الدكتورة ابتهال خاجيك تكلان مديرة دار ثقافة الاطفال في لقاء مع (عنكاوا كوم )
نواصل المسيرة بامكانيات محدودة لمجرد المحافظة على دور الدار في بناء جيل واع ومثقف
عنكاوا كوم -سامر الياس سعيدترتكز دار ثقافة الاطفال على تاريخ حافل يمتد لاكثر من نصف قرن اسهمت من خلاله الدار المذكورة خلال كل تلك السنوات بالاسهام بتشكيل الثقافة العراقية لاجيال متعاقبة حينما قدمت لها مطبوعاتها وافكارها ولونت مخيلة الاجيال بالكثير من السمات المهمة للمجتمع العراقي المبني على التسامح والمحبة والاخلاق الحميدة وشارك مئات من الفنانين والكتاب والمبدعين بتطريز تلك المسيرة الحافلة التي مازالت اصدائها تذكر في الكثير من المحافل والاروقة الابداعية معربين عن امنياتهم بان الخطوة الاولى تكلل مسيرة الالف ميل .. عن الدار وواقعها الحالي التقى موقع عنكاوا كوم مديرة الدار الدكتورة ابتهال خاجيك تكلان للحديث بشكل اوسع عن مسيرة الدار وواقعها ومستقبلها لاسيما من خلال تنفيذ الانشطة والفعاليات الخاصة بالاطفال وكان هذا اللقاء :
هل لك ان تحديثنا عن دار ثقافة الاطفال وما هي ابرز الانشطة والفعاليات التي تضطلعون باقامتها خدمة للطفل العراقي ؟-دار ثقافة الاطفال هي مؤسسة عراقية من تشكيلات وزارة الثقافة تم تأسيسها عام 1969 على يد صفوة مثقفة من كتاب أدب الأطفال منهم: محمد شمسي، عبدالإله رؤوف، شفيق مهدي، فاروق يوسف، فاروق سلوم، عبدالرزاق المطلبي، إلى جانب مجموعة من الفنانين التشكيليين الذين أبدعوا للأطفال، مثل طالب مكي، مؤيد نعمة، أديب مكي، حنان شفيق، عبدالرحيم ياسر، نبيل يعقوب وعلي المندلاوي.
وسعت هذه المؤسسة إلى إنتاج ثقافة رصينة للأطفال بمختلف أنواعها من مطبوعات وأشرطة سينمائية ومسرحيات ورسوم متحركة وأفلام دمى، ومسرح العرائس، وبرامج تلفازية وإذاعية، على أسس علمية تستند الى علم نفس الطفل، وعلم الاجتماع وطب الأطفال، بما يضمن توجيه قدراتهم وإطلاق طاقاتهم في الخلق والإبداع، وذلك لإعداد أجيال قادرة على النهوض بالمجتمع نحو التقدم والازدهار
*كانت الدار تقوم باصدار مجلتي المزمار ومجلتي هل ما زالت تواصل اصدار تلك المطبوعتين وهل هنالك توجه للاصدار الالكتروني كما تفعل باقي المجلات المتخصصة بثقافة الاطفال ؟-صدر اول مطبوع ثقافي للطفل وهو مجلة مجلتي قبل 53 عاما وتلاه اصدار مجلة المزمار بعد عام واحد لتصبح تلك الاصدارات اللبنة الاساسية التي قامت عليها مؤسسة دار ثقافة الاطفال ولتشكل قفزة نوعية في مجال ثقافة الطفل حيث قدمت على مدى اكثر من خمسة عقود العديد من المطبوعات الهادفة والفعاليات الرصينة والممتعة وتمكنت بكوادرها المميزة من كتاب ورسامين ومصممين وفنيين واداريين من تحدي مختلف الصعاب التي واجهت مسيراتها لتواصل العطاء والابداع ..لازالت تلك المجلات تصدر عن الدار ويتواصل العمل الجاد لضمان استمرارية صدورها ، أما في مايخص الاصدار الالكتروني فهو مطلوب حاليا لتحول الاهتمام نحو الوسائل التكنولوجية التي غزت عالمنا وكذلك الانترنت الذي أعطى بديلا جاهزا عن المواد المقروءة ،لذا ينبغي اصدار مجلات الدار الكترونيا لمواكبة العصر وسرعة الانتشار وزيادة عدد القراء
*اسهمت الدار باصدار الاف من القصص الموجهة للاطفال كيف هي الية اصدار تلك الحكايات والقصص وكيف يمكن لكاتب الاطفال من التواصل مع الدار في سبيل ذلك ؟- يعمد الكاتب الى تقديم النص المخصص للطفل الى دار ثقافة الاطفال ويتم عرضه على لجنة مختصة بفحص النصوص وبعد الموافقة عليه يتم تصميمه وطبعه
*لايقتصر نشاطكم على اصدار القصص والمطبوعات المتخصصة فالى جانب ذلك هنالك انشطة ميدانية تسهمون بها في المدارس هل لكم ان تحدثونا عن تلك الانشطة ؟-دأبت الدار على التعاون مع المؤسسات التربوية من رياض اطفال ومدارس حكومية واهلية لتقديم فعاليات متنوعة من اجل غرس الثقافة في عقول ونفوس الاطفال واحتضان مواهب الطلبة الصغار وتنميتها من خلال اقامة معارض تشكيلية ومهرجانات فنية وثقافية مختلفة ولايقتصر الامر على مدارس العاصمة بل تهتم دار ثقافة الاطفال لطلبة الاقضية والمحافظات من خلال المراكز الثقافية للطفل التابعة له
*هل هنالك افكار للتوجه للاطفال من خلال القنوات التلفزيونية وهل يمكن ان تخصص دار ثقافة الاطفال ساعة تلفزيونية تسهم من خلالها بمخاطبة عقلية الاطفال في احدى القنوات الفضائية ؟- نطمح الى ذلك بالتأكيد ، وسبق وان خاطبنا شبكة الاعلام العراقي لدعمنا بهذا الخصوص عبر تخصيص فسحة زمنية نستغلها في تقديم انشطة الدار وفعالياتها ومخاطبة الطفل تلفزيونيا ، ونأمل ان يتحقق ذلك
*ما هي انشطتكم وفعالياتكم المستقبلية وهل هنالك خطط تعملون على تنفيذها في الايام المقبلة ؟-هنالك العديد من المشاريع التي نجحنا في تنفيذها خلال الاشهر الماضية مثل اعادة عروض برنامج سينما الاطفال الاسبوعية بعد انقطاع طويل واقامة مهرجان لاغنية الطفل وابتكار الدمية نصوح التي تقدم النصح والارشاد للأطفال بطريقة جاذبة ، اضافة الى العديد من البرامج الثقافية مثل (حكايتي) و(استراحة الجمعة) ، وطموحنا للموسم الثقافي المقبل ان نواصل تقديم هذه البرامج اضافة الى ماسيشهده من انجاز برامج اخرى فنية وفكرية ثقافية تنمي مخيلة الطفل وتعزز آفاق معارفه ورؤيته الايجابية للحياة
*هل لديكم معوقات وتحديات تعترض سبل تنفيذ الانشطة والفعاليات الخاصة بكم ؟-لايخلو أي عمل من مصاعب ومعوقات ، وفي مايخصنا نعتبر تلك المصاعب تحديات لابد من مواجهتها لتقديم انجازاتنا ، واهم تلك التحديات حاجتنا الى الدعم الحكومي ماديا ومعنويا فنحن نحاول ان نواصل المسيرة بامكانيات محدودة وادوات قاصرة لمجرد المحافظة على دور ثقافة الاطفال في بناء جيل واع ومثقف آملين ان نحصل على الدعم الكافي من وزارة الثقافة والمؤسسات الاعلامية والتربوية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني.
