بين بوابتي نركال وأدد ... تجدد للروح
يلدا خوشابا يلدا 2/4/6773 آ
2/4/2023 م
يبقى شعور الإنسان بمحيطه علامة فارقة في مسيرته الإنسانية أولا ، ومنها ينطلق الى آفاق أوسع لتشمل الإنسانية جمعاء، هنا تتوضح نقاط منيرة لتكون إشارات لمستقبل الراحة النفسية لهذا الإنسان....
من هنا أنطلقت لوصف الشعور الذي إنتابني وأنا أشارك أخوتي أبناء شعبي الآشوري في المسيرة المنظمة في آثار مدينتي العريقة نينوى العاصمة التي أصبحت مضربا للأمثال قديما وحديثا، نعم شاركت في هذا الإحتفال برأس السنة الآشورية الجديدة 6773، تحت راية واحدة وموحدة راية أمتنا الآشورية وبجانبها العلم الوطني العراقي، اللتين رفرفتا بين ربوع آثار أجدادي التي بقيت الى يومنا هذا وتستمر أبد الدهور، لتثبت للجميع بأننا كنا وما زلنا وسنبقى في هذه الأرض التي رويناها بعرقنا ودمائنا، ومنها كان زوادنا ....
إستذكار لهذه المناسبة هو إستمرارنا على خطى أجدادنا العظام الذين أحتفلوا لأثني عشر يوما، ببداية الربيع بطرق وفعاليات عديدة ونرمز الى عبق الحضارة الآشورية وعمق تأثيرها في الشرق القديم وبناءها أكبر أمبراطورية في التاريخ.
شكرا لمنظميها في كل شيء .. شكرا لإختيار نينوى عامة والبوابتين خاصة، مكانا لمسيرتنا القومية، ففي هذا المكان أرجعتم أرواحنا وأجسادنا الى القديم القديم لنتقاسم مع أجدانا فرحتهم بعودة بيثنيساني وعودة الحياة للطبيعة بعد الشتاء القارص...
شخصيا لم أتمكن من حبس دموعي، فتسربت على وجنتاي .. بالتأكيد فرحة بتلامسي مع الماضي العريق... راقبت أوجه المشاركين .. لاحظت ... البريق ... الفرحة ... الإتصال بالماضي.... الروح القومية التي افقدناه قليلا في الآونة الأخيرة. عند البعض..
لنكن صريحين بعض الشيء ... إحتافلنا بهذه المناسبة لا يدل فقط بأننا نحن الأحفاد مشمولين بها فقط، وإنما العراقيون عامة ومن يشعر بأنه من ذاك الأصل النبيل وينتمي الى ذلك التاريخ الوهاج، أيضا هو إحتفالهم ورفعة الرأس لهم، وهذا تجسد في مشاركة أهلنا من آشوركات (شرقاط) .. فشكرا مرة أخرى لهذا الترابط القومي بغض النظر عن الديانات..
شكرا لأهالي الموصل الحدباء الذين اصطفوا على الطرقات مرحبين بقوافل سياراتنا ..
الآشورية ليست ديانة .. الآشورية قومية وحضارة تضرب جذورها عمق التاريخ...
أدعم المطلب الذي ثبتته المسيرة بإعتبار الأول من نيسان كل عام عيدا وطنيا عاما...
أدعم الإستمرار لتجسيد هويتنا القومية على الأرض من خلال إستغلال آثارنا بهذه المناسبات والفعاليات القومية....
أدعم كل المسيرات التي تحققت وفي أي منطقة أو مدينة أو دولة كانت، فكلها تمثل تعزيز الوعي القومي الذي نطمح اليه ...
ونقول لنتضلل بعلمنا القومي الموحد فقط ...خلال إحتفالاتنا القومية ....
ولنتضلل بشعارنا التحزبي الى جانب علمنا القومي بفعالياتنا الحزبية ...
