اخي افسر
هناك من كانوا يتربصون منذ زمن بعيد لانتهاز فرصة تتيح لهم اللعب على هواهم وتحقيق مآربهم ، فكانت عينكاوة المرتع الخصيب لتنفيذ مشاريعهم الشريرة . بلدة فقيرة اصيلة وبريئة ، تفتح ابوابها وذراعيها لانها لم تتعرف الا على الخير والمحبة ، فاتى من كانوا ينتظرون الاصطياد في ماء كان صافيا غير انهم عكروه بسرعة البرق كي يخلو لهم الجو تماما . أُغدِقت الاموال بسخاء وتدفقت من حيث لا تدري , وتحكّم في الموقف من عرف الاغواء والاغراء بالميباني والقصور وخلق اجواء تستهوي البطون وتدغدغ الغرائز وتفتح الباب واسعا لجشع يبدأ ولا ينتهي .فابتعدت العيون عن الجوهرة الاصلية التي تراكم عليها الغبار وفقدت بريقها فلم يعد يبالي بها الا القلة . من المؤسف جدا ان يكون هذا الجو قد خيُم على منطقتنا برمتها بحيث اصبح المال والمادة صنما وإلهً قضيا على كل ما كان راقيا ومثاليا وروحيا . انه حديث ذو شجون كما يقال تطول فيه المراثي لدى كل من نهلت روحه من الاصالة والنقاء والجمال الحقيقي الذي تلقاه في نفس البيئة ومنذ ولادته . امسينا الان اناسا لم يتبق لديهم غير التحسر بهزة رأس .