المحرر موضوع: شكرا لهذا الاحتفاء المُبهر  (زيارة 1355 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جورج منصور

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 92
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شكرا لهذا الاحتفاء المُبهر

جورج منصور

لقي كتابي (إيفين.. حفرٌ في الذاكرة) الذي صدر مؤخرا عن دارَي أهوار والرواق للنشر والتوزيع في بغداد اهتماما متزايدا من لدن القراء والمتابعين واحتفاء مُبهرا من الكُتَّاب والنقاد، وتناولته العديد من الصحف المحلية والعربية وتحدثت عنه وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمواقع الإلكترونية. 
فقد كتب الروائي زهير الجزائري في مقدمة الكتاب: "ما شدّني في سيرة جورج منصور، هو الكابوس. تشاركناه دون عدل ...إلخ. ويضيف: وهي شهادة الإنسان الذي يُعزل وحيدا أمام حشد من الجلادين، مهمتهم الوحيدة هي أن يُشعِروا هذا الكائن الذي هو الإنسان، في كل لحظة من حياته، بأنه هشّ إزاء الألم المديد المتجدد الدورات والأشكال ..".
 وفي غلافه الأخير تشارك القاص والروائي  إبراهيم أحمد مع الروائي علي بدر، فقال إبراهيم أحمد : "في هذا الكتاب يأخذنا مؤلفه جورج منصور برحلة عمر لم يعشه لذاته ويهنأ بمباهجه ومسراته؛ بل نذره لقضية كبيرة عامة اقتضت منه الكثير من التضحيات والآلام.." وقال علي بدر: " سيرة هائلة، من حياة الطالب في موسكو إلى المقاتل في تنظيم الأنصار إلى السجن في أعتى سجون العالم. يحبس القارئ أنفاسه مع كل كلمة، مع كل عبارة، فهذا الكاتب- الفنان تمكن بقدرته الفائقة من وصف المشاعر الإنسانية بكل دقة... هذه واحدة من أكثر السير بلاغة في التعبير عن الأحداث التاريخية العاصفة التي مرت بها منطقة الشرق الأوسط على مدى قرن كامل تقريبا".
وبعد حفل توقيع الكتاب الحاشد الذي نظمه اتحاد الأدباء والكُتَّاب السريان بالتعاون مع المركز الأكاديمي في أربيل ببلدة عنكاوا وتحدث فيه الروائي د. برهان شاوي وجاسم الحلفي ومروان ياسين الدليمي، أقام مركز رواق بغداد للسياسات العامة حفل توقيع الكتاب في بغداد وحضر في الحفل نخبة من المثقفين والأكاديميين وتحدث فيه رئيس اتحاد الأدباء والكُتَّاب في العراق الشاعر عمر السراي الذي عدَّ الكتاب إضافة جديدة ونوعية ومهمة للمكتبة العراقية والعربية، بينما قال سكرتير الاتحاد الناقد علي الفواز: " إن أهمية الكتاب هي أنه يجمع أدب السيرة والرحلات وأدب السجون، إضافة إلى كونه سردية لحلم الكاتب ويقترب الكتاب من الرواية التسجيلية بمخيال كاتب محترف نقل للقارئ زمنا سياسيا عراقيا  وأزمات مركبة وفيه الأسلوب السردي المتميز وصورا بديعة عن أسفار الكاتب وقد استخدم فيه تعدد الأصوات بطريقة بديعة". وفي الحفل المميز تم عرض فيديو تعريفي قصير عن المؤلف وكتابه، وغطته قناة العراقية العامة وقناة الحرة عراق.
ثم نشرت صحيفة " العالم الجديد" تعريفا بالكتاب تحت عنوان: (إيفين .. جديد الكاتب جورج منصور، سيرةٌ تحبس الأنفاس). وكتب الناقد مروان ياسين الدليمي في (القدس العربي) مقالا تحت عنوان (عندما يكون الموت أمنية بعيدة المنال)، جاء فيه: " اعتمد منصور في تدوين مجريات حياته ووقائع تجربته الحافلة بالأحداث والمغامرات، لغة سردية أنيقة استبطن في مفرداتها عميق الهواجس والأفكار التي مرّت عليه خلال مراحل حياته. قاصدا في أسلوبه أن يكون مستندا إلى تقنيات السرد الروائي، في محاولة منه لإعادة تركيب اللحظات الدرامية التي عصفت به وهو يحاول الإمساك بحرّيته وحياته، في ظل أزمنة كانت تزداد قتامة. ويترشح منها الخوف والرعب والموت. بينما كان يتنقل بأسماء مستعارة بين بلدين تربطهما حدود مشتركة،   ويخوضان حربا ضروسا امتدت لثمانية أعوام 1980- 1988 "
وكتب رئيس اتحاد الأدباء والكُتَّاب السريان الأديب روند بيثون في موقع (الحوار المتمدن) الإلكتروني مقالا تحت عنوان (سيرة ذاتية تنبض بالحياة رغم محاصرتها بالموت)، يقول فيه: " كتاب يتصدى فيه الكاتب لسيرته الذاتية ومسيرة حياته وأهم محطاتها بواقعية ومصداقية وشفافية ، سيرة وثّق فيها الأحداث والوقائع، واصفا إياها بدقة متناهية مما جعلها تتجسد وتستحضر أمام القارئ وكأنها تحدث اليوم وهو يشاهدها في مشهد تلفزيوني حاضر للعيان مفعم بالإحساس والعفوية. مذكرات وسيرة كتبها بأسلوب أدبي إبداعي ، إذ ترتقي فصول منها أحيانا إلى معايير الرواية ، وفصول أخرى تميل الى أدب السجون المرعب ، مذكرات تأخذ القارئ في رحلة حياتية مفعمة بالإنسانية والألم والمعرفة".

