المحرر موضوع: الفنان ريكاردوس يوسف يتنفس هواء بغديدا ثانية ؟!  (زيارة 1408 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني




الفنان ريكاردوس يوسف يتنفس هواء بغديدا ثانية ؟!

  بولص آدم

 ثمة من يحتفظ بشبابه، مهما كان حرث السنين عميقا في ارض العمر،  الممثل المتألق منذ شبابه سواءا برياضة القفز بالزانة كواحد من ابطال العراق، ثم على مسارحه وامام كاميراته او خلف المذياع، كتلة متوهجة من المحبة والسلوك اللطيف والمعشر الحلو والعطاء الفني المتميز الدائم، هو الصديق ريكاردوس يوسف ابن بغديدا المحروسة وقد تجاوز السبعين من العمر. الا انه يعيش ابدا، (صورة الفنان في شبابه) وهذا واحد من عناوين جيمس جويس..   
 بعد مأساة سهل نينوى 2014 غادر الوطن مع عائلته الى ديترويت.. ولم يستكين، فمالحياة دون تمثيل وفن؟  هناك ايضاً مثل واخرج عدة مسرحيات والأحلام تستمر والدفق لاينقطع حفظه الرب لنا ولمحبيه.
 قبل اسابيع ثلاثة، ارسل لي الفنان والأديب المعروف مروان ياسين الدليمي وهو صديق عمر رسالة موجزة (.. كنا في السليمانية ريكاردوس وانا و قد شاركنا بأدوار في مسلسل سيعرض قريبا و....)! وارسل لي مجموعة صور.. اتصلت به فورا هاتفياً واخبرني بتفاصيل جميلة وكان ممتناً وسعيدا جداَ بلقاء ابو الريك (ريكاردوس) وسألته، اين هو الآن؟ - انه في بغديدا، اي ان عيناه قد تكحلتا بمرآها من الفها الى يائها.. عاد الى مرابع الطفولة والشباب والأهل والأصحاب وللأسف القلة المتبقية منهم، فالبلدة تجاهد ومازالت لنفض رماد الأرهاب عنها وتقاوم اطماع الغربان الجدد بها..
نشر صديقنا المشترك مروان مقالة عن ريكاردوس في صحيفة القدس العربي اللندنية والرابط اليها مرفق مع هذه الكتابة.

  في صيف العام 1984 كان صديقنا الراحل الفنان الكبير د. عوني كرومي، قد احتاج لمساعدتنا في طلاء جدران منزله وسقوفه، بيت جديد بنوه في حي العدل ببغداد بعد حصول زوجته على قطعة ارض كونها مهندسة زراعية وكانت مزرعتهم تجاور مزرعة زوج خالتي المهندس الزراعي الذي نجا من الموت اكثر من مرة في الجبهات ( شيوعي قديم، بعد التاسع من نيسان 2003 بشهرين ذهب لكي يطلع على احول مزرعته، فصدمه منظر الجفاف والتخريب وسقط على الأرض بالسكتة القلبية! ثم لحقه بعد عقد من السنين ابنه الأكبر فقد بلعته حفرة ارهابية بين الموصل وبغداد)!
 بعد جولات مع الفراشي وجرادل الأصباغ في بيت الراحل د. كرومي ( هو وريكاردوس، مروان وأنا بدأنا رحلتنا مع الفن والثقافة من الموصل وتخرجنا من اكاديمية الفنون) كنت اقضي الظهيرة على مقعد هزاز وحولي صناديق وحقائب واكياس مليئة بكتب و صحف وفولدرات و قصاصات الفنان المخرج الكبير.. ذات ظهيرة عثرت على فولدر مسرحية بريشت غاليلو غاليليه التي اخرجها د. كرومي ومثل ريكاردوس دور غاليلو، فعلق دوره وتلك المسرحية في اذهان الوسط الفني والى يومنا هذا.
 دخل صديقنا د. كرومي متأبطا رقية كبيرة وبيده كيس ينقط ماءً يحوي ربع قالب ثلج، كان الجو حاراً جداً وصواريخ ايران تسقط في بغداد فتخلف الرعب والدمار..  وجه الدكتور المحمر ينقط عرقاً:
 - حدثني دكتور عن غاليلو وريكاردوس ؟
- هاك بالأول جكارة روثمن..
 تركت المقعد الهزاز له وجلست على كارتونة كتب اسمع .. حتى انتبهنا الى بركة ماء صغيرة افترشت ارضية الغرفة ولم يتبق بسبب مسرحية غاليلو الا ربع من ربع القالب...

