المحرر موضوع: كمائن  (زيارة 888 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل jean yazdi

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 83
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كمائن
« في: 17:48 22/02/2023 »
كمائن
عندما شعرت بأنني بدأت أنسى ضحكات السعادة من الماضي البعيد لأن حدود الأحلام قد تم اغلاقها قد بدأت اخطو بخطوات متسارعة نحو الكَهل…. بعيداً عن الشباب  ,وغير آبه بالتأني بعد أن أيقنت بأن الطفولة لن تعود .
سئمت هذا المرحلة التي جعلت كل ما من حولي مبهما لتبدو غامضة  وضبابية كالثقب الأسود .
لأقف احياناً و أنا أُحاكي صمتي متسائلا اوا هل العالم اصبح تافهٌ ام انني أُصبت بمرض الجدية ؟!
حتى الصمت لم يعد صديقاً بعد أن تكاثرت الخيبات و إشتدت المصائب و لم يعد لي أي عنوان ألجأ إليه ، وحتى إذا الذكاء احتضنني أبدو لمن من حولي غبياً. ...أبتسم ابتسامة الميؤوس فُتصعق ابتسامتي بضحكاتهم المتنمرة....ارجع الى غرفتي مرهقاً متعباً بعد ان قتلت الشكوك كل ظنوني البريئة بإكرام الحياة .......لأستيقظ في الصباح الباكر على وقع حوافر العبيد المتسارعون نحو مقر أعمالهم ، و بعد وقت قصير يتلاشى هذا الضجيج ليسود الهدوء لأرى  الكهلة في المقاهي يستلذون بكل صدق اكاذيب الساسة في الجرائد...فتلتهم سخرية الواقع هذا رونق  رشفات قهوتي ...اتنهد و نظري متجه كمآذن   دورالعبادة نحو السماء لأخبر امنياتي بفشل خطة خطواتي المتسارعة نحو الكهل لأن الكهولة ايضاً حقل الغام...
و انا في عزلتي وسط المهاترات و الضجيج الملوث تصلني رسالة هاتفية من صديق يدعوني الى فرحه في عطلة الاسبوع نفسه..ارد عليه ( إن شاء الله) و لكني على يقين تام بأنني لن اذهب خوفاً من ظنوني بأنه كمينٌ آخر .


جان يزدي
جان يزدي