وأبدى الكاتب أوشانا نيسان رأيه بالكتاب فقال" على جبين التأريخ نحفر عميقا ونعترف، إن ما حفره سجن إيفين في ذاكرة الإعلامي جورج منصور، سيبقى شاهدا على العصر وسيَحفر وقعها على جبين كل قارئ حكمة، تتعلم منها الأجيال القادمة سرّ التغلب على التحديات، حيث نجح الكاتب بحقّ في وصفه للعذاب المشترك في ظلام الزنزانات الانفرادية التي حلَّ فيها ضيفا ثقيلا في كل من سجن إيفين وسجن قوجان وزنزانات في تركمنستان، وأخيرا سجن المزة في دمشق".
وكتب الزميل المناضل سلام العبلّي مقالا نشره في صفحته على فيس بوك جاء فيه : "إن الكتاب ممتع ولغته سلسة وعالية الدقة في الوصف، وكانت الاقتباسات راقية ومتجانسة مع الموضوع. الكتاب سيرة مهمة لواحد منا عانى وصمد ووصل".
وفي موقع عنكاوا. كوم الإلكتروني كتب الإعلامي إبراهيم برخو مقالا تحت عنوان (إيفين.. درس في النضال من أجل الحرية)، جاء فيه: يستقي القارئ اللبيب في أغلب قراءاته اليومية دروسا وعبرا، ولكن ما شدني وأنا أقرأ كتاب (إيفين.. حفر في الذاكرة) لجورج منصور، سيرة ذاتية فريدة في كل تفاصيل الحب والحرية والتضحية من أجلهما. أطلق كاتبها العنان لمخيلة مثقلة بهموم الإنسان المعاصر، باحثا عن الملاذ الآمن في وسط عالم متناقض يملؤه الحزن وسط عواصف القهر والظلم".
كما كتب الروائي الدكتور برهان شاوي في الجريدة الرسمية لوزارة الثقافة العراقية (أوروك) مقالا تحت عنوان: (كتاب إيفين .. جدارية من الموزائيك ولوحة مخيفة) قال فيه: " إن المدهش في الكتاب هو لغته التصويرية السينمائية. فالنص السردي ليس مجرد ذكريات وحفر في الذاكرة. فإن لم يضع جورج منصور (إيفين.. حفرٌ في الذاكرة) عنوانا لكتابه، لتعاملنا مع النص كرواية وثائقية تسجيلية، وذلك لتماسك النص ولأسلوبه الروائي السينمائي الذي جعلنا نسمع الضجيج. فالمؤثرات الصوتية موجودة ومختارة بدقة في تصعيد العناصر الدرامية للكتابة، وكذا نشم الروائح النتنة في زنزانته التي جعلنا وكأننا هناك. صحيح أن النص السردي يتحدث عن تجربة جورج ورحلاته ومجازفاته واعتقاله، لكنه يرسم لنا لوحة إنسانية لمصائر وأقدار شخصيات إنسانية مختلفة عرفها عن قرب، وأحيانا التقاها مصادفة. كما أن هنالك شخصيات تظهر من خلال سطوره مثل ضيوف الشرف في السينما، وتختفي، لكنها تبقى حاضرة في الذاكرة، مثل الطبيب السجين من قيادة حزب تودة الإيراني، أو ذلك السجين العراقي والرجل الغامض الذي جاء ليخبره بأنه محكوم عليه بالإعدام لأنه متهم بالعمالة للنظام العراقي"..
 وكتب الإعلامي والناشط المدني دلير إبراهيم مقالا باللغة الكردية نشرته جريدة (خه بات) تحت عنوان: (جورج منصور في سجن إيفين.. سيرةٌ تحيا من جديد". ونشر الكاتب نبيل يونس دمان مقالا في موقعه الشخصي قال فيه :" الكتاب سِفر خالد في حياة مناضل عراقي من بلدة عنكاوا الثابتة في أرض حدياب على ضواحي مدينة الآلهة الأربعة أربيل ، وقد قذفته أهوال الحياة وتعقيداتها إلى أتون مصاعب شتى حيث تعرض للموت في أكثر من مكان سواء في العراق أو في الجارة إيران ".
وكتب الروائي علي حداد مقالا يقول فيه : " إنه مشوارك الذي مزقته الأحزان ودمرته الآلام وأنت تصطحبنا في منطاد متعب وفوق هذا الشقاء تدور بنا بدرب أشبه بدرب التبانة! كل هذا من أجل سبر أغوار
أن معنى هذه الباقة من الخطوات الجميلة وطريقة الكشف عن مكنونات هذه السيرة الذاتية هي اللغة ،،، ولغتك ليست رائعة فحسب، بل إنها في كثير من الأوقات مثيرة للدهشة ووقعها رائع جدا جدا. ولا أخفي عليك أن المتعة لا تكمن في التفاصيل بل في تفصيل التفاصيل وسجنك مفعم المفاجآت ،،، والغرائبية واللامعقول ،،، الأخاذ ".

