سلسلة روحية للصوم الكبير المقدس 8
فضيلة الرجوع
هي من الفضائل العملية التي تمس حياة المؤمن وارتباطه بالرب والكنيسة معا فالكنيسة عروس المسيح والمسيح رأسها ويقود الروح القدس يمسك بدفتها ويسير بها رغم مقاومة عدو الخير .
الرجوع يبدأ بوقفة للإنسان مع نفسه ويقوم بتقويم ذاته ويختبر علاقته مع الرب والكنيسة معا ويسمي الإنجيل قول الرب في مثل الابن الضال ( فرجع إلى نفسه )
يرجع الإنسان إلى نفسه وتتراقص الأفكار في رأسه والأحاسيس في قلبه قائلا في ذاته : أين أنا ؟؟؟
يقيس نفسيته طولا وعرضا وارتفاعا
أين أنا ؟؟
ألهاني العالم وشهوات العالم
ألهاني ضياع الوقت وهنا يخبرنا الرسول بولس :
"مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ." أفسس 5 : 16
ويؤكد هذا أيضا في موضع آخر
"اُسْلُكُوا بِحِكْمَةٍ مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَارِجٍ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ." كولوسي 4 : 5
وتكون الإجابة بكل أسف
لم أسلك بحكمة الرب بل سلكت بمقتضى حكمة هذا العالم وعدو الخير الذي لن قبل قطعا الصالح لنا ولنفوسنا هو من يدير حكمة هذا العالم التي هي شهوة العالم ومال العالم وسلطان العالم وكبرياء العالم وهذه كلها ضد الله
وبهذا يقول الرسول يوحنا :
"لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ: شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ." 1 يوحنا 2 : 16
وبعد ؟
الرجوع فضيلة يريدها الله لنا والذهن في قلوبنا يصرخ :
كفى . إلى متى .
لا إجابة إلا واحدة ...... أقوم وأرجع
خذ قرارك الآن والقرار من كلمتين فقط
أقوم وارجع
أقوم إلى بيت الرب أسجد في هيكل قدسه
ألقي همومي كلها
أتقدم نحو الكاهن
أطلب صلاته لأجلي ولأجل ضعفي تجاه الله
أتقدم بخوف ورعدة نحو ما ئدة الرب
يساعدني كاهن الرب أن أسير على خطى سيدي الذي تألم وصُلب ومات وقام من أجلي
وما النتيجة ؟؟؟؟؟؟ يجيب الرب :
"أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ هكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ." لوقا 15 : 7
هذا قول رب المجد ليس فرحا عاديا بل فرح عظيم يكون في السماء
فانظر أخي وأختي إلى مراحم الرب وتفكر في كم أغدق عليك من نِعَم
وخذ قرارك وارجع لربك فالفرصة سانحة ولن تتكرر
إكسر كبرياءك سيعوضك الرب عنه فهو القائل :
"فَمَنْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ يَتَّضِعْ، وَمَنْ يَضَعْ نَفْسَهُ يَرْتَفِعْ." متى 23 : 12
والقرار لكم أحبائي
آمين
