني والأميركي في سوريا لأهداف اقتصادية مستقبلية، وتوسيع الهوّة بين تركيا والغرب (مسألة الصواريخ الروسية لتركيا بالأمس، وقبل أيام اتفاق تركي – روسي على بناء محطة تحويل الغاز الروسي في تركيا رغم الحصار الأميركي على روسيا)

إن هذه التقاطعات قد مهّدت لعدة اجتماعات سرية منذ أشهر في دمشق التي زارتها وفودٌ تركية مراراً مما أدى بأردوغان لأن يعلن على الملأ قبل أيام عن رغبته بلقاء الرئيس السوري بشار الأسد، ما سهّل عقد الإجتماع والإتفاق غلى النقاط الرئيسية بانسيابية تامة ولم يبقَ سوى مناقشة نقاط تفصيلية قبل اجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث قريباً، ليكتمل الإتفاق سياسياً بعد أن بدأ عسكرياً، ثم لقاء قمة بين الأسد وأردوغان كما تمنّى الأخير.

تصوّر للنتيجة السياسية (كما يفترض أن تكون):

1- إثبات روسيا وجودها كلاعب على مستوى العالم وخصوصا الشرق الأوسط
2- زيادة التباعد بين تركيا من جهة، وأوروبا والولايات المتحدة من جهة أخرى
3-  طرد العصابات الأميركية والتركية من الجزيرة السورية ووكذلك من كافة أراضي سوريا وإعادة بسط الدولة السورية سلطتها على كامل أراضيها

تصوّر للحصاد الآشوري (إحتمالات واردة):

إن عودة الحياة في سوريا إلى طبيعتها سيتيح المجال للكثير من الآشوريين الذين اكتشفوا مقبرة المهجر على حقيقتها والذين أصبحوا يفضلون العودة إلى قراهم في حال عودة الأمان وهذا يجب أن يكون بتشجيع المؤسسات السياسية الآشورية الناشطة في سوريا وكذلك الإعلام الآشوري في المهجر.

أما في العراق فهناك "احتمال" نقل الأزمة السورية إلى آشور المحتلة (الشمال) في ظل التوتر بين العصابات الكردية الحاكمة، فبنقل أميركا لعصاباتها من الجزيرة السورية إلى آشور المحتلة (حيث جبال آشور العاصية)، تكون أميركا قد احتفظت بورقة الضغط على تركيا، وذلك بغياب سيادة الدولة المعنية مباشرة (العراق)، أضف إلى ذلك الفساد السياسي والأخلاقي واللاوطنية المستشرية في الطبقة السياسية العراقية، حيث سيدفع الشعب الآشوري ثمنا باهظا من جديد في صراع الدخلاء على أرضه فيما دولته تتفرّج وذلك باستمرار غياب التمثيل الآشوري في العراق منذ العام 1933، وأيضاً بغياب مهجرٍ كان من المتفترض أن يهتم بمصيرهم.


تصوّر لردّة الفعل الأميركية (همسة):

بوجود الطرف الأميركي في سوريا، يبقى مصير ما ورد في التصوّرات أعلاه، ضمن علامة استفهام كون هذا الإتفاق ليس لصالح أميركا، كما ليس لصالحها أي اتفاق في العالم. ولكنني أؤمن بشدة بأن أميركا سترضخ لروسيا وتركيا وسوريا (لو شدّدوا على تنفيذ الإتفاق بالقوة) ولن تضحّي بهيبتها في سبيل سرقة بضعة براميل من النفط السوري ولا في سبيل الحفاظ على نواطير النفط المسروق، كما لم تضحّ بهيبتها حين نفذت تركيا عملية "عناقيد الغضب" ضد أولئك النواطير في آب/2016 وغصبا عن أميركا.

سنة جديدة مباركة على آشور وعلى سوريا.

آشور كيواركيس
رئيس حركة آشور الوطنية