كتبت المقالة أدناه مباشرة بعد تحرير أو كما يحلو للبعض (غزو) العراق. وكانت هذه المقالة تعقيباً لمقالة سابقة كنت قد كتبتها قبل التحرير بفترة قصيرة.
انظر رابط المقالة:
https://betnahrain.net/Arabic/Articles/Joe/yusif03.htmآشوري رئيساً للعراق
كتبت في موسوعة النهرين والموسوعة الآشورية اقترح ان يكون د. سركون داديشو رئيسا للعراق، أو ربما آشوري آخر، وكان ذلك عدة أشهر قبل تحرير العراق، وكان غرضي من ذلك ان اعبر عن رفضي لبعض المفاهيم البالية التي يتشبث بها معظم السياسيون العراقيون بالاعتماد على مبدأ الأكثرية والأقلية القومية او الدينية او الديموغرافية. وأيضا اعتماد الأساليب القسرية بالتعامل مع الرأي الآخر او رفضه رفضا قاطعا دون اللجوء الى لغة الحوار، وتصورت ان ذلك الطرح لربما سيكون حلا مرضيا للعراقيين ومنصفا للآشوريين.
عندما كتبت ذلك الموضوع توقعت ردودا سلبية ولكني فوجئت بالردود التي كان جميعها ايجابيا إلا رد واحد من شخص سمي نفسه دوسكي والذي كان منزعجا قليلا متسائلا لماذا اقترحت أسماءً آشورية فقط.
العبرة ليست من يكون رئيسا للعراق وإنما ماذا سيفعل هذا الرئيس او ذاك. وانني كأي عراقي غيور ارتأيت أن أجد حلا يناسب والمرحلة الحرجة التي كان يمر بها وطننا، واليوم وبعد تحرر الوطن من استبداد صدام حسين، أعود لأوكد مرة أخرى على أن الحل الامثل هو ان يكون آشوري رئيسا للعراق.
العراقيون نالوا النصر وتخلصوا من ظلم الدكتاتورية لكنهم لا يعرفون ماذا سيعملون بهذا النصر..
في العراق هناك العرب وهم الأكثرية ولكن العرب ليسوا كلهم من صنف واحد او رأي واحد فهناك القوميون والإسلاميون والشيوعيون والبعثيون واللبراليون.. الخ وهم منقسمون لمذاهب الشيعة والسنة وذلك ايضا يسري وقد ينطبق على جميع الأعراق والقوميات والمذاهب الأخرى التي تشكل بمجموعها الشعب العراقي.
ما يحدث اليوم في العراق لا يبشر بالتفائل، فالشيعة انقسموا الى مجموعات موحدة مذهبيا منقسمة ومختلفة سياسيا، تبدأ اختلافاتها بمجموعة تريد عراق موحد ولكن تحت راية الاسلام..، ومجموعة تريد عراق موحد فدرالي بفدرالية شيعية في الجنوب..، ومجموعة تريد عراق موحد تعددي لبرالي.. ومجموعات موالية وأخرى رافضة التبعية لايران.. الخ.
السنة لا يجدون مخرجا من هذه الورطة، فالنظام الديمقراطي لا يخدم مصالحهم كونهم اقلية.. والفدرالية يمكن ان تكون مقلبا الغاية منه تقسيم العراق، والتقسيم لا يخدم مصالحهم. تبنوا المقاومة.. وتورطوا بالإرهاب.
الاكراد هم الرابح الاول والاخير، انهم يريدون توسيع منطقة الحكم الذاتي الكردية، بضم كركوك ونينوى وديالى اليها. يريدون تقاسم السلطة المركزية. يريدون.. ويريدون.. ويريدون..
في ظل هذه الفوضى.. قد نجد ما ينفعنا من تجارب الشعوب، فمثلا في الهند التي تعتبر اليوم من الدول الديمقراطية في آسيا، كان شعبهم قد انتخب رئيسا مسلما للبلاد بالرغم من أن نسبة المسلمين لا يتجاوز 3%. وما جعل الولايات المتحدة قوة عظمى هو ان جميع المواطنون متساوون في الحقوق والواجبات امام القانون، وكل مواطن له حق التصويت وحرية ترشيح نفسه لجميع مناصب الحكم حتى إذا كان غير مولود في الولايات المتحدة بمجرد تجنسه، عدا منصب رئيس الدولة، وشروط التأهيل لا تعتمد الدين، الجنس، العرق، القومية، وحتى الشيخوخة واللياقة البدنية لا تشكل اية مشكلة.
الاشوري يولد في العراق وهو يحمل الجنسية العراقية من الدرجة الثانية او أدني.. وهو لا يستطيع حتى ان يحلم بانه سيكون رئيس الدولة وحتى مسؤولا كبيرا.. الاشوري في عهد صدام لم يكن يحصل على وظيفة الا ما إذا باع نفسه.. واليوم الاشوريون اخذوا يستجدون مناصبهم في ظل الحكومات العراقية (الديموقراطية). ببساطة يمكن القول ان الآشوري مرفوض وممنوع من الحقوق الانسانية والسياسية والمدنية منذ تأسيس الدولة العراقية والى اليوم.
لقد كان الآشوريين ضحية المناورات السياسية العالمية في غضون الحرب العالمية الأولى والثانية.. وأصبحوا ضحية مؤامرات السياسات العراقية لاحقا.. اتهم الآشوريين بأنهم عملاء الأجنبي بالرغم من أن الأجنبي هو الذي غدرهم..
المسالة ليست ما إذا اعتلى اشوري مناصب في الدولة العراقية ومن ضمنها رئاسة الجمهورية بقدر ما تكون المساوات القومية والعدالة شعار العراقيين جميعا. وإذا لم يستطع العراقيون فعل ذلك فأحسن حل للآشوريين هي منطقة آمنة لهم في أراضيهم في شمال العراق.