أخي العزيز جلال برنو المحترم
سلام المسيحأولاً أقول لك بعد حصولك على التقاعد ستبحث عن ما يُسليك لتقضي على ساعات النهار الطويلة ، فأسهل وسيلة هي التعبير عن الرأي بالحوارات المطولة وأرجو أن تجدي نفعاً لك وللآخرين ، بدل من أن تزرع الشك بين الأخوة القراء كما يفعل الكثيرين . والنقد بسبب حرية الكتابة يشمل حتى قادتنا الروحيين مهما كانت درجاتهم الكهنوتية ، وإن كانوا أساقفة الذين هم اليوم تلاميذ ورسل المسيح فيجب أن نحترمهم ونثق بهم وبكلامهم ووصاياهم ، وإن رفضناهم فأننا سنرفض الله
( الآب والأبن ) وبحسب قول الرب لتلاميذه
( من يقبلكم يقبلني ، ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني ) " مت 40:10 " طبعاً يقصد ، ومن يرفضكم ، يرفضني ، ومن يستهزأ بكم أو يقاومكم ، فأنه يقاوم الآب والأبن كما يفعل الكثيرين من المستهزئين في هذا الموقع .
لهؤلاء التلاميذ المختارين أعطى يسوع التفويض لكي يقرروا ما هو مناسب في عصرهم للكنيسته . إذاً لا يجوز أن نفرض آرائنا على آرائهم وهذا ما وضحته في مقالي المنشور في هذا الموقع ، طالع الرابط التالي
https://ankawa.com/forum/index.php?topic=1026384.0إذا تدخلنا نحن العلمانيين في قرارات قادة الكنيسة المقدسة فآرائنا قبل أن نعرضها متناقضة لقلة معرفتنا في الإيمان والعقائد فلا يمكن أن تتوحد ، لأن لكل منا رأيه ويريد أن يفرضه على الآخر ، فلا يتنازل أمام خصمه وكأنه في معركة . أو على الأقل يكتفي برأيه فقط ، فمثلاً في التعليقات التي كتبت تحت مقالك هذا هل وصل الأخوين المحترمين عبدالأحد سليمان ويوحنا بيداويد إلى نتيجة موحدة أم أعلنن الأخ بيداويد في نهاية تعليقه الأخير وبكل محبة فقال :
أنا أتوقف عند هذه النقطة ولا أريد إعادة الكلام لأن كل واحد من واضح في كلامه أو قصده ، تبقى عند القراء الإستنباط والفائدة
وأنا أقول وهل سيستنبط القراء رأياً موحدأً ؟ .
إذاً لا يجوز إعطاء الحرية للعلمانيين للتدخل بأمور الكنيسة ، وهذا أفضل جداً . أكبر خطأ أرتكبه المصلح مارتن لوثر كان إعطاء التفويض لكل مؤمن لكي يفسر الأنجيل ، وفي موضوع واحد وهو
( القربان المقدس ) أختلف هو مع أصدقائه كالفن وزوينجلي فأنقسمت كنيسته الفتية إلى كنائس وماتزال تنشطر إلى أقسام لكن كنيستنا ظلت واحدة موحدة لأن قيادتها قوية وقوانينها مبنية على صخرة إيمان الرسل.
الأساقفة هم الرعاة ونحن القطيع ، فهل يستطيع الأبل أن يقول للراعي هكذا أريد أن تقودني ، وفي ذلك المرج أريد أن أرعى اليوم ! .
أخي المحترم جلال ، لا يجوز أن تقول (
كيف لا نتوقع أن غبطة البطريرك ساكو يعتزم إلغاء صوم الباعوثا وغيره من الطقوس ) وهل ألغاه ؟ أولاً عندما يصدر أي قرار كنسي فأنه يصدر من السينودس المقدس بالإجماع ، أما تفسيرات البطريرك لبعض الأمور في عظاته ، فمن يقول أنه يقصد ما تقصده أنت وكما حصل في موضوعك الذي علقت على كلام غبطته فأجابك بما يقصد وبكل محبة . لكن السائلين كثيرين ومنهم من يريد زرع الشك فقط فهل يتفرغ البطريرك للرد عليهم ؟
الآن نأتي إلى موضوع اللغة
( طبعاً سبب إطالتي في الرد سببها أنت لأنك طرحت في ردك مواضيع كثيرة خارج الموضوع الأساسي فيجب الرد عليها ) عن اللغة الآرامية القديمة
( كُشما ) فسأتحدث بصراحة ولمصلحة إيماننا ، ولنشر كلمة الأنجيل لغيرنا فأقول : عندما تخرجت من السادس العلمي من ثانوية مانكيش ، وفي كنيسة مانكيش درست التعليم المسيحي وحضرت القداديس وصلوات الرمش ، لكن في الحقيقة لم كنت أعرف غير
( بابن ديلي بشميا وشلاما إلخ مريم ) أما عن الطقوس فلم أجدي منها نفعاً أبداً ، كما لم يفهمها إلا قلة قلية من الشمامسة ، ومن أمثالك الغيورين عليها يدافعون عنها بكل قوة بإعتبارها لغة آبائنا ولغة قديسينا وتحتوى على موروث ديني كبير . علماً بأنها لم تكن لغتنا ، بل لغة دخيلة . فلغتنا كانت أكدية وكتابتنا مسمارية أي أنها لغة أجنبية ، وهي سبب عدم فهمنا للإيمان . فأسأل وأقول أهذا ما يطلبه منا الأنجيل أن نفرض اللغة على إيماننا ولغير المؤمنين إلذين يلجأون إلى كنائسنا كمستمعين لكي يفهموا مبادىء ديننا ؟
يقول الرسول بولس عن هذا الموضوع
( فلو إجتمعت الكنيسة كلها وتكلم جميع من فيها بلغات فدخل قوم من غير العارفين أو من الكافرين ، أفلا يقولون إنكم تهذون ؟ ) " 1 قور 23:14 "
لكن نحن المؤمنين لا نفهم الآرامية ، أفلا يعتبر بقائها تشويشاً لأيماننا ؟ السبب لأن تلك اللغة ليست للبنيان ، بل للهدم . يفرح ببقائها عدو الإيمان . برأي الشخصي هو إلغاء تلك اللغة القديمة أوترجمتها إلى اللهجة المحكية إلى جانب اللغة العربية والكردية فهذا أفضل ، لأننا لسنا لأنفسنا فقط ، بل نحن مبشرون في أرض العراق وإلا لماذا نبقى هناك ونحن مضطهدون في كل العصور . وهكذا فعل اللبنانيون بطقسهم ولم يبقى من الآرامية في قداسهم غير الكلام الجوهري لتقديس المائدة وكذلك ترتيلة قدوس الله
( قاديشو آلاهو ) . نعم علينا أن نطبع مصادر بالعربية ونطرحها في الأسواق وبالكردية ونطرحها مكتبات الأقليم وحسناً فعل المطران الجليل يوسف توما في ترجمة الأنجيل إلى الكردية .
يسوع قال لتلاميذه
( إذهبوا وبشروا الأمم .. ) وأعطاهم المعين لكي يتحدثوا بلغاتهم لا بالآرامية التي كان يتحدث بها لكي يفهموا . والرسول بولس أكد على أهمية هذا الموضوع ، وقال
( وهذا أيضاً شأنكم ، فإن لم ينطق لسانكم بكلام بيّن ، فكيف يعرف ما تقولون ؟ بل يذهب كلامكم في الهواء ) " 1 قور 9:14 " ويضيف قائلاً
( فإن كنت لا أعرف قوة اللغة ، أكون عند المتكلم أعجمياً ، والمتكلم أعجمياً عندي ) " 1 قور 11:14 " . وهكذا نحن يأ أخي العزيز أعجميين وغرباء في كنيستنا التي تخاطبنا بلغة هجينة والسبب ليس الآباء ، بل نحن المتعلقين بها ولا نريد إزالتها .
لا أعلم كيف نصلي أو نوعظ بلغة غريبة والأنجيل يقول
( فليكن كل شىء للبنيان ) لهذا ينبغي علينا أن نتوسل بأساقفتنا لكي يمحو من طقوسنا تلك اللغة لمصلحتنا ولمصلحة الأبناء بأقرب وقت ممكن .
قولك الآخر من أسئلتك الكثيرة :
( غبطة البطريرك يقول أنه غير ملزم بإستخدامها ! لكنه يصر على إستخدامها ) الجواب هو للأسباب التي ذكرتها . ولا يستطيع هو والأساقفة مواجهة الكثير من المتربصين ضدهم لأبسط حجة فيهاجمونهم بكلام مجرد من الأحترام ، لكن تلك اللغة يجب أن تزول .
أما عن باقي أسئلتك التي تحتاج إلى أن أكتب جريدة ، فأختصر الرد عليها وأقول: لا تأخذ التفسير المادي الضيق على كل ما ينطقه أبينا البطريرك لأنه يركز على الجانب الأهم والذي هو الجانب الروحي وغبطته أعرفه جيداً وكان يعلمني في معهد التثقيف المسيحي في كلية بابل من سنة 95-97 . فما هو لمستقبل الروح هو الأفضل ، لأن الجسد والمادة زائلة ولا مستقبل لها . ورب المجد يحفظك