المحرر موضوع: نداء من مار إيشاي شمعون بطريرك الآشوريين إلى جميع الكنائس المسيحية 1933  (زيارة 475 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف شيخالي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 179
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نداء من مار إيشاي شمعون الحادي والعشرون
الجاثليق بطريرك الآشوريين
إلى جميع الكنائس المسيحية

نيقوسيا، قبرص  1933

طبع في مكتب مطبعة نيقوسيا، بواسطة نيكولاو، نيقوسيا، قبرص.

هذه هي واحدة من أحلك الأوقات في تاريخ الكنيسة والشعب الآشوري. فالأشوريين، بسبب دخولهم المحتم في الصراع العالمي (18/1914)، خسروا موطنهم الأصلي في تركيا واستخدمتهم وانتفعت السلطات البريطانية من خصوصيتهم القتالية وإخلاصهم، على مدى السنوات الثماني عشرة الماضية، على أمل أن بريطانيا ستفي بالوعود التي قطعت للآشوريين في إيجاد وطن لهم، الذي يمكن أن يتطور ويزدهر على النهج والتعاليم المسيحية.

العلاقات الأنكليزية-العراقية التي شهدت العديد من التغييرات تم تحديدها أخيرا في المعاهدة الأنكليزية-العراقية الموقعة في 30 يونيو، 1930 التي أهملت عمداً مصالح الآشوريين مما جعلهم مشردين ومعوزين، حيث تعهدت الحكومة البريطانية منذ سنة 1929 بدعم ضم العراق إلى عصبة الأمم في عام 1932 دون تقديم أحكام كافية لحماية المصالح الآشورية كما تم القيام به في الأصل.  ومنذ عام  1930ونحن نقدم احتجاجات إلى عصبة الأمم، أعربنا فيها بعبارات لا لبس فيها عن مخاوفنا بشأن المستقبل. ولم تشعر مفوضية الانتداب الدائمة بمخاوفنا فحسب، بل تشاطرتنا هذا المخاوف، ولكن السير فرانسيس همفريز، المندوب السامي البريطاني السابق والسفير الحالي، تعهد باسم حكومته «بتحمل المسؤولية الأخلاقية إذا أثبت العراق عدم أهليته للثقة الموضوعة فيه». وفي مواجهة هذا الإعلان البارز، اضطرت عصبة الأمم للسكوت قبل الإعلان البريطاني واكتفت بـ  «ضمانات ورقية» لحماية أرواح وممتلكات الأقليات العراقية. لقد قدمنا احتجاجنا وقلنا إنه لا «المسؤوليات الأخلاقية البريطانية» ولا «الضمانات الورقية» كافية لحمايتنا بمجرد منح الحرية للحكومة العراق المتعصبة، وأنا بدوري، وفقا بإجماع رأي الشعب الآشوري، شددت بشكل قاطع في مناشدتي في أيلول/سبتمبر 1931 الموجهة إلى عصبة الأمم «إذا تم رفع التفويض دون ضمانات فعالة لحمايتنا في المستقبل، فإن إبادتنا ستتبع ذلك».

ولم تنقض سوى تسعة أشهر على رفع الانتداب عندما تأكدت مخاوفنا القائمة على الخبرة والحقائق من خلال مذبحة جماعية للآشوريين في لواء الموصل واضطهاد آخرين في أجزاء أخرى من العراق.
بعد معارضة قوية من الحكومة العراقية ومع عدم وجود من يدافع عن وجهة نظرنا، تقرر تعيين خبير استيطان بصفة استشارية بدون سلطة تنفيذية، كونه خادما مدفوع الأجر للحكومة العراقية، كان من الطبيعي أن يتبع سياسة الحكومة العراقية التي تهدف إلى تدمير عقيدتنا ولغتنا وتقاليدنا وعاداتنا واعرافنا ووجودنا كعرق. الحكومة العراقية من أجل جعل هذه التسوية ذات رؤية أحادية وعديمة الجدوى ، حرضت وشجعت العناصر الإسلامية المتعصبة ضد الآشوريين. مرت حملة صحفية واسعة النطاق على العراق دون منازع لمدة خمسة أشهر، وبالتالي أعدت الرأي العام لحرب مقدسة. أصبح الآن الاعتقاد السائد لدى العرب أن الحرب كانت بين الهلال والصليب. تم تفعيل هذا أخيرا في أغسطس 1933 من أجل تطوع مئات الآلاف من العرب لمحاربة حفنة من الملحدين الكفار.
ذبح الرجال والنساء والأطفال بوحشية بالجملة بإطلاق نار المسدسات والبنادق والرشاشات. وكانت مجموعات من الآشوريين قد ربطوا بالحبال وقتلوا بالرصاص من قبل القوات النظامية وغير النظامية للجيش العراقي. كان وزراء الداخلية والدفاع ومسؤولين آخرين رفيعي المستوى على بعد بضعة أميال من منطقة المجزرة. وقتل الكهنة وقطعت جثثهم. انتهكت النساء الآشوريات وقتلوا. وقتل الكهنة والرجال والشباب الآشوريين على الفور بعد أن رفضهم اعتناق الإسلام قسراً. تلقى المرتزقة العرب الذين تم تسليحهم وتحريضهم من قبل المسؤولين العرب تعليماتهم من السلطات المركزية وسرقوا ممتلكات وماشية الآشوريين دون عقاب. كما تم اتلاف الكتب المقدسة وإضرام النار في القرى الآشورية. قتل الأطفال الآشوريون بالرصاص بينما كانوا يتشبثون بوالديهم الذين كانوا يقتادون إلى المجازر. والنساء الحوامل تم تقطيع أرحامهم.
ونفذت هذه الأعمال الوحشية من قبل السلطات العسكرية والمدنية للحكومة العراقية. كما وشاركت القوات المسلحة للحكومة العراقية وبعض العشائر الكرية غير النظامية في نهب الآشوريين، ولكن مشاركة الأكراد في هذه العمليات لا ينبغي أن ينقل انطباعا بأن الأكراد المستنيرون يحبذون تصرفات مواطنيهم.
لم يستطع ضباط الطيران البريطانيون فعل أكثر