المحرر موضوع: رحلة مخطوطة باعوثا دننوايه من تخوما الى تياري عليثا الى تلكيپه ( تلكيف ) في الربع الاول من القرن التاسع عشر .  (زيارة 780 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نمير لوسيا

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 47
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رحلة مخطوطة باعوثا دننوايه من تخوما الى تياري عليثا الى تلكيپه ( تلكيف ) في الربع الاول من القرن التاسع عشر .
يسعدني ان تشاركوني الرحلة في رحاب الذاكرة لنتجول معاٌ هذه المرة في الشمال الشرقي لما بين النهرين وفي اقليم تياري وهكاري تحديداً وذلك في الربع الاول من القرن التاسع عشر . هذا الاقليم الجبلي الساحر الواقع جنوب بحيرة فان ، وطن الجبال الشاهقة حيث تعلو في ارضه سلسلة جبال جيلو ثاني اعلى قمة في تركيا وتنتشر فيه الوديان العميقة التي يشقها نهر الزاب الكبير الذي يُشكل مع تلك الجبال التي تغطي قممها الثلوج وتلك الوديان الخضراء التي تزينها الزنابق والازهار الطبيعية المختلفة الالوان ، لوحة ربانية طبيعية خلّابة في غاية الجمال.
تبدأ رحلتنا اليوم من قرية گِسّا المباركة ( ܩܪܝܼܬܼܵܐ ܒܪܝܼܟܼܬܵܐ ܓܸܣܵܐ) القريبة من كنيسة الشهيد المُظفر مار شمعون برصباعي في تخوما - هكاري ومنها الى قرية چمبا (ܓ̰ܲܡܒܵܐ ) في تياري عليثا-العليا وتنتهي رحلتنا في محلة يلدا في قرية تلكيف الكبيرة ( ܬܸܠܟܹܐܦܹ̈ܐ) على مشارف مدينة نينوى الشمالية هذا هو المسار الذي قطعته مخطوطتنا اليوم والتي هي جزءاً من مخطوطات مكتبة تلكيف . كُتبت هذه المخطوطة في قرية گِسّا - تخوما بحدود عام 1824م- 1825م وهي الفترة التي ساد فيها نوع من الهدوء النسبي لانها سبقت محاولة ميركور امير راوندوز لإخضاع هكاري عام 1838م وسبقت مجازر بدرخان امير بوتان الدموية على تياري 1843م وتخوما 1846م وطالما نحن في تخوما ولم نبدأ الرحيل بعد فلا يسعنا الا ان نزور كنيسة مار پثيون العريقة هناك وقبل ان ننطلق الى جيلو لنزور كنيسة الطوباي مار زيا ونتبرك بصلواته فان الحنين يغزونا والشوق يجتاحنا لنلقي السلام على منيانش ارض اصدقائي وجيراني الطيبين فليس لنا الا ان نتجه جنوبا ونتستمع بجمال وادي منيانش الساحر حيث غابات الجوزالكثيفة فمن هذه الارض الطيبة قدم جيراننا الاعزاء عما إنويا وخلتو خمه وعما كيوركس وخلتو خنه ، وبعد زيارة كنيسة مار زيّا في جيلو ننطلق غرباً باتجاه الزاب لنصل الى قرية ليزان الكبيرة ونعبر من خلال الجسرالمعلق المُقام فوق الزاب هناك الى تياري عليثا ونتجه الى قرية چمبا تحديداً مركز تياري العليا ونقوم بزيارة كنيسة مار سركيس الشهيد هناك قبل ان ننطلق من هناك باتجاه آشيثا مركز تياري السفلى جنوبا لنتجه بعدئذٍ صوب عمادية ومنها الى دهوك ومن ثم الى سهل نينوى الشمالي.
تذكر المخطوطة بأن القس هَيذني تاخؤا( التخومي ) ( ܗܲܝܕܢܝܼ ܬܵܚܘܿܒܼܵܐ ) ابن المرحوم القس ياو منا ( ܒܲܪ ܡܢܵܚܵܐ ܩܲܫܝܼܫܵܐ ܝܵܒܼܘ ܡܸܢܵܗ ) من قرية گِسّا ( ܩܪܝܼܬܼܵܐ ܓܸܣܵܐ ) قام بإستنساخ كتاب ميامر الباعوثا ( كتاب طقس باعوثا دننوايه لكنيسة المشرق) التي تم اختيارها من ميامر الطوباي مار افرام تلك التي رتبها ونظمها شمس القديسين ربان يقيرا رئيس دير مار ايليا القريب من الموصل .
وتكمُن اهمية هذه المخطوطة الجميلة التي نجت من النكبات التي تلت على هذا الاقليم- تياري وهكاري في النصف الاول من القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين والذي انقطع فيه الوجود المسيحي منذ 1924 بأنها من المخطوطات القليلة التي سلمت من الدمار ووصلت الينا بحالة جيدة وتزودنا كذلك ببعض المعلومات عن مراكز استنساخ المخطوطات في هذا الاقليم في القرون التي خلت والحالة العامة لتلك المخطوطات من حيث التنسيق العام وجمالية الخط والالوان المستعملة . انتقلت هذه المخطوطة ما بين قرية گِسّا - تخوما الى چمبا- تياري عليثا حيث اشتراها المؤمن اوراهم خايل لاجل كنيسة مار سركيس الشهيد المظفر وانتهى بها المطاف في حوزة بنو ابن گگو من عائلة كساب التلكيفية التي تسكن في محلة يلدا ( ܬܸܠܟܹܦܹ̈ܐ ) واصبحت بعدئذ جزءاٌ من مخطوطات كنيسة تلكيف .


غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأستاذ نمير لوسيا المحترم
تحية طيبة
المخطوطة جميلة شكلا ومحتوى، ورحلتها.. رحلة مخطوطة باعوثا دننوايه من تخوما الى تياري عليثا الى تلكيپه ( تلكيف ) في الربع الاول من القرن التاسع عشر ..  رحلة مثيرة، شكرا لكم على التميز في المجال هذا، معلومات قيمة جداً وبحثك قدير واسلوب كتابة المقالة الشيق يعكس محبة لكل ما هو اصيل ونادر. مع الشكر والتقدير.