سلسلة روحية للصوم الكبير المقدس 3
فضيلة التأمل
حين يصمم المؤمن على اقتناء الفضائل والسمو الروحي فإن اقتناء فضيلة ما سيقوده تلقائيا نحو الفضائل الأخرى .
فنرى القديس يوسف العفيف وهو مسجون في مصر كان صامتا وقاده الصمت إلى الهدوء وبالتالي التأمل ربما كان يتأمل أنه لم يتنجس بالخطيئة ربما كان يتأمل في لحظة يُحكم فيها عليه بالموت لكنه بقي صامتا هادئا متأملا إلى أن انكشفت الحقيقة وأصبح يوسف سيد الأرض كلها .
ونرى أبونا يعقوب أب الأسباط متأملا في الحلم الذي رآه السلم التي على الأرض وتصل قمتها السماء ويستنتج من تأمله أن ما رآه هو باب السماء .
ونرى كذلك إيليا النبي وتصوره الأيقونة جالسا في باب المغارة وهو يتأمل بصمت عظمة إلهه وتدبيره العجيب له .
وكذلك أرميا النبي وهو يكتب سفر مراثي أرميا كيف رثى وبكى خراب أورشليم وهو صامت هادئ .
وفي العهد الجديد نرى القديس يعقوب أخو الرب كيف كان زعيم الحكمة بقوة الروح القدس حين نطق بقرار المجمع الرسولي الول بخصوص الختان
وكذلك نرى صمت وهدوء القديس يوحنا البشير كيف كان صامتا هادئا متأملا كلام سيده وهو ملتزم الصمت والتأمل والهدوء .
لكنه حين نطق وتكلم جعلنا نُحلِق كالنسور في لاهوت السيد في إنجيل يوحنا ورسائله الثلاث ورسم لنا صورة رائعة فائقة الوصف لسماء الرب في سفر الرؤيا .
يجدر بنا فترة الصوم الكبير المقدس أن نلتزم الصمت ما أمكن لنكتسب فضائل الصمت والهدوء والتأمل لنكسب بركة الفضائل الملائكية مما ينعكس على سلوكنا ومحبتنا لله وللقريب .
ولا ننسى التأمل بالمزامير وتكرار صلاة يسوع وقراءة الكتب المقدسة فهذه كلها ذلك السلم الذي فيه نسمو بتلك الفضائل فنترفع عن الأرضيات لنعاين السماويات ونكتسب الحكمة السماوية فلن يبخل الرب بها علينا .
ولتكن النعمة الإلهية مع محبتكم
آمين
