المحرر موضوع: الرئيس عباس إلى رحمة الله  (زيارة 745 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31604
    • مشاهدة الملف الشخصي
الرئيس عباس إلى رحمة الله
« في: 12:46 01/04/2023 »
الرئيس عباس إلى رحمة الله
الرئيس الفلسطيني محمود عباس مات عندما توقفت المفاوضات مع إسرائيل في العام 2014 لأنها كانت رهانه الوحيد فلم يبق لديه ما يراهن عليه ظنا منه أن الوقت يمضي في صالحه.
علي الصراف

الرئيس عباس مات عندما توقفت المفاوضات مع إسرائيل
لم أجرب بث الإشاعات من قبل. ولكن وفاة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ليست إشاعة. إنها واقع حال.

وهذا ليس هو موته الأول. لقد مات الرجل عدة مرات من قبل، إلا أنه ظل يطلق تصريحات من قبيل “سوف نحرّر أرضنا من الاحتلال، ونقيم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس حل الدولتين ومقررات الشرعية الدولية”، ليس لأنه يؤمن بما يقول، بل لكي يثبت أنه ما يزال حيا يرزق.

وكما يمكن للناظر أن يلاحظ، فالرجل دقيق في تلك الجملة، لأنه كررها من دون كلل ولا ممل، فأصبح ينطقها من دون تفكير مسبق. فـ”القدس الشرقية” على سبيل المثال، إنما تُذكر لكي لا يلتبس الأمر لدى إسرائيل، فتشتبه بأنه يطمع بالقدس كلها. أما “حل الدولتين”، فلكي تفهم إسرائيل أنها ليست معنية بالأمر. ذلك لأن “الدولتين” هما دولة غزة ودولة الضفة الغربية. وأما “مقررات الشرعية الدولية” فإنه، هو نفسه، يتفاوض عليها.

لا توجد مؤامرة بين أعضاء لجنة "كمالة العدد" الفلسطينية لإخفاء جثمان عباس، فهم في حاجة إليه حيا لكي يرددوا المعزوفة نفسها وفي حاجة إليه ميتا لكي لا يخوضوا في سجال عن الوريث

“الدنيا مقلوبة” في إسرائيل. إلا أن الرئيس أبومازن غائب كليا عن مجريات الأحداث. هو في الواقع “لا يريد التدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى”. سوى أن هذه “الدولة الأخرى” تحتل أراضي دولته الوهمية، وتطلق حملات تنكيل ضد أبناء شعبه وتقتل شبانا منهم كل يوم، بينما هو ينام حتى ساعة متأخرة من النهار. وينام بعد أن يصحو، وينام أثناء انعقاد الاجتماعات. ويصدر القرارات وهو نائم. وآخر مرة سُمع له كلامٌ كان عندما قال لسكرتيره الشخصي “لا تصحّوني، إلا عندما يتصل الرئيس جو بايدن”. والرئيس بايدن لم يتصل. والشخير من الغرفة الأخرى، دفع السكرتير الشخصي إلى أن ينقل مكتبه إلى غرفة أبعد.

الرجل كبير السن. وحتى الكلام أصبح صعبا عليه بسبب انتفاخ أوداجه الزائد عن اللزوم. لا عتب عليه من ناحية المرض. كلنا نمرض. ولكن بينما نحن نموت في نهاية المطاف، فقد حاول الرئيس عباس على مدى العشرين عاما الماضية أن يُثبت أنه ليس من ذلك النوع.

إنه رجل أسطوري، عاش مرة واحدة ولكنه واحد من القلائل الذين امتلكوا قرار يومهم الأخير بأنفسهم.

زاره عزرائيل غير مرة ليسأله عمّا إذا كان الوقت قد حان. ولكن كان يرده على أعقابه قائلا إن القضية الفلسطينية لن تجد حلا من بعده، وإنه إذا رحل الآن، فإن “حل الدولتين على أساس مقررات الشرعية الدولية وعاصمتها القدس الشرقية” سوف يختفي إلى الأبد. وظل الفقير لله “رايح جاي” يسمع الكلام نفسه ويؤجل.

مات الرئيس عباس عندما توقفت المفاوضات مع إسرائيل في العام 2014، لأنها كانت رهانه الوحيد. فلم يبق لديه ما يراهن عليه، ظنا منه أن الوقت يمضي في صالحه. كيف لا، بالنسبة إلى رجل يعرف مسبقا أنه يستطيع تأجيل مفاوضاته مع عزرائيل التي أصبحت قائمة بدورها “على أساس حل الدولتين.. وعاصمتها القدس الشرقية”.