.. “ثم كتب الباحث والمترجم سليم سوزه في صحيفة (المدى) مقالا تحت عنوان "إيفين .. حفرٌ في الذاكرة” كتاب مآس ومعاناة مكتوب بلغة محترفة وشيقة. اتسم الكتاب برشاقة عباراته وحلو تعبيراته وحزن نغماته وجمال كلماته حتى إنني لم أكن أشعر بالملل إطلاقا وأنا أقرأ هذه الرحلة الحياتية الحزينة التي جعلها منصور مادة قصصية أخّاذة بلغته السردية الممتعة وتدوينه الذكي لتفاصيل الحياة اليومية ودقائقها". وأضاف: "هذه رواية جديرة بالقراءة، ليس لأنها حبكة مبهرة من الأحداث والتواريخ، بل لأنها أيضاً واقع يذكّرنا بمعنى أن تفرض الحدود سطوتها على الإنسان، ويصبح هذا الإنسان مغتربا ومُطارَدا لمجرد أنه يحمل فكرا مختلفا ومعارضا ".
وكتبت الفنانة الدكتورة هديل كامل نصاً أدبياً جاء فيه :" مذكرات الكاتب جورج منصور وهو يرويها لنا من خلال سيرته ( إيڤين حفر في الذاكرة) هي بطاقة أحوال مدنية عراقية تمثل هوية الأسى الذي يصارع العراقي من أجل نزعه عن روحه والإمساك بنهار الحلم..
سيرة أيام مضنية حلوها شحيح ويتخلل مرّها جمال الوصف والتصوير، أخذتني المقدمة بعيدا هناك إلى عنكاوة تلك المدينة الجميلة التي قضيت فيها ستة أشهر في أحلك أيام مرت على العراق عام ٢٠٠٥-٢٠٠٦ حيث كانت مدن العراق حضنا آمنا لأبنائها أيام الأزمات الشديدة التي طالت احتراباتها أبعد زاوية داخل بيوتنا في بغداد والمدن المجاورة لها..

