المحرر موضوع: صوم نينوى من يونان إلى يونادام إسقاطات سياسية  (زيارة 871 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوخنا اوديشو دبرزانا

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 61
    • مشاهدة الملف الشخصي
صوم نينوى من يونان إلى يونادام
إسقاطات سياسية
بداية :
كل الشكر لذلك اليهودي كاتب سفر يونان , وكل الشكر لأولئك الذين قرأوا وترجموا لنا ألواح الطين وكل الشكر لتلك الجامعات العريقة  التي حفظت ما لا يستهان به من تراثنا . جامعة شيكاغو* المدعومة مادياً من قبل أصحاب النفوذ المالي نموذجاً .
كل الامتنان لآباء كنيسة المشرق الذين قدسوا هذه الذكرى . ولولا تلك الخرافة أو الأسطورة أو القصة التاريخية المسروقة التي ذكرتها التوراة  والتي أيدها له المجد بفمه القدوس ((متى 12:39)) لما كنا اليوم نبحث عن الجذور التاريخية للحدث  وقراءته من منظار علمي مجرد . عذراً من اولئك المغالين في(( آشوريتهم )) . أعتقد جازماً قلة منهم يرتادون الكنيسة في هذه المناسبة  ليستمتعوا لما أبدعه الآباء من شعر وألحان شجية في تمجيد شعب وملك نينوى . 
قراءتي :
 دعوني  أتفق مع المعتبرين قصة يونان واهل نينوى ((أسطورة )) وأنطلاقاً من مقولة الباحث العالم فراس سواح ((يمكن دراسة الأسطورة كظاهرة ثقافية متميزة ذات خصوصية عالية وهذا التمييزلا يهم فقط باحثي الميثولوجيا بل وبقية الباحثين في حقول العلوم الإنسانية المختلفة ))* . بمعرفتي المتواضعة سأتناول القصة من منظور الدبلوماسية والسياسة . بالعودة إلى التاريخ يرى الباحث تأرجحاً  في العلاقات بين الاشوريين واليهود  كما هي حال العالم المتحضر في زماننا بين العداء والمهادنة  ((لقد استعان ملوك اليهود بالاشوريين حيناً لمساندتهم في مواجهة غزاتهم )) . لذا لما لا نعتبر يونان رسولاًمكلفاً بمهمة  بمثابة ((سفير فوق العادة )) بمفهوم عصرنا ملماً بلغة أهل نينوى لإنذار الخصم اللدود بمخاطر محدقة تعبيراً عن نية طيبة ودعوة لمد يد السلام وإنهاء حالات العداء . لكن يونان كفرد يهودي أو العبراني ((كما يكنى  في أشعار مار أفرام السرياني ))  مسكون بعقدة الحقد وحب الانتقام متردد لكنه ملزم على أداء واجبه وإيصال الرسالة مفضلاً الموت غرقاً وهذا ما يتجلى في حزنه على نبتة القرع المظللة
العبرة :
 إنه الأستفسار المشروع من مؤسساتنا الاجتماعية والسياسية غير مستثنى أي منها عن حالة الإحباط  لدى جماهيرها بشكل خاص ولدى العامة بشكل عام بغض النظر عن الأسباب الموضوعية وإنما الذاتية منها . إن خمسين بالمئة من كوادر تلك المؤسسات يحملون قادتهم  المسؤولية . ترى ألم يحن الوقت ليكون ((يونان)) عبرة لهم ؟  طبعاً أقصد التنحي على الأقل إسقاط الحجة !  هنا يحضرني قوله له المجد ((كل مملكة منقسمة على ذاتها تسقط …مت 12:25)) أليست  هذه هي حال ما آلت عليه الحركة الديمقراطية الآشورية (زوعا) ؟  لست أقل إيماناً من أي كادر في الحركة لكن غيرتي  تدعوني إلى أخذها النموذج الأمثل لما آلت إليه. لقد كانت حالة وجدانية لدى عموم أبناء شعبنا بمختلف طوائفه . كل المنشقين يحملون قادتها السبب .
القائد الفذ والسياسي العتيد لا يبحث عن صناعة التاريخ من خلال الاستئثار بالسلطة والتمتع بالقدرة  بعض من مآسي الشعوب أسبابها ذلك النوع من القادة وإنما يعمل على صناعة التاريخ من خلال  صناعة القدرة لشعبه.
 رسالتي إلى رابي يونادم كنا وأنا كلي احترام وتقدير لشخصه ومكانته هذه الرواية التي مر عليها بحدود الثلاثين عاما . ليس لمجرد السرد بل دعوى من آشوري غيور للاقتداء بها واليكم الرواية *   :
