المحرر موضوع: الأسد في عُمان في أول زيارة خارجية تكسر عقدا من العزلة  (زيارة 754 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31516
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأسد في عُمان في أول زيارة خارجية تكسر عقدا من العزلة
زيارة الرئيس السوري لمسقط تأتي وسط إشارات متزايدة على اتجاه عربي لإنهاء القطيعة مع سوريا بعد أكثر من عشر سنوات من أسوأ نزاع مسلح.
MEO

سلطنة عمان حافظت على علاقاتها مع دمشق خلال سنوات النزاع على خلاف معظم الدول العربية
 استئناف الإمارات العلاقات مع دمشق فتح الباب لكسر عزلة سوريا
 الرياض تخطط لإرسال متطوعين طبيين سعوديين إلى سوريا للمرة الأولى
 السعودية تخصص 200 مليون دولار مساعدات لتركيا وسوريا
مسقط/الرياض - زار الرئيس السوري بشار الأسد الاثنين عُمان، في أول رحلة رسمية يجريها إلى السلطنة منذ أكثر من عقد على اندلاع الحرب في سوريا، وهي أيضا أول زيارة له لدولة عربية، بينما سبق له أن قام بأكثر من زيارة لموسكو بترتيبات أمنية روسية ومن دون إعلان مسبق.

وتأتي هذه الزيارة وسط إشارات متزايدة على اتجاه عربي لإنهاء عزلة سوريا بعد أكثر من عشر سنوات من القطيعة وتعليق عضوية دمشق في الجامعة العربية، فقد شدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أمس الأحد على ضرورة على الحوار مع دمشق حتى تتسنى على الأقل معالجة المسائل الإنسانية بما في ذلك عودة اللاجئين، مؤكدا أن إجماعا بدأ يتشكل في العالم العربي على أنه لا جدوى من الاستمرار في عزل سوريا.

والتقى الأسد السلطان هيثم بن طارق خلال الزيارة التي تقتصر على يوم واحد وتأتي بعد أسبوعين على زلزال بقوة 7.8 درجات ضرب جنوب شرق تركيا وشمال سوريا وأوقع أكثر من 44 ألف قتيل في البلدين.

وعلى اثر الزلزال، تم تفعيل التواصل العربي مع حكومة الأسد التي تواجه عزلة دولية، فيما كانت جامعة الدول العربية قد علّقت عضوية سوريا بعد اندلاع الحرب فيها في العام 2011.

وجاء في بيان للخارجية العُمانية أن سلطان عُمان والرئيس السوري عقدا "جلسة مباحثات رسمية بقصر البركة العامر" في مسقط.

وأوضحت الخارجية العُمانية أن السلطان هيثم جدد "تعازيه ومواساته الصادقة لفخامة الرئيس الضيف وللشعب السوري الشقيق في ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب بلاده وجمهورية تركيا".

وأشار البيان إلى أن السلطان العماني والرئيس السوري تبادلا "وجهات النظر بشأن مجمل التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والجهود الرامية لتوطيد دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".كما عرضا "مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين ومجالات التعاون المشترك"، ثم عقدا "لقاء اقتصر عليهما".

من جهتها، أشارت الرئاسة السورية إلى "زيارة عمل" أجراها الأسد إلى سلطنة عمان، مضيفة في بيان أن الرئيس السوري شكر سلطان عُمان وحكومتها وشعبها على المساعدات الإغاثية، مشيرا إلى أن "الشكر الأكبر هو لوقوف عُمان إلى جانب سوريا خلال الحرب الإرهابية عليها".

وأضاف البيان أن الأسد اعتبر أنّ "عُمان حافظت دائما على سياساتها المتوازنة ومصداقيتها وأنّ المنطقة الآن بحاجة أكثر إلى دور سلطنة عُمان بما يخدم مصالح شعوبها من أجل تعزيز العلاقات بين الدول العربية على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى".
وبرزت مؤشرات انفتاح عربي على دمشق خلال السنوات القليلة الماضية، بدأت مع إعادة فتح الإمارات لسفارتها في دمشق عام 2018 ثم زيارة الأسد للإمارات في مارس/اذار الماضي. وخلافا لمواقف دول خليجية أخرى، لم تقطع عُمان العلاقات الدبلوماسية مع دمشق.

