هكذا نعيش لله ونحن في وسط الخطاة
بقلم / وردا إسحاق قلّو( أما الشهوات الشبابية فأهرب منها ) " 1قور 33:15
سبب السقوط في الخطيئة هو العثرة ، وقد تكون العثرة من أقرب الناس لنا ، لأن المجرب يدرس نفسية الإنسان قبل أن ينسج له فخاً ليسقطه ، وتجارب الشيطان أسقطت الكثير من عمالقة الإيمان . ومن وسائله الخبيثة لكي يتأثر على المؤمنين يقدم خطته عن طريق القريبين منا ، والذين نحبهم لكي يضمن نجاح خطته ، لهذا ينصحنا الرب يسوع قائلاً
( إن كانت عينيك اليمنى تعثرك فإقلعها وإلقها عنك ... أو يدك اليمنى فإقطعها وإلقها عنك ) " مت 5: 29-30 " . لا يقصد الرب هنا تطبيق نص الآية حرفياً ، بل ما يقصد به هو أن نبتعد من أعز المقربين إلينا والذي نعتبره كالعين مهماً ومفيداً لنا . أو قد تأتي العثرات من الذي يساعدنا كثيراً ونثق به ونعتبره اليد اليمنى لنا فعلينا ان نقطع علاقتنا معه في ذلك المجال دون أن نفقد معه محبتنا . إذاً الغاية هي الأبتعاد والهروب من مصدر التجارب لأن قلب المؤمن ينبغي أن يرفض الأقتراب من نار التجربة ، وهنا الأبتعاد أو الهروب ليس ضعفاً ، بل وقايةً كمن يهرب من المصابين بالأمراض المعدية وحتى وإن كانوا من أهل بيته .
الأبتعاد من مكان الخطيئة والخاطئين أو من وسائل الخطيئة هو لصيانة النفس من الأنجراف والسقوط . فالكتاب المقدس ينصحنا فيقول
( أما الشهوات الشبابية فأهرب منها ) " 1 قور 33:15 " . كذلك المزمور الأول يوضح لنا الفكرة ، فيقول
( طوبى للرجل الذي لا يسلك مشورة الأشرار ، وفي طريق الخطاة لم يقف ، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس ) " مز1:1" . وذلك لأن في صحبتهم عثرات . قد تأتي أيضاً العثرة من أقرب الناس كما أتت لأدم من زوجتهِ . وشمشون الجبار من دليلة التي كانت أحب إنسان إلى قلبهِ . وكذلك آخاب الملك من زوجته إيزابيل . فالحل هو رفض العرض بقوة وقطع كل السبل عنه وكما فعل الرب يسوع مع بطرس الرسول عندما وبخه بسبب نصيحته الخاطئة ، فقال ليسوع
( حاشاك يا رب ، لا يكون لك هذا ! ) " مت 22:16 " . وسليمان الحكيم في بداية مملكته ورغم إحترامه الشديد لوالدته بتشبع رفض وساطتها لأخيه لأدونيا ( 1 مل 2: 19-23 ) .
يبقى أن نعيش لله ، لا لشهواتنا ، فعلينا إذاً أن نحترس من الجنس الآخر مهما كانت العلاقة مهمة وتجلب لنا الخير ، ومهما كانوا أنقياء وأسدو لنا معروفاً مع وجود الثقة ، لكن المشاعر بسبب الإختلاط والإتصال المستمر بهم عملياً وعن قرب قد يثير الشهوة الحسية الرديئة فتتسلل المشاعر إلى النفس حتى تصل إلى الأعماق فينخدع القلب والعقل وأخيراً يسقط في شباك الشرير ، ويصعب عليه الخلاص من نار الخطيئة ، لذلك الهروب من حرارة النار التي يتمتع الجسد بدفئه أولاً فالأستمرار من القرب منه سيبدأ بإشعال ما في داخل الجسد أيضاً .
على كل إنسان أن يتجنب من الإتصال بالناس الذين يمكن أن يكونوا تجربة له . ومن الواجب أيضاً تمييز الأصوات أو الصوَّر أو الكتابات ومصادر الوسائل الحديثة التي تشوِّه الذهن وتزرع الشك الذي يتسرب إلى عمق الإنسان .
لا نتقوى على عدم مخالطة كل الخطاة حولنا ، لكن ليكن إختلاطنا في حدود الضرورة مع المحافظة على أفكارنا من أفكارهم وأساليبهم وألفاظهم كما يقول الكتاب
( لهجتك تدل عليك ! ) " مت 73:26 " . فالإختلاط مع المنحرفين عن عقيدة كنيستنا ومذهبنا ، لا نسمع لهم أي فكر لاهوتي أو عقائدي مصدره ليس من الكتاب المقدس ، أو من الآباء القديسين ، وكما قال الآبء الرسل في ( غل 1: 7-8 و 3 يو 1: 10-11 ) فالهروب من عثراتهم خيراً من مجادلتهم ، لتكن قدوتنا الثابتة في المسيح وسيَّر القديسين والأبرار .
والمجد لألهنا القدير . التوقيع
( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) " رو 16:1