المحرر موضوع: عام بدون زهير بردى  (زيارة 550 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سامر ألياس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 380
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عام بدون زهير بردى
« في: 11:22 14/04/2023 »
عام بدون زهير  بردى
سامر الياس سعيد
يمر عام على رحيل الشاعر زهير بهنام بردى  وذلك في 26 نيسان (ابريل ) الجاري  وتنطلق عبير الذكريات واريجها ليفوح في كل الاروقة التي التقينا فيها  اضافة لاستذكار المكالمة الاخيرة التي جمعتني  بالراحل وذلك بنحو 13 يوما سبقت رحيله المفاجيء  فقد اتصل بي  في 11 نيسان من عام 2022 ليبلغني بان نسخة مهرجان اكيتو من ذلك العام ستكون في مدينة دهوك  داعيا لي بالمشاركة والتغطية الاعلامية لفعاليات المهرجان المذكور  وخلال تلك الفترة الفاصلة  قبل الرحيل انطلق صوت بردى محيطا باغنية جميلة عن بلدته بغديدا  ليكللها بصوته المفعم بالحيوية وهو يصدح بغديدا دمي  بغديدا فغري بغديدا خترتا بغديدي بغديدي  منوها بان  بلدته ملكت على كل اعماقه واحاسيسه لتشكل جسدمه وهويته الانسانية  تلك البلدة الجميلة التي احاطها الله بنخبة من الكتاب والمبدعين ممن ضموا مشاعرهم لبلدتهم فيما كتبوه من نبض الاقلام والاعماق ..
يعود الحنين طاغيا لذكرى الراحل بردى  فتنطلق الذكريات مجددا لترصد اطلالاته الاخيرة في مهرجان اكيتو وللجلسة الشعرية التي اقيمت في قاعة المركز الثقافي الاشوري في ذلك اليوم النيساني الجميل  حيث كان  الراحل يجول في تلك القاعة موزعا ابتساماته ضحكاته التي التصقت في اروقة وثنايا ذلك المكان فزاد الق المهرجان حيوية  فاعادتني تلك الصور الى مشاهد اخرى مستقاة من  صفحات الرثاء التي حفلت بها الصحف العراقية  لتبرز بين ثناياها صورا نشرها محبي الراحل وهو يطوق بذراعيه تلك الشخصيات مع ضحكة جميلة تعبر بشفافية عن الانسان البغديدي المعجون بحب الثقافة .
رحل الشاعر زهير بردى ووصلنا لعام  اتممناه بدونه  رغم ان روحه طوقت كل الجلسات والامسيات  التي كان اتحاد الادباء السريان يقيمها  فلم نشعر بغيابه المؤلم  حتى  احسها شقيقه  القاص والروائي هيثم  حينما نشر على مدونته استغرابا من اختفاء تهنئة  شقيقه بالعيد الكبير  الذي حل قبل ايام معدودة  وكان هيثم يدرك ان زهير لم يغيب الا عن المواعيد التي كان فيها مشعا بعمقه الانساني  الذي لطالما جسده في حضوره في تلك الامسيات والفعاليات الادبية  التي دفعته ليتبوا منصب  مسؤول مكتب الثقافة السريانية  ويجعله يحلق بثقافة عمقها  الحضاري والتاريخي  يطاول عنان السماء ليسهم من خلالها  بابراز  ما يسطره احفاد تلك النخب العظيمة من رجالات الثقافة السريانية ..
وداعا  ايها المعلم الثري بعمق علاقاتك الانسانية التي  اثمرت عن بستان فواح من كلمات الرثاء والنعي  وستبقى الاعوام التي ستلي رحيلك فاقدة لنكهة حضورك في كل الانشطة الادبية  التي كنت تكللها بروحك الشفافة  وبسمتك التي لاتفارق محياك الجميل ..