هل تخطط الصين لعقد قمة إيرانية خليجية بهدف تعزيز نفوذها؟الصين ستتمكن من سحب البساط كليا من تحت أقدام الولايات المتحدة في حال نجحت في عقد القمة وذلك بعد أيام من وقوفها وراء عقد الاتفاق الإيراني السعودي لاستئناف العلاقات.MEO
جهود بكين لدفع التقارب الايراني الخليجي مصلحة صنيية في الاساس بكين تحقق انتصارات دبلوماسية في منطقة جيوسياسية حساسة بالنسبة لواشنطن
شكوك تظل قائمة بشان نوايا ايران للتقارب مع دول الخليج وتسوية العديد من الملفات العالقة
واشنطن - تسعى الصين لتعزيز نفوذها في منطقة الخليج وهي منطقة حيوية وضمن المجال الاستراتيجي للولايات المتحدة حيث كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الثلاثاء، عن وجود خطة صينية لعقد قمة "غير مسبوقة" تجمع مسؤولين إيرانيين وآخرين يمثلون دول مجلس التعاون الخليجي وسط تراجع النفوذ الأميركي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة - لم تسمهما - قولها إن القمة "ستعقد في العاصمة الصينية بكين في وقت لاحق من العام الحالي، في أعقاب الاستئناف الكامل للعلاقات الثنائية بين السعودية وإيران".
وتأتي هذه التقارير بعد أيام من نجاح بكين في الوساطة بين الرياض وطهران من أجل التوصل لاتفاق، يضع حجر الأساس لاستئناف العلاقات بين الدولتين وهو ما اعتبر ضربة موجعة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة في منطقتي الخليج والشرق الأوسط.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ زار السعودية، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث يعتقد أنه عرض اقتراح عقد قمة مع مسؤولين إيرانيين آنذاك، وفقا للمصدر ذاته.
وفي السياق، أشارت "وول ستريت جورنال" إلى أنه عندما استقبل شي جين بينغ رسميا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في بكين، في فبراير/شباط الماضي، حاول احتواء تداعيات البيان المشترك الذي وقعه مع القادة العرب، والذي دعا إلى التشكيك في ملكية إيران لثلاث جزر متنازع عليها، ونفوذ طهران الإقليمي، وبرامجها النووية والعسكرية.
وحسب ما ورد إعلاميا، رحب الرئيس الإيراني بالاقتراح الصيني، بينما تسعى إدارته إلى إرساء علاقات اقتصادية أقوى مع بكين وفي ظل التوقعات بأن تلعب الصين دورا أكبر في المحادثات المتعثرة بشأن استعادة الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 مع القوى العالمية، والذي تخلت عنه الولايات المتحدة من جانب واحد في عام 2018.
الايرانيون استقبلوا الاتفاق مع السعودية بكثير من التفاؤلويرى مراقبون أنه في حالة نجاح الصين في جمع دول مجلس التعاون الخليجي وإيران على طاولة مفاوضات، فهذا سيعد "انتصارا دبلوماسيا آخر" بعد أن استضافت بكين المحادثات أدت إلى اتفاق مفاجئ على إنهاء الخلاف المستمر منذ 7 سنوات بين طهران والرياض.
لكن جمع دول الخليج وايران ليس سهلا خاصة وان هنالك العديد من الملفات العالقة وخاصة غياب الثقة في رغبة ايران على تسوية الكثير من الأزمات في عدد من الساحات خاصة وان طهران لم تلتزم سابقا بالعديد من تعهداتها.
والاثنين، قال متحدث الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، إن اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية مع السعودية "سيكون له تأثيرات إيجابية" على علاقات طهران بدول المنطقة، بما فيها البحرين ومصر.
كما أعلن كنعاني عن وجود ترتيبات جارية لعقد اجتماع بين وزيري خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، دون الكشف عن موعد أو مكان محدد لهذا الاجتماع.
والجمعة، أعلنت السعودية وإيران استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين، وذلك عقب مباحثات برعاية صينية في بكين، بحسب بيان مشترك للبلدان الثلاثة.
وفي يناير/كانون الثاني 2016، قطعت السعودية علاقاتها مع إيران، إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد (شرق)، احتجاجا على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، لإدانته بتهم منها "الإرهاب".
