ذكرى رحيل الرائد الصحفي فائق بطي .. استذكارات ومشاعر وفاء
عنكاوا كوم-خاصحلت يوم ال25 من الشهر الحالي الذكرى السادسة لرحيل الرائد الصحفي العراقي فائق بطي حيث نشرت ارملة الراحل السيدة سعاد الجزائري صورة لها برفقته مستذكرة الذكرى الخاصة بالرحيل مما تماهى معها عدد من معارف الفقيد واصدقائه لاسيما ممن عملو معه في عدد من الصحف او من خلال ريادته كمؤرخ للصحافة العراقية بشكل عام والصحافة الكردية والسريانية على وجه الخصوص بينما نشرت جريدة الزمان مقالا للصحفي العراقي المخضرم محسن حسين بين فيه عدد من المحطات التي عمل فيها مع بطي وتحت عنوان في ذكرى فائق بطي استذكر حسين الكثير من محطات العمل المشترك وفيما يلي نص المقال :
في ذكرى فائق بطي
دبي – محسن حسين
فجعت في 25 كانون الثاني عام 2016 بوفاة صديقنا مؤرخ الصحافة العراقية فائق بطي الذي تربطني به علاقة زمالة منذ 58 عاما عندما عملت في صحيفة البلاد التي اسسها والده روفائيل بطي وتولى اولاده ادارتها سنوات طويلة بعد وفاته.
عندما التحقت بصحيفة البلاد اواخر عام 1958 تعرفت على ابناء بطي يعملون في الصحيفة وهم كمال وبديع وفائق وسامي. وفي السنوات اللاحقة بعد ان اشتركت في تاسيس وكالة الانباء العراقية عام 1959 كنت بشكل دائم على صلة بالاخوة اولاد بطي سواء كمال الذي تولى رئاسة تحرير بغداد اوبزرفر في السبعينات او بديع عندما عين في وزارة الخارجية عام 1959 وفائق الذي انشغل بالبلاد رئيسا للتحرير مدة طويلة.
وفي السنوات الماضية التقيت عدة مرات كان اخرها عام 2012 بالمرحوم فائق في اربيل حيث كان يسكن في حي عينكاوة ويعد موسوعة عن الصحافة الكردية بعد ان اعد موسوعة عن الصحافة العراقية وعدة كتب هي افضل المصادر لتاريخ صحافتنا.
وفي العام 2010 اصدر زميلنا الصحفي الكردي المرحوم طارق شريف كتابا عن ثلاثة من رواد الصحافة هم فائق بطي وحسن العلوي ومحسن حسين (انا) بعنوان (الصحافة العراقية في ذاكرة روادها).
كان الكتاب يتضمن حوارات معنا نحن الثلاثة واستعراضا لعملتا الصحفي وجاء فيه عن المرحوم فائق بطي انه من مواليد منطقة الأعظمية في بغداد عام 1936 وانه تولى رئاسة تحرير صحيفة البلاد، وعمل في العديد من الصحف أبرزها النور التآخي الفكر الجديد وطريق الشعب في عقد الستينات والسبعينات من القرن الماضي وهو من مؤسسي نقابة الصحفيين العراقيين عام 1959 ثم أصبح عضواً في مجلسها للمدة 1971- 1977 . حاصل على شهادة الدكتوراه في الصحافة من أكاديمية العلوم السوفيتية في موسكو.. أسهم في تأسيس “رابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين العراقيين في بيروت ثم دمشق وأصبح سكرتيراً عاماً لها عام 1988. وله العديد من المؤلفات منها الصحافة العراقية.. ميلادها وتطورها الموسوعة الصحفية العراقية الصحافة العراقية في المنفى وذاكرة وطن كما حقق مذكرات والده بعنوان ذاكرة عراقية.
اجمل ما قاله فائق بطي في تلك الحوارات ردا على سؤال: ما الذي اخذته منك الصحافة وما الذي اعطته اياك؟. قال: اخذت مني الصحافة عمري واعطتني عشقي للمهنة وتقديسي لرسالتها.
اليوم افتقدنا الزميل الكبير فائق وانا لله وانا اليه راجعون.