رحلتي مع الكتاب كانت تنغمس في لجّة سؤال معمّر.. متى نسكن أوطاننا دون أن تكون حقائبنا على أهبة الرحيل..
أبارك هذا النتاج الأدبي الرائع الذي أثمر عن باقة ذكريات تأسر القارئ وتوطد وشائج الحنين إلى عراقنا بكل ما فيه، وإن كانت الأحداث بذروتها قد جرت في بلدان خارج العراق.. لكنه يظل عروتنا الوثقى التي مآبنا له حتما ".
وكتب الباحث حارث الهيتي مقالا جاء فيه : "جورج منصور الذي يجعلك تشعر بارتطام ذراعيك في جدران الحمامات لضيق مساحتها وأنت تقرأ له عن لحظات استحمامه أعادتني إلى تجربة اعتقالي من قبل الأمريكان يوم تعرضوا لهجوم في أحد شوارع هيت ليعتقلوا كل من كان يسير في الشارع. 14 يوما في قاعدة عين الأسد وأنا محتجز لا لشيء وأطلق سراحي بدون أي شيء، يبدو أن واحدة من مواصفات السجون أن تصغّر حماماتها ما استطاعت وأن تبذخ في مساحات الرعب وطاولات التحقيق. ليس أكثر رعبا من أن يجعلك السجان تعيش لحظاتك الأخيرة ، أن يوقفك السجان أمام الجدار ويعصب عينيك، أن يقعقع بسلاحه ويرخي عتلة أمانه في حركة توحي لك باستعداده للرمي ثم يصرخ: الله أكبر، تحبس أنفاسك لثوان، لتجد نفسك أنك لم تزل على قيد السجن ويصرخ مرة أخرى: اعترف. هكذا فعلوا مع جورج منصور، ويُفعل مع السجناء في كل السجون سيناريو مثل هذا وإن اختلف، الفكرة أن تعيش لحظة موتك أكثر من مرة".
 
أما الكاتب والروائي كريم كطافة فكتب مقالا تحت عنوان (عن جورج منصور.. وتفاصيل أخرى) يقول فيه: "جورج منصور وأنا لم نلتق وجها لوجه للآن.. لكن وبالرغم من هذا وجدتنا نحن الاثنين قد تشاركنا في الكثير من الأثقال التي كان علينا حملها وهي أثقل من طاقتنا على حملها.

أما كتابه هذا (ايفين.. حفر في الذاكرة) فهو حقا حفر وليس كتابة عادية. فقط إن موهبة الكاتب وتمكنه من اللغة الأدبية نجحت بتليين وأنسنة حتى العذاب. قد يبدو من الخارج كتاب رعب.. لكنه من الداخل رحلة من الجمال والمتعة للقارئ. الكتاب مجموعة رحلات وسير أكثر منه رحلة واحدة وسيرة للكاتب فقط. رحلات كثيرة ضمها هذا الكتاب الممتع بلغته والجميل بسياقاته".

وكتب أستاذ اللغة العربية صلاح حسن زناد، وهو أحد الضحايا التسعة من (جماعة الأيادي المبتورة) في سجون النظام السابق، معلقا على الكتاب: "إيفين.. حفرٌ في الذاكرة، رواية للثائر والمقاتل والأكاديمي والإعلامي الأستاذ جورج منصور، وثيقة أدبية رائعة عن عراق ما قبل وما بعد 2003 وهي سيرة ذاتية لما عاناه من اضطهاد والآم في أيام الدكتاتورية ومعاناة القتال وعذابات السجون والمعتقلات والأصرار لنيل الحرية والحياة الكريمة.. بعض الاحداث كانت قريبة جداً لما حصل معي والتي جاءت في رواية (ذاكرة يد). أنّه قدر من يرسم طريقه متمرداً على القدر الذي يرسمه الطغاة".

شكرا لدار أهوار ودار الرواق للنشر والتوزيع لاهتمامهم بطبع الكتاب ونشره وتسويقه وإشراكه في معارض دولية للكتاب  في الشارقة وبغداد وأربيل. وشكرا لكل من احتفى به. وشكرا لمن قرأ الكتاب أو كتب عنه أو علَّق عليه أو أبدى رأيا شفهيا أو قدم ملاحظة.




غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: شكرا لهذا الاحتفاء المُبهر
« رد #1 في: 23:09 21/03/2023 »
بما ان الكاتب يرحب باي ملاحظة فانا امتلك الملاحظة التالية:

شخصيا انا اعرف بان هناك اعجاب بين الادباء ببعضهم البعض، واعرف انهم قد يكتبون مدح كبير للاعمال الادبية او الفنية، ولكن ما يخص ما يسمى بالادب العربي فانا كنت اقف مهذولا حول اسباب الاهتمام باعمال معينة التي لم افهم لها معنى. ولكي لا ابحث واعطي عدة امثلة متعددة ، فاني ساعطي امثلة ذكرتها في السابق، حيث لا يخفى على احد مدى اعجاب الادباء بالشاعر نزار القباني والفنان كاظم الساهر الذي غنى له، ولكني لحد الان اقف مهذولا حول كيف هناك اعجاب بمقولات مثل " كنت ابحث منذ عصور لامراة تجعلني احزن"؟ بالنسبة لي فان انتظار شخص لفترة طويلة من عمره لكي يلتقي بامراة تجعله يحزن سيكون عبارة عن مريض نفسي يحتاج الى علاج. اذ المفترض بان شخص عاقل عليه ان يبحث عن امراة تجعله يفرح.

 اذ في الادب العربي بشكل عام (والادب في المناطق العربية مسيطر على المجتمع فلا قيمة للعلم) يملك الالاف من الاعمال التي تتغنى وتتسلى بالحزن. هناك تسلية كبيرة بالحزن وولع كبير بالحزن.
 ‏
الشعب العراقي بشكل خاص يفتخر بولع كبير بانه شعب عانى طويلا،والشعب العراقي اجمل تسلية له هو حبه وتسليته بالصبر الذي لا يملكه اي شعب اخر في العيش في الاحزان والماسي.

