المحرر موضوع: هل يتكرر سيناريو السيسي في العراق؟  (زيارة 752 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31599
    • مشاهدة الملف الشخصي
هل يتكرر سيناريو السيسي في العراق؟
تصريح السوداني الأخير الذي استفز الإيرانيين بتسمية دول الخليج العربي بدلا من الفارسي قد يُرسل رسائل مُشفرة أو حتى علنية بأن رجل الإطار ربما يفكر بالانقلاب عليه والتحليق بعيدا عن سِربه.
سمير داود حنوش

شيء ما يطبخ في الكواليس
لم يكُن الرجل سوى ضابط رفيع في عهد رئيس جمهورية مصر الأسبق حُسني مبارك، ثم انتقل إلى حُكم الإخوان في مصر بعد مبارك، حتى قيل عنه إنّه رجل الجماعة في القوات المسلّحة التي عُيّن قائدا لها ووزيرا للدفاع، عندما انقلب عليهم بِتمرّد قاده للإطاحة بالإخواني محمد مُرسي ليصبح رئيسا لجمهورية مصر العربية.

ثَمّة مَن يعتقد أنَّ هُناك تقاربا في المشهدين العراقي والمصري ربما تتّضح معالمه خلال الفترة القادمة.

هُناك أحداث تجري معالمها داخل غُرف الإطار التنسيقي تفوح منها رائحة التنافر أو التناقض، ففي الوقت الذي كانت قوى الإطار التي شكّلت حكومة السوداني تُطالب برحيل القوات الأميركية عن أرض العراق، كان آخرها بِصوت هادي العامري رئيس مُنظّمة بدر إحدى قوى الإطار بهذه المُطالبة، فاجأ السوداني إطاره مُدافعا عن وجود القوات الأميركية في بلاده، حين لم يُحدد جدولا زمنيا لانسحابها، مُعللا ذلك بالحاجة للقضاء على تنظيم داعش الذي يحتاج المزيد من الوقت، حسب ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال.

ويبدو أنَّ الاتهامات قد بدأت تتعالى الأصوات فيها، بعد التنافس على حصص المناصب والمواقع المُؤثّرة في البلد، حتى وصلت تلك الاتهامات إلى السوداني بأنه يُهيئ حزبه الجديد (تيار الفُراتين) الذي شكّله استعدادا للانتخابات المحلية والتشريعية القادمة.

الاتهامات تصاعدت ضد رئيس الوزراء حين أبقى على مُحافظ البنك المركزي مصطفى غالب، الذي تدّعي بعض الأطراف قُربه من التيار الصدري، الذي انسحب من العملية السياسية والحكومة، كذلك رئيس شبكة الإعلام العراقي نبيل جاسم المحسوب على حكومة مصطفى الكاظمي السابقة، فيما يُحاول بعض نواب الإطار جمع تواقيع لاستجواب مُحافظ المركزي وسط ترجيحات بإقالته ومُحاولات أُخرى لاستضافة السوداني تحت قُبّة البرلمان.

مُقتربات الأحداث تؤكّد أنَّ هُناك ما يلوح في الأفق بِطبخة سياسية طبّاخها العامل الخارجي، خصوصا وأن المواطن البسيط لن يظل صامتا إلى ما لا نهاية في ظِل وضع اقتصادي مُتردّ، وظروف معيشية صعبة فرضها ارتفاع سعر الدولار مُقابل الدينار.

ارتفاع سعر الدولار أمام الدينار أربك وضع الحكومة ومن خلفها الإطار التنسيقي الذي كان يتغنّى بحكومة خدمات ترفع من الشأن المعاشي والحياتي للمواطن، ليصطدم بالقرار الأميركي بِفرض الوصاية على تهريب الدولار إلى إيران الذي تتغافل عنه بعض الأطراف السياسية.

تصريح السوداني الأخير الذي استفز الإيرانيين بتسمية دول الخليج العربي بدلا من الفارسي، أثناء دورة خليجي البصرة المُقامة على أرض العراق، قد يُرسل رسائل مُشفّرة، أو حتى علنيّة، بأن رجل الإطار ربما يُفكّر بالانقلاب عليه والتحليق بعيدا عن سِربه، وقد يكون الانقسام والاختلاف بين قيادات الإطار سببا لِتمرّد السوداني.

لا يُخفي البعض من قادة الإطار ذلك الموقف الخجول من الحكومة من قضية اغتيال سُليماني والمهندس في شارع مطار بغداد بقصف جوّي من قِبل القوات الأميركية، والفعاليات التي لم ترتقِ إلى ما كان يتمنّاه الإطار التنسيقي في الذكرى الثالثة لتلك الحادثة، حين لم تُعلن الحكومة على الأقل عُطلة رسمية في البلد مُكتفية بتنديد خجول.

مِن قراءة الأحداث وتسلسلها يُمكن إيجاز القادم بِعنوان المواجهة أو حتى التصادم وربما الانقلاب، فالضغط الأميركي لا يزال فاعلا على حكومة السوداني، وقد يأخذها بالطريق الذي تُريده الولايات المتحدة وليس كما يرغبه الإطار.

في المُحصّلة ما اجتمع عليه القوم سيُفرّقهم، لأن المصالح والمنافع هي أساس ما كان يجمعهم، وليس الأهداف والنوايا.

هل وصلت الأمور إلى اللاعودة، ويتكرر مشهد السيسي في العراق؟

مُقتربات الأحداث تؤكّد أنَّ هُناك ما يلوح في الأفق بِطبخة سياسية طبّاخها العامل الخارجي، خصوصا وأن المواطن البسيط لن يظل صامتا إلى ما لا نهاية في ظِل وضع اقتصادي مُتردّ، وظروف معيشية صعبة فرضها ارتفاع سعر الدولار مُقابل الدينار.

مُفارقة غريبة ومهزلة تتمثّل في ذلك المردود المالي الضخم المُتنامي الذي هَبط على العراق بِفعل ارتفاع أسعار النفط بالأسواق العالمية، في حين يعيش مواطنوه ذلك الغلاء والبطالة والفقر. نعتقد أن قادمات الأيام ستُعجّل بذلك الرفض للواقع المُؤلم الذي فرضه المشهد السياسي المُتخلّف في العراق.