 آخر مرة التقيت فيها الدكتور ريكاردوس يوسف، كانت ايام مسرحية ( الخادم والسيد) كان مساعدا للمخرج الراحل شفاء العمري.. قضينا معاً حوالي الشهر بمعية مروان وكنا انا وهو ممثلي العرض فالمسرحية من شخصيتين وبفصلين، وعرضت خلال المهرجان الثاني للمسرح العربي 1992 وعلى خشبة المسرح الوطني.. في فترة البروفات على خشبة مسرح جامعة الموصل وفي رحلة الذهاب والأياب بالقطار الى بغداد وفي الفندق وفي كل مكان ايام المهرجان ملأ ريكاردوس ايامنا وليالينا بالعطر الفواح للفن والتنكيت واحاديث كلها مسرح في مسرح، وريكاردوس لايمثل عندما يمثل فالحياة تطغى حيويتها في كل التفاصيل.. الحديث طويل، اترككم مع مقالة جميلة عن الفنان الكبير ريكاردوس يوسف بقلم صديقنا مروان ياسين الدليمي، وهو المعروف بوفائه للأصدقاء متمنياً لكليهما دوام الصحة و الألق..
https://www.alquds.co.uk/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8F%D9%85%D8%AB%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A-%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%B3-%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81-%D8%AA%D9%88%D9%8E%D9%87%D9%8F%D9%91/

الفنان المسرحي د. ريكاردوس يوسف
https://www.youtube.com/watch?v=QjY_d6RfL3A


غير متصل سالم يوخــنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 503
    • مشاهدة الملف الشخصي
أخي العزيز بولص
أتمنى أن تكون أنت و العائلة بوافر الصحة
بالحقيقة أنا بعيد عن موقع عينكاوة منذ فترة طويلة لأنشغالي و لكني مررت اليوم لأرى ما و من بقي في الدار و سررت جدا لسماع أخبار أخينا العزيز الفنان ريكاردوس يوسف ، هذا المسرحي الجليل و الصديق المليء بالمحبة و الأخلاص ،  أشتقنا له كثيرا ، نتمنى له طول العمر و المزيد من التألق ، عرفت هذا الرجل منذ أن كان طالبا في اكاديمية الفنون الجميلة و استمرت علاقتي به طالما كنت في العراق و لكن رحيلي عن الوطن جعلني افترق عن أحبابي و أصدقائي .
شكري العميق لجنابك و للصديق مروان ياسين الدليمي لأيصالك صورة و أخبار ريكاردوس لنا .
تحية لكم جميعا .

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
    صديقي العزيز سالم
  باشتياق ومحبة اهديك سلاما وتحية عطرة
 نحن اخي سالم، الذين كل مرحلة من حياتنا لم تكن سهلة، كنا نهرب منها الى لقاءاتنا والى صداقات معهم، هؤلاء الذين منهم من ودعنا بلاموعد ومنهم من لم يتخلى عن رؤية حقيقة الحياة والأوضاع الاجتماعية، رؤية هل هناك تغيير وهل يستحق ذلك الاهتمام، نرى ذلك في المسرح الذي قصد به الأغريق الرؤية.. ومن موصلنا الحبيبة ولد مسرح العراق وكُتب اول نص وهناك صادقتم ممثلين وفنانين ومثقفين .. كان لكم دوماً تفضيل لهكذا صداقات حفضكم الرب ورعاكم .. شكرا لهذه المداخلة بانثيالاتها وتذكر من هم يواصلونها، حياتهم كما يُتاح لهم وبالشكل الذي يروق لهم، اتمنى لكم النجاح الدائم ولأحبتكم وقبل هذا كله، موفور الصحة. مع فائق التقدير.