المحرر موضوع: بطولة كأس الخليج تنعش الحياة في البصرة المتخمة بالمشاكل  (زيارة 736 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31641
    • مشاهدة الملف الشخصي
بطولة كأس الخليج تنعش الحياة في البصرة المتخمة بالمشاكل
قبل ساعات من المباراة الأولى التي يتقابل فيها البلد المضيف مع عمان، المدينة الواقعة على مقربة من الحدود مع إيران والكويت تكتظ بنحو 10 آلاف مشجع قادمين من دول الخليج.
MEO

العراق يستضيف كأس الخليج بعد أكثر من 40 عاما
البصرة (العراق) - تسود شوارع البصرة في أقصى جنوب العراق أجواء احتفالية وتمتلئ بالمشجعين المتحمسين لمشاهدة مباريات بطولة كأس الخليج التي تستضيفها المدينة وتتبارى فيها ثماني دول من المنطقة، في تجربة تشكل تحديا حقيقيا لبلد أنهكته الحروب وأثقله الفساد.

وقبل ساعات من المباراة الأولى الجمعة التي يتقابل فيها البلد المضيف مع عمان، اكتظت المدينة الواقعة على مقربة من الحدود مع إيران والكويت، بنحو 10 آلاف مشجع قادمين من دول الخليج، وفق مصدر محلي.

وعلى كورنيش البصرة المطل على نهر شطّ العرب حيث يلتقي دجلة والفرات، رفرفت أعلام السعودية وقطر والدول الخليجية الأخرى المشاركة، فيما جلس الزوار في المقاهي المجاورة يحتسون القهوة ويدخنون النرجيلة.

وجاء عمر بدر البالغ 22 عاما من الكويت المجاورة. ويعبّر الشاب عن شعوره قائلا "كأنني بين أهلي وأخوتي... كل ما دخلنا مطعما، يقولون لنا لا تدفعوا الحساب ويدعوننا إلى بيوتهم".

وهذه المرة الأولى منذ العام 1979 التي يستضيف فيها العراق بطولة كأس الخليج والتي تتبارى فيها بالإضافة إلى العراق، فرق السعودية وقطر والإمارات واليمن والبحرين والكويت وعمان.

وكان العام 1979 العام الذي وضع فيه صدام حسين يده على السلطة في العراق. وتلا ذلك الحرب مع إيران (1980-1988)، ثم غزو العراق للكويت وحرب الخليج (1990-1991)، ثم الغزو الأميركي في العام 2003، ثم الصراع الطائفي الذي بلغ ذروته بين عامي 2006 و2008.

وكان يفترض أن ينظم العراق هذه البطولة في العام 2014، لكنها نقلت لاحقا إلى السعودية بسبب مخاوف أمنية، حيث كان تنظيم الدولة الإسلامية يحتلّ مساحة واسعة من الأراضي العراقية، بينها مدينة الموصل، أكبر مدن شمال البلاد.

أما الآن، فقد تبدّلت الأوضاع. واحتفل العراق منذ فترة وجيزة بمرور خمس سنوات على "انتصاره" على تنظيم الدولة الإسلامية. وعلى الرغم من أن الجهاديين ينفذون من وقت إلى آخر هجمات متفرقة في شمال البلاد، إلا أن البلد النفطي بات يعرف استقرارا نسبيا.

وحتى نهاية هذه البطولة التي تختتم في 19 يناير/كانون الثاني، يستقبل العراق الجيران العرب، لا سيما من الكويت الذي احتله العراق انطلاقا من البصرة، قبل أن يتم إخراجه في عملية عسكرية لتحالف دولي مطلع العام 1991.

وبعد ثلاثة عقود من تلك الحرب، جاء محمد العازمي الكويتي البالغ 39 عاما، إلى البصرة، متحدثا عن عودة "العلاقة الأخوية بين الكويتيين وأشقائهم العراقيين إلى مجاريها" بعد كل تلك السنوات، مضيفا أن هناك "روابط اجتماعية وعائلية" تجمع البلدين الجارين.

ويأمل لؤي منصور، أحد سكان البصرة في أن "تتكلل البطولة بالنجاح"، مضيفا "حرمنا من هذه البطولة منذ العام 1979...الحمد الله عادت الآن".

وبذل المنظمون جهودا مضاعفة من أجل تأمين بنى تحتية ملائمة، تضع طيّ النسيان منع استقبال البطولات الدولية الذي رافق العراق على مدى سنوات بسبب عدم الاستقرار والنزاعات المتكررة.

وتضمّ مدينة البصرة ملعبين، الأوّل هو ملعب البصرة الدولي الذي افتتح في 2013 ويتسع لـ65 ألف مشارك والثاني ملعب الميناء الذي افتتح قبل أسبوعين فقط من البطولة ويتسع لثلاثين ألف شخص.

كما شهدت المدينة بعض أعمال التجديد قبيل البطولة، فقد خضع الكورنيش لأعمال ترميم وشُيّدت بعض الفنادق ورُصفت الشوارع. وخصصت الحكومة العراقية 33 مليون دولار لاتحاد كرة القدم العراقية من أجل تنظيم هذا الكأس.

ويأمل سائق سيارة الأجرة مهند عبدالعزيز، في أن يستمرّ زخم تحسين خدمات المدينة وبنيتها التحتية، مضيفا "استضافة بطولة كأس الخليج العربي هنا أمر مهم وربما لذلك انعكاسات اقتصادية إيجابية وقد تشكل فرصة لإنعاش الجوانب الاقتصادية وتنتعش أيضا فرص عمل".

وعلى الرغم من أن البصرة غنية بالنفط، لكنها تعاني من أوضاع اجتماعية صعبة ومن الانعكاسات المدمرة للتغير المناخي والبطالة فيها مرتفعة فيما الخدمات العامة من كهرباء وماء سيئة.

وكما في كلّ أرجاء البلاد، الفساد حاضر في كلّ جوانب المجتمع، فالعراق مصنّف في المرتبة 157 من بين 180 في مؤشر "مدركات الفساد" لمنظمة الشفافية الدولية. ويثير ذلك حزن مهند عبدالعزيز الذي عليه أن يؤمن من سيارة الأجرة القوت اليومي لعائلة مؤلفة من أربعة أبناء. ويقول "التحضيرات لاستضافة البطولة كلفت الحكومة المحلية أموالا طائلة"، مضيفا "نتطلع أن تكون خليجي 25 دافعا لإنهاء معاناة أعداد كبيرة من الأسر الفقيرة ما زالت بحاجة إلى مساكن وتطوير للخدمات الحياتية".