هامش حر
حركة النقود حول العالم
الدكتور
خالد اندريا عيسى كان الاسم المتداول فى الدول العربية الشقيقة للنقود هو المصاري، نسبة إلى العراق حين كانت عملته هي الاغلى والاغنى وكان الدينار العراقي يعادل فى قيمته الثلاث دولارات وعدة سنتات وتتبقى كميه هناك ايضا كميه من اجزاء الدينار او الدولار .
ومازال االانكليز يتذكرون قوة الدينار وما عليهم من ديون للعراق، وكانت حوالي عدة ملايين من الجنيهات الاسترلينيه وبالتاكيد ان الحكومه قد سددت في وقتها هذه المبالغ بالكامل.
ولنا أن نتصور كم يبلغ بأسعار اليوم .. إن النقود فى أيامنا هذه فى العالم كله أصبحت أرخص األاشياء، انها مجرد أوراق تترنح وتتنقل بين األايدى والجيوب والمصارف .
. وفى ألايام ألاخيرة أفلست عدد من البنوك الامريكية واندفع العمال يستردون أموالهم أمام الخوف من ضياع مدخولاتهم وقد خسر عدد من الاثرياء العرب بعض أموالهم فى بنوك أمريكا وكان الافضل أن تبقى أموالهم فى بلدانهم .
. قلت إن النقود أصبحت ارخص الاشياء وما حدث فى أسعار الذهب والنفط جعل الناس تفضل شراء هذا المعدن المجنون .
.إن أى شيء الان أهم من تلك األوراق التى يتبادلها الناس .. إن الارض صارت اغلى والبيوت والاثار والمصانع والعمارات والبحار والشواطئ ولك أن تتصور الفرق بين عمارة شاهقة وحقيبة فيها بعض الاوراق أو شيك فيه بعض الارقام .
. هل سقطت وقلت سطوة ونفوذ النقود وعادت القيمة إلى الاشياء، كان هناك مثل يقول »تراب الفلوس« والان أصبح التراب أغلى من الفلوس وأصبحت الارض تباع بالسنتيمتر وليس بالمتر أو الفدان.. فى مدن العراق كانت المساحات تباع بالفدان وارتفع سعر الارض وأصبحت تباع العمارات بمبالغ خياليه ثم تباع الان بالملايين واكيد سترتفع الاسعار مع الايام.
. العناصر المعدنيه الثمينه والاراضي والعمارات صارت اغلى بكثير من النقود والحجارة اغلى منها والتراب اغلى من النقود وماء الرافدين اغلى واثمن من كل شيء .
. إن الشعوب فى هذا العصر يجب عليها ان تراجع أصولها ومواردها والافراد أيضا يجب أن يعودوا للقيمة الحقيقه أمام مضاربات الاسواق المخيفه وأسعار الاسهم والنفط والبورصه المتقلبه بسبب التقلبات السياسيه العالميه وأن تعود القيمة فى أشياء نراها ونشعر بها ونستمتع معها .
.فرق كبير أن تسكن بيتا تملكه أو تنزل ضيفا فى فندق تودعه بعد أيام .
. متر واحد من الارض فى أى مكان من ربوع الوطن اغلى من كل أموال الدنيا