ومات عندما ألغى الانتخابات التشريعية والرئاسية التي كانت مقررة في مايو ويوليو 2021، بذريعة أن الانتخابات يجب أن تشمل القدس الشرقية. وذلك بالرغم من أن هذه الانتخابات كانت هي الثمرة الوحيدة لسلسلة اجتماعات رعتها القاهرة بين السلطة والفصائل.

ومات عندما تواطأ مع “توافق المصالح” بين منع إسرائيل لإجراء أعمال التصويت في القدس وبين بقائه في السلطة إلى أمد غير محدود. بينما كان بوسع الفلسطينيين تنظيم أعمال التصويت في القدس من دون الحاجة إلى التنسيق مع إسرائيل. ولكن الذريعة خدمت الذريعة، فألغيت الانتخابات منذ ذلك الحين ولم يتجدد الحديث بشأنها، ولا طالب بها الفلسطينيون أنفسهم لأنها باتت أمرا ميؤوسا منه.
ومات عندما قتلت قواته الناشط الفلسطيني نزار بنات بالهراوات في يونيو 2021، وظلت تعتقل العشرات من الناشطين الآخرين، ولم تتم محاكمة القتلة. فأظهر أن سلطته تحوّلت، في ممارساتها لأعمال القمع ضد الفلسطينيين إلى احتلال آخر.

ومات عندما عيّن حسين الشيخ في مايو 2022 أمينا للسر في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية خلفا لصائب عريقات، برسالة نصية بعثها إلى أعضاء اللجنة التنفيذية لكي يفهموا أنهم “كمالة عدد”، وأنه الحاكم بأمره الذي لا تحتاج قراراته إلى مراجعة أو تدقيق.

ومات عندما ظلت قواته الأمنية تقدم المعلومات فتشن القوات الإسرائيلية هجماتها الخاطفة لقتل المسلحين الفلسطينيين المطلوبين لإسرائيل بموجب اتفاقات التنسيق الأمني. وظل يموت المرة تلو الأخرى كلما شنت القوات الإسرائيلية هجمات جديدة، حتى تحوّل الأمر إلى حقيقة يومية، شجعت الطرف الإسرائيلي على ارتكاب المزيد.

ومنذ مقتل الصحافية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة واقتحامات مخيم جنين المتوالية، وأعمال القتل التي امتدت لعامين على نحو متواصل يوميا، وسلطته لا تملك إلا إصدار بيانات التنديد التي لا تني تكرر المعزوفة ذاتها عن “حل الدولتين ومقررات الشرعية الدولية” التي مسحت بها إسرائيل البلاط، حتى عادت حكومة بنيامين نتنياهو إلى السلطة للمرة السادسة، وقررت إعداد انقلاب قضائي لكي تمنح نفسها سلطة نقض قرارات المحكمة العليا، ثم قررت تشكيل ميليشيا مسلحة لترويع الفلسطينيين داخل الخط الأخضر وخارجه، والرجل وكأنه غير موجود.

ولا توجد مؤامرة بين أعضاء لجنة “كمالة العدد” الفلسطينية لإخفاء جثمانه. فالحقيقة هي أنهم في حاجة إليه حيا، لكي يرددوا المعزوفة نفسها، وفي حاجة إليه ميتا لكي لا يخوضوا في سجال عن الوريث، أو لكي لا يضطروا إلى تحديد موعد للانتخابات، أو رسم سياسات جديدة. وعذرهم الراهن في ذلك هو أن “الدنيا مقلوبة” في إسرائيل، ولا يريدون “الشوشرة” على انقسامات الإسرائيليين ولا التدخل في شؤونهم “الداخلية”.

ذهب الرجل إلى رحمة الله، تاركا شعبه في حيرة، وأعضاء لجنته التنفيذية لا يعرفون ماذا يفعلون من بعده. فعلى الأقل كانت المفاوضات طريقا يشغلهم. وبعد أن ماتت المفاوضات صار انتظار استئنافها هو الطريق. وعندما طال الانتظار صار البحث عن “أفق” لعملية السلام هو المطلب والطريق. وعندما عاد نتنياهو إلى السلطة مع ثلة غوغاء من أقصى التطرف، طار “الأفق”. فقُضي الأمر.

غير متصل ali jawad

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 7
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://fasttestspeed.com/
    • البريد الالكتروني
رد: الرئيس عباس إلى رحمة الله
« رد #1 في: 15:18 06/04/2023 »
كفلسطيني بالخارج لا اتمني ذلك و شكرا