في بداية صيف 1994 اجتمعت اللجنة المركزية للمنظمة الاثورية الديمقراطية (( مطاكستا ))لاختيار من يمثلها فيما يسمى بمجلس  الشعب السوري . وقع الاختيار على الرفيق بشير السعدي وتلاه في الأصوات الرفيق يونان طاليا وبعده الرفيق سعيد لحدو , لكن     حدث مالم يكن بالحسبان فقد اعترضت كل من اللجنتين السياسية والاجتماعية على هذا الاختيار رغم قانونيته وفق القواعد الدستورية             فأضحى التنظيم في حالة فوضى . اجتمع أعضاء المكتب السياسي ومن ضمنهم الرفيق بشير وقرروا تكليف كل من الرفيق كريم عيسى وكاتب الرواية الاجتماع بممثلين من اللجنتين وكان اختيارهم الرفيقين ((الدكتور يعقوب عيسى وزهير عبد و)) اجتمعنا في مكتب الرفيق ((كريم عيسى ))  للأسف لم نتوصل إلى نتيجة فكلفني الرفيق كريم إبلاغ قرارنا وكان هذا الكلام بحرفيته :                                          رفيق بشير شخصياً بكل قناعة كنت ممن أختاركم والان بقناعة كلانا نطلب إليكم التنازل وإلا العواقب وخيمة وبالفعل تنازل الرفيق               بشير بكل اريحية  وقاد الحملة الانتخابية للمرشح يونان طليا  في مدينة الحسكة وتوابعها بجدارته المعهودة .
رابي يونادم : ما بلغنا  وسمعنا من الرفاق في زوعا وأبناء النهرين  يثلج صدورنا. أرجو أن تكونوا صمام الأمان ببعض من التضحية  ولو كانت متأخرة  وليكن الملك العظيم ل (نينوى ) العظيمة قدوتكم . ولكلا الفريقين نقول لا تذبحوا هذا النسر الآيل للسقوط وستندمون وسنبكي جميعاً .
الديمقراطية الكسيحة :
لن أنظر من ثقب الباب بل العكس أنظر بأسى من خلال الباب المفتوح على مصراعيه  وأتساءل أي أمة عاقر هذه ؟ ترى هل الحركة الديمقراطية الآشورية متأثرة بالفكر السلفي للشيعة حكام العراق وقد قيل في غابر الأزمان ((إنما الشعوب على دين ملوكها)) والسؤال ألم يكن من بين 260 عضواً من الفتيان منافساً جديراً بقيادة الحركة ؟ حقاً فلا فتى إلا علي … …وحسب معلوماتي ومعرفتي المتواضعة
ومن شاهد مدعو لمؤتمر الحركة في عام  2006 نقل إلينا في حينه الصراع المحموم على القيادة وتلا ذلك في مؤتمر 2010 وتداعياته ومن المؤسف جداً أن كاتباً مرموقاً وباحثاً نكن له كل الاحترام والتقدير يُغَلبُ عواطفه على حكمته يرى جلياً من ثقب الباب لمؤسسة متغافياً الرؤية من الباب المفتوح لمؤسسة أخرى . أعتقد جازما أن مصداقية أي باحث تبقى على المحك حينما تتنافى والحيادية حقاً إنها مأساة أمة !!
مسكها :
ويبقى السؤال إذا وضعنا قصة يونان ونينوى في إطارها الأسطوري مع كتاب العهد القديم  أليست هذه الأسطورة  من جمعت اليهود المشتتين ووحدتهم  ووحدت جهودهم لإقامة دولة (( إسرائيل)) ؟ غير آبهين بأي تسمية من تسمياتهم ((الدولة العبرية أو اليهودية ))   لأنها بالمحصلة تسميات لشعب واحد تجمعه وحدة الآلام والآمال
في صلوات ((الباعوثا)) نقول يارب تقبل (( باعوثن مثل تقبلك باعوثا دنينواية)) متضرعاً راجياً الرب أن يُغَلِبَ الحكمة عند قادة المؤسسات السياسية والمذهبية  لهذه الأمة بكل تسمياتها  للتحرر من الأنانية والأحقاد والعمل لإعادة اللحمة لهذا الكيان المشتت ولتكن       وحدة كنائسنا فعل إيمان وليس مجرد  صلاة كتقليد سنوي .
 
هوامش :
*  - جامعة شيكاغو ناهيك عن المتحف الملحق بها وما يحويه هناك غرفة خاصة بتاريخ كنيسة المشرق تحوي أكثر من مئتين ألف وثيقة على الرقائق (سلايت) متاحة لكل باحث منها أنجز البروفيسور عبد المسيح السعدي أطروحته  عن موشه باركيف
* - بحث في الأسطورة للباحث  البروفيسور فراس سواح في الاصدار الثالث لموقع المعابر maaber.50megs.com
* - مقال للكاتب بعد انتخابات 2010 للبرلمان العراقي نشر في موقع عنكاوا تحت عنوان انتخابات : انتخابات الكوتا منافسات شريفة أم لعبة لوي أذرع سخيفة ؟
     الكتابة رأي شخصي مجرد

       يوخنا أوديشو دبرزانا
                 شيكاغو
31 ك 2023