هكذا ولع بالحزن والخوف يبدو انه ينموا مع العراقي بشكل خاص منذ يوم ولادته. فعندما بحثت عن تنويمات امهات عراقيات ، وجدت تنويمة قديمة في اليوتوب التي من شأنها ان تصيب اشخاص من مجتمعات اخرى بالسكتة القلبية،  فهي تبدأ مباشرة بغناء الام وتسليتها بان لولدها عدو يسكن الجول، حيث تقول:

دللول يلولد يأبني دللول---عدوك عليل وساكن الجول

والشاعر كريم العراقي كان قد اقتبسها ليضيف اليها حبه للعراقي الذي يصفه (وعلى وجهه ابتسامة عريضة) بالمتعب الجريح ، مدمن الحروب.... وبعدها كل المستمعين يصفقون له بفرحة عارمة وهم يرددون "الله الله الله"

وهذه كلها امتدت لاسمع بعدها عدة قصص مختلفة عن الفرحة العارمة التي اراها في قصص معينة يتحدث فيها الكتاب عن الولع بالالام والسجون التي عاشوا فيها. ولكون ذلك يسمونه نضال، فانني رايت دائما بان الكتاب يحاولون قدر امكانهم بان يجعلوا الالام اسواء والحزن اكبر وظروف السجن اسواء بان يتسلوا بان يجعلوا جدرانه مثلا اضيق، اذ هكذا سيبدو النضال اجمل واكثر متعة.

انا هنا شخصيا لو اقارنها مع حالات اخرى تحدث في الغرب فاني لا ارى حالات مماثلة، فاولا: ليس هناك في الغرب لا نضال ولا مناضل. هناك يوميا اضرابات  احتجاجات وهي كلها من اجل حقوق واضحة جدا التي يمكن شرحها بدقة متناهية وكلهم يسمونها دفاع عن حقوق كذا او كذا ولا احد يسميها نضال. وثانيا: لو حدثت اعتقالات اثناء احتجاجات في الغرب، فهذه يكتبون عنها كوثائق لينشرونها حتى لا يتم اعادة هكذا احداث مرعبة مرة اخرى في المستقبل، فهم يعتبرونها احداث سيئة التي لا احد سيمتلك صبر معها ان استمرت، فلا احد يتغنى بها.


انا ما اقصده شخصيا هو ان الشعب العراقي اذا كان بحاجة الى ادب فهو بحاجة الى ادب يعلمه حب الحياه،  ان يعلمه ان لا يقسم البشر بين الوطنين والخونة، ان يعلمه بان لا يصبر على الماسي ، ان لا يصبر على وجود اعتقالات ولا التغني بها،  وانما ان يخرج في احتجاجات ضدها ليتم ايقافها ولغرض اجراء تغيير في المجتمع.

ما لاحظته انا من موقفي من الادب لاحقا هو بانني ربما اكون متشائم فقط من الادب ذو الثقافة العربية. اذ ما لاحظته عن طريق الصدفة عند كتاب اشوريين الذين هم بالرغم من عيشهم في بيئة ذو غالبية عربية الا انهم لم يتقبلوا كل شئ عربي. فلهذا كنت وعن طريق الصدفة في هذا المنبر قد وجدت عمل لرابي بولص ادم اسمه "أغنية البطريق"

https://www.arabicnadwah.com/shortstories/batrik-adam.htm

وهذه عندما قراتها وجدت بان الادب يمكن ان يكون مختلفا عندما لا يكون الشخص قد امتص كل الثقافة العربية، ففي ما كتبه اجد ايضا ما هو علمي، فبالفعل ليس هناك لون ازرق وانما اطياف،  وما كتبه يحوي ايضا افكار مثل، مثلما ان الانسان يريد ان يتعرف على الطبيعة، فلماذا لا يكون العكس ايضا ممكنا، بان تقوم الطبيعة بالتعرف على الانسان . في هذا ستحتاج الطبيعة الى وعي، و هذا تملكه ايضا، فعندما ترتفع درجات الحرارة فان الارض تقوم بزيادة الازهار العاكسة لاشعة الشمس،  وما كتبه يحوي الكثير من العلم عند العالم "روبرت شيلدريك"...

انا هنا لست باتطرق الى ما كتبه السيد بولص ادم، ولكني انظر الى امكانية ان يظهر ادب جيدا عندما يبتعد الإنسان عن الثقافة القديمة التي هي متاثرة كليا بثقافة العرب لوحدهم.