واعتبر محلّلون أن الزخم الدبلوماسي الذي سجّل من خلال جهود تقديم المساعدات بعد الزلزال من شأنه أن يحسّن علاقات الأسد مع دول أخرى في الشرق الأوسط لا زالت تقاوم التطبيع مع دمشق.

وتجمع معظم التوقعات والتحليلات على أن الاتجاه العربي الحالي على مسار استئناف العلاقات مع دمشق باستثناء قطر التي تبدو مترددة والتي أعلنت في السابق قبل إعلان حليفتها تركيا رغبتها في مصالحة مع النظام السوري، أنه لا يمكن المصالحة قبل تسوية سياسية للأزمة، متهمة الأسد بارتكاب جرائم حرب بحق شعبه.

ومن المتوقع أن تغير قطر التي دعمت بسخاء حركات وجماعات إسلامية متشددة قاتلت الأسد، موقفها بمجرد حدوث مصالحة بين حليفتها أنقرة ودمشق.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان السبت الماضي، إنّ الإجماع يتبلور في العالم العربي على ضرورة إتباع نهج جديد تجاه سوريا يتطلب مفاوضات مع دمشق لمواجهة الأزمات الإنسانية بما في ذلك الزلزال.

وصرّح في كلمته أمام مؤتمر ميونيخ للأمن "هناك إجماع داخل العالم العربي على أن الوضع الراهن لا يصلح وأننا بحاجة إلى إيجاد نهج آخر"، مضيفا "ماهية هذا النهج ما زالت قيد الصياغة".

وأشار إلى إن تغيير السياسة يمكن أن يساهم أيضا في حل أزمة اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان المجاورين.

وقال "سيجري هذا الأمر من خلال حوار مع حكومة دمشق في وقت ما، بطريقة تحقق على الأقل أهم الأهداف"، بما في ذلك عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

وفي أحدث إشارة سعودية لاستئناف محتمل للعلاقات الدبلوماسية مع دمشق، تأمل السعودية إرسال متطوعين طبيين إلى مناطق سورية ضربها الزلزال الأخير الذي أودى بحياة الآلاف في هذا البلد الذي تمزقه الحرب منذ أكثر من عقد، حسب ما أفاد مسؤول كبير الاثنين.

وقطعت المملكة العلاقات مع نظام الرئيس السوري الذي يواجه عزلة دولية في عام 2012، لكنها أرسلت مساعدات إلى كل من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة والحكومة في البلاد في أعقاب زلزال 6 فبراير/شباط.

وأعلن مركز الملك سلمان للإغاثة والمساعدات الإنسانية الحكومي الاثنين تقديمه 50 مليون دولار كمساعدات إضافية لكل من سوريا وتركيا.

وقال عبدالله الربيعة المشرف العام على المركز في مقابلة مع فرانس برس إن التعهدات الجديدة التي كشف عنها في مستهل منتدى إنساني يعقد ليومين في العاصمة السعودية، تشمل مشروعا يمكن بموجبه إرسال متطوعين طبيين سعوديين إلى سوريا للمرة الأولى.

وأضاف الربيعة وهو مستشار في الديوان الملكي السعودي "على الصعيد الطبي، كان أحد المشاريع التي وقعناها في المنتدى يتعلق بالأراضي السورية، لأنها تفتقر في الواقع إلى عيادات متنقلة"، موضحا "هذه هي المرحلة الأولى ونأمل أن نرى المتطوعين السعوديين على الأرض".

وتجنبت الرياض حتى الآن الاتصال المباشر بحكومة الرئيس بشار الأسد ونسقت عوضا من ذلك مع الهلال الأحمر السوري بشأن وصول المساعدات إلى الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة، وفق ما أفاد مسؤولون سعوديون.

والأسبوع الماضي هبطت طائرة سعودية تحمل مساعدات في مدينة حلب ثاني كبرى المدن السورية، لأول مرة منذ أكثر من عقد من الحرب.

وذكر الربيعة أن السعودية نظمت 14 رحلة جوية إلى تركيا وسوريا حتى الآن ورصدت نحو 200 مليون دولار من خلال المخصصات الحكومية وجمع تبرعات شعبية لدعم جهود الإغاثة.

وقال "لم نر خلال عملية جمع التبرعات في السعودية أي تفرقة تجاه الشعبين سواء للسوريين أو للأتراك"، مضيفا "لم نر أنّ الجانب الدبلوماسي أو السياسي يؤثر على الجانب الإنساني".