المحرر موضوع: ستذهب حقوق الشعب العراقي إلى الجحيم  (زيارة 655 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31609
    • مشاهدة الملف الشخصي
ستذهب حقوق الشعب العراقي إلى الجحيم
تعاقب الولايات المتحدة إيران من خلال منع المال العراقي من التسرب إليها وهو مال مسروق.
MEO

اغماض العين عن المال "الحلال"
أوقفت الولايات المتحدة جزءا من التحويلات المالية العراقية فأنهار سعر صرف العملة في إيران ولبنان وسوريا وطبعا في العراق.

تعرف الولايات المتحدة كل شاردة وواردة في ما يتعلق بالإيرادات العراقية من العملة الصعبة. فهي التي تحول أموال النفط إلى البنك المركزي العراقي.

الولايات المتحدة ضالعة في هدر المال العراقي العام. فلا يُعقل أن ما تنطوي عليه عمليات الفساد من اساليب ملتوية ستكون عسيرة على الاكتشاف من قبل خبراء الدولة العظمى الذين كانوا ولا يزالون يديرون عمليات فساد عابرة للقارات.

ليس بعيدا عن التصديق أن تكون الولايات المتحدة قد أغمضت عينيها عن تسريب أموال الشعب العراقي إلى إيران علنا وسرا.

جرى ذلك علنا حين استثنت العراق لسنوات من شروط العقوبات التي فرضتها على إيران وعلى الدول والشركات التي تتعامل معها. وسرا جرى الأمر حين كانت تغمض عينيها عن التحويلات الفردية التي ما توقفت يوما. كانت الممرات مفتوحة من العراق إلى إيران ولم تُغلق يوما. لذلك لم يعجز النظام الإيراني عن الاستمرار في تطوير آلته العسكرية والإنفاق على الحرس الثوري والميليشيات التابعة له في لبنان واليمن وسوريا والعراق.

كان العراقيون وما زالوا يعانون من آثار الفقر والعوز والفاقة والبطالة وخراب البنية التحتية وانهيار قطاعي التعليم والصحة فيما كانت ثرواتهم تتسرب يوميا من خلال سوق العملة التي يقيمها البنك المركزي. وكانت العملة الصعبة تحصل عليها بنوك، معظمها وهمي تذهب إلى الخارج بحجة استيراد بضائع غذائية وكمالية لم يصل شيء منها إلى العراق.

وهنا علينا أن نذكر أن عددا من زعماء الأحزاب الشيعية الحاكمة في العراق كانوا قد طالبوا علنا بدفع تعويضات إلى إيران من جراء خسائرها في الحرب التي خاضتها ضد العراق في ثمانينات القرن الماضي. 

اما في ما يتعلق بمسألة الكهرباء والغاز المستورد من إيران فقد كانت تتم في سياق صفقات حزبية تفرض من خلالها إيران أسعارا خيالية يقوم العراق بتسديدها وغالبا ما كانت إيران تعلن عن استيائها لأن العراق لم يسدد بعد ما عليه من ديون.

كانت لعبة التمويل العراقي للاقتصاد الإيراني واضحة كما أن الأموال العراقية التي تدعم حركة وحيوية مصارف حزب الله لم تكن خافية على أحد. ولطالما عثر موظفو الجمارك في مطار رفيق الحريري ببيروت على كميات مهولة من الأموال المهربة في حقائب المسافرين العراقيين ليتم الاستيلاء عليها من غير أن يطالب بها أحد ما أو جهة ما بشكل قانوني.

كان العراق (لا يزال) بمثابة البقرة الحلوب التي وضعتها الأحزاب الشيعية الحاكمة في خدمة المشروع الإيراني باعتبارها جزءا من الخدمة الجهادية في سياق الدفاع عن المذهب والإعلاء من شأنه على حساب العراق.

أكانت الولايات المتحدة غافلة عن كل ذلك؟

يسخر المرء من نفسه لو أفترض أن الإدارة الأميركية التي كانت إلى وقت قريب مستعدة لإجبار العالم كله بما فيه الدول المتحالفة معها على القبول باتفاق نووي، تكون إيران هي المستفيدة منه أولا وأخيرا لم تكن تعلم أن أموال الشعب الذي يعاني من شظف العيش تذهب إلى جهات إيرانية هي المسؤولة عن تمويل الارهاب العالمي في المنطقة.

الآن وبعد أن وجدت إيران أن في إمكانها أن تسخر من الغرب وهي تفكر في فرض شروطها عليه وهي الشروط التي لو قبل بها لكشف عن تآمره على الدول التي غزتها إيران وتلك الدول التي تفكر في غزوها يستيقظ الحس الأمني ليضع ما كان خلال السنوات الماضية فعلا طبيعيا تحت الشبهات.

كل المعطيات تشير إلى مناقصات سياسية متعثرة، تحاول الولايات المتحدة من خلال الضغط المالي أن تذهب بها إلى الجهة التي تحفظ لها كرامتها في مفاوضات فيينا التي لم يعد في الإمكان احياؤها بعد عمليات القمع التي تمارسها إيران في حق النساء. 

تعاقب الولايات المتحدة إيران من خلال منع المال العراقي من التسرب إليها وهو مال مسروق. لا تفعل ذلك دفاعا عن حق الشعب العراقي بقدر ما تفعله لتذكير النظام الإيراني بأنه مدين لها ببقائه بسبب المال العراقي المنهوب الذي كانت تسمح له بالمرور من خلال مصارفها.

وليست إيران غبية لكي لا تفهم الإجراء الأميركي.

في لحظة الخطر تبدو إيران ناعمة.

لا يهم انهيار العملة في الدول المغلوبة على أمرها. المهم أن يلتقي الحبيبان على طاولة المفاوضات ولتذهب حقوق الشعب العراقي إلى الجحيم.