سلسلة روحية للصوم الكبير المقدس 6
فضيلة التوبة
هي من الفضائل الكبرى التي بها يتنقى المؤمن من كل ما يشوب علاقته مع الرب من نقاط سوداء على صفحة قلبه التي يجب أن تكون بيضاء .
بالتوبة ينتصر المؤمن على عدو الخير الذي يجاهد ويجاهد لكي يجعل المؤمن مطمئنا أنه لم يفعل شيئا في حياته ولا مبرر له أن يجلس أمام الأب الروحي .
يعزز عدو الخير حياة المؤمن بعيدا عن حنان ومحبة الأب الروحي بتطوير أساليبه فينشط شيطان الخجل وشيطان الكسل بتنشيط الكسل والخجل والتردد
وحتى إن تغلب المؤمن على الشيطان فالشيطان يشجعه أن يُخفي بعض الخطايا التي يعتبرها تافهة أو بسيطة لا داعِ لذكرها فيجعل تقدم المؤمن نحو التوبة مشوها .
يقول القديس يوحنا ذهبي الفم :
التوبة جرن معمودية جديدة فكما بالمعمودية يخرج الإنسان جديدا نال بالمعمودية غفران جميع خطاياه يخرج المؤمن من سر الاعتراف جديدا مبررا من كل ما قر به أمام الأب الروحي .
"فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ : «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ." أعمال الرسل 2 : 38
ولكن أين الخلل فمعظم المسيحيين والغالبية الساحقة منهم هم بلا آباء روحيين .
أين يكمن هذا الخلل .
الخلل أساسه نظرة المؤمنين للكاهن كشخص هو ابن فلان وفلانة خصوصا حين يكون الكاهن خادما في نفس منطقته وهي نظرة أيضا يعززها عدو الخير في نفس المؤمن .
لهذا يجدر بكل رعية أن تنظر للكاهن ككاهن فقط
فحين يرتدي الكاهن حلة الكهنوت يصبح متغربا عن كل العالم ولا يفهم إلا أمرا واحدا أنه صورة سيده ومعلمه يسوع المسيح
فلنقاوم إخوتي هذه الحروب الشيطانية المعادية لخلاصنا ولتكن فترة الصوم فترة تنقية وعودة إلى الرب بالتوبة والاعتراف وليسدد الرب خطاكم نحو خلاص نفوسكم والسير في ركاب البر
آمين
حديثنا القادم هو عن الأب الروحي
