بين الآشوريين والكلدان: تحويل تهاني أكيتو الى حرائق واحزان!
بولص آدم عزيزي القارئ الكريم
لكي يكون لك اطلاع على خلفية محتوى هذه المقالة، من الضروري قراءة الرد رقم 65 وذلك في مقالة " شتان ما بين فكر وخطاب البطريركين (مار ساكو ومار آوا) في كلمة تهنئتهما بمناسبة اكيتو.".
https://ankawa.com/forum/index.php?topic=1043316.0 كما ادرج هنا رابط اغنية كركوك لعلاقتها بالموضوع:
https://www.youtube.com/watch?v=r5GXK-aLrF8الأخ العزيز د. عبدالله رابي المحترم
تحياتي الخالصة وامنياتي لكم بموفور الصحة شخصياً ولكل افراد عائلتكم واحبتكم في العالم.
بدءا، اشكرك جزيل الشكر على تحمل عناء الرد على مداخلتي وبتواضع.
لقد عبرت عن وجهة نظرك بكل وضوح، وسردت لنا كقراء قناعاتك الراسخة بشكلها الحالي. خير البدء هو من داخل الأغنية التي تقول بانك لم تفهم منها سوى عدة كلمات، وعلى الرغم من انها ليست مغناة بلغة اجنبية، ساوضح ماتعنيه كلماتها ولماذا وضعت الرابط ودعوتكم لسماعها؟
ياسيدي، هذه جلسة التم فيها اقارب واصدقاء، البعض منهم عاش في كركوك ومنهم من عمل في شركة النفط في كركوك، والأغنية عبر كلماتها تصف مدينتهم بأنها ارض الخيرات، ارض الشغيلة والكادحين، قلعة الأسود والجبابرة، مدينة الكنائس والأديرة، والنجباء والمطارنة، مدينة شهداء مسيحيين، و قديسين اشوريين ويذكر منهم بالأسم اثنين.. ثم يقول بأن المنجل والمطرقة مكسورين، اي حاليا لازراعة ولاصناعة، والمدينة مثل مركب في بحر الظلمات.. مدينة شهداء امتنا الذين نتقوى بتذكرهم، شهداء بررة معروفين.. والآن ورغم اننا مشتتين، الا اننا متحابين.
من خلال هذه الأغنية، نستشف ان الحس الوطني وارادة الخير والتقدم للعراق لم تنطفئ، مما يعكس حب الآشوريين لوطننا العراق اولا وثانياً، ان لاننسى العمال والمهندسين الذين عملوا في حقل النفط قبل وبعد التأميم..
لماذا اخترت هذه الأغنية وهذا الفيديو؟ الآشوريون وطنيون مثلكم اخي، وعملوا كمهندسين وكادحين، عمالا وفلاحين، اطباء ومهندسين واثاريين، واساتذة جامعيين، وحضرتك عاصر الدكتور الراحل يوئيل عزيز في جامعة الموصل كمثال، الموصل مركز محافظة نينوي التي نتجه اليها مارين بباب شمش ونكمل الطريق بمحاذات سور نينوى حتى بضعة مئة متر عن جامعة الموصل ويزيدنا اعتزازا انك خريج هذه الجامعة الجامعة حقا في وقتكم خاصة، يااخي د. عبدالله، اسم المدينة وتاريخها ورمزيتها هي لنا اجمعين كشعب عراقي وليست حكرا على الآشوريين واسمها تحدى الزمن ولم يتغير وهو اسمها الواقعي والمعاصر ولكل حقبة مرت عليها، منذ اول لبنة اساس لها، فاذا هذا ليس يناسبكم فذلك لأنكم بقناعتي، اصبحتم ترفضون اي رابط لكم بالآشوريين الحاليين وكل مايتعلق بهم فانتم امة كلدانية فقط، وهذه ضمن الشروط التي تريدونها منفذة ضمن مشروعكم القومي المعاصر ومعكم طبعاَ غبطة البطريرك، اسم كلداني ملحق باسم مكان الولادة الكلداني ايضا وهي دعوات علنية وصريحة. ونحن ليست لدينا اعتراضات على اختياراتكم بل ليس لرأينا اي اهمية، لكن تصيد الزلات مع سبق الاصرار وضرب الآشوريين وتصويرهم على انهم شجرة مقطوعة لعبت بها مغامرات وريح البطاركة والسياسيين ودمرتهم هذا هو مقصدكم في تذكيرنا بالأحلام الأمبراطورية واساطير وويكرام وغيرها.. وكأن الكلدان لم يحلموا هكذا احلام، فماذا عن اربعة كهنة كلدان دعوا الى احياء الدولة الكلدانية، وليس الآشوريين فقط من طالب بحكم ذاتي قبل تسعون عاما، بل ان الوفد في باريس كان يجمع الآشوريين مع الكلدان والوفد فيه شخصيات كلدانية، ولديكم مثلث رحمات بطريرك راحل، اراد ان يكون في مجلس الحكم هذا في عصرنا، اعود لأقول ان المعرفة والعلم والأكاديمية ليست حقلكم فقط ككلدان بل ان للآشوريين ايضاً نصيب متساوٍ وحسب الظروف والفرص والكفاءات.. ظل غبطة البطريرك مار ساكو يدق على سفر يونان وقت الباعوثة وعلاقة المدينة العظيمة بيونان والقصة لثلاث سنوات متتالية معروفة، وهذه السنة في ثلاثة منشورات متتالية ، فالبطريرك الآشوري، وكرد فعل شملكم بامته النينوية وانا بصراحة فوجئت شخصياً بهذا المصطلح. هذه هي حسابات رجال الدين المتنافسين، والتي يريدون لنا ان نخضع لتأثيراتها غير مبالين بالتصعيد غير المستحب.. تقولون ان خطاب مار آوا سياسي قومي، وهذا فعلا جزء من اسلوب بطاركة هذه الكنيسة، غير ان مار اوا منفتح على الشعبين الكلداني والسرياني وعلى الجميع وهو ظاهرة لافتة، تؤكد اننا قادرين على المحافظة على ارثنا كله وللآشوريين طاقة دحض ان المهجر والشتات هو مسمار نعشنا، بل هناك ولد طفل منذور تعلم في مدارس الغرب والكنيسة وقريبا من بطريرك وبدأ شماساً ووصل ليكون بطريركا وهو وريث كرسي عريق كرسي كنيسة المشرق المجيدة.. وليس هو نسخة من قداسة الراحل مار دنخا كما تصورونه لمجرد اعتزازه بهويته وتشجيع الجيل الجديد على ديمومة هذه الهوية مشرقياً ووطنياً وقومياً. اذكركم اخي، بالتهنئة الأولى لمار ساكو بعيد اكيتو عام 2018، تلك الكلمة تتضمن دعوتين الأولى قومية بعنوان لمشروع (انهض ياكلداني) ودعوة سياسية لدعم ومساندة ائتلاف الكلدان. وهو يختم كلمته ب (لكي لا تكونوا شجرة مقطوعة) . ان الغيتم التاريخ ما قبل البطريرك يوحنا سولاقا، فقد افرغتم الأسم الكلداني من معناه. اسم الكلدان هو قبل ميلاد يسوع المسيح بقرون طويلة، فكيف نعتبر التاريخ مهزلة و نختار منه لنرد على من يلغينا ويقصينا.. لقد الغيتم الآشوريين واقصيتموهم في كل الأحوال، وانتم مبدأكم عزيزي في دراساتكم كان شئ اخر، لماذا لم تثبتوا على انكم لن ولم تلغوا وتقصوا الآشوريين، هذا كان يجب ان تثبتوا عليه كأكاديميين وخبراء في علم الأجتماع وما يتعلق به من علوم اخرى.. الم يكن من المبدأ ان لاتهزكم اي ريح سواء من انسان اشوري بسيط ام من بطريرك آشوري؟ الغوني ياصديقي ماشئتم فانا لن الغيكم وحتى لو لغاني واقصاني بطريرككم. قلما التقيت او سمعت عن رجل دين من الكنائس الشقيقة الثلاث ورثة كنيسة المشرق لم يتجنب السياسة، سواءا ما يتعلق بالمؤسسة الكنسية او في المجال العام.. الكل تذرع بملئ الفراغ.. وهل ان مظلومية الكلدان هي بسبب الساسة الآشوريين؟ فماذا نحكي عن قصة صعود مستشار المالكي مايسمى بالشيخ، وما قصة التخويل و الغائه ومن دعمه في اميركا وما اسم الرابطة التي اقامت لأخيه السياسي باسم كلداني، ندوة سياسية في سدني، ومن هو عضو اتحاد الكتاب الكلدان مثلا، الذي ترشح من خلال الشيخ ريان؟
ليس يونادم كنا وحده بالساحة وليست قصة الآشوريين تنتهي به والطريق في السياسة كان ولايزال مفتوحاً لكم وبامكانكم خوضه في الوطن ورفع المظلومية عنكم، وانتم المشاركين لعدة نسخ قومية سياسية وقادة فيها من مؤتمرات النهضة ومن ثم التحول الى نسخة الرابطة الكلدانية فالآولى قلتم انها فشلت والرابطة قلتم انها ولدت ميتة، والآن المشروع القومي هو. الأنتقام من الآشوريين بجعلهم شجرة مقطوعة! فحافظوا على شجرتكم وانهضوا ياكلدان ، فقد حذركم غبطة البطريرك من ان تتحولوا في النهاية الى شجرة مقطوعة، واعيدوا الأعتبار لبابل ولا تنأوا بنفسكم منها وانتم الذين اختلفتم بسببها مع غبطته وشاب علاقتكم به فتور وانبرى رئيس الرابطة المستشار لاحقاً للكاظمي اكراما لغبطته في ان يكون كلدانيا ممن يرضى عنهم، وزيرا او بدرجة وزير.. يخرج عليكم بمقالة نارية يجرحكم باقذع الألفاظ.. فهل نسيتم وعفى الله عن السلف ببابلنا اجمعين كمدينة تاريخية لواحدة من اعظم حضارات الأرض، لمجرد عودة المياه الى مجاريها بينكم وبين غبطته؟ .. الآن اصبحت بابل مدينة غير معاصرة وتنتمي الى التاريخ الغابر؟ .. اتركونا رجاءا لخيالنا الجمعي كآشوريين وتيقنوا باننا لم نعد نقضي الليالي والنهارات تحت اقدام الثور المجنح ولم نعد نطالب بوطن، غير (نريد وطن) شعار تصدر ثورة تشرين المجيدة..
اتركوا لنا فرصة النظر الى الواقع بمنظارنا، ولكم منظاركم للواقع، مختلف عن منظارنا ولن نفرض تفسيرا للواقع او الأساطير في التعالي ونظرة التفوق في العقل والعدد ولافي الفوقانية عليكم والرب معكم في كل خطوة كلدانية لكم..
تقبلوا صديقي واخي د. عبدالله رابي محبتي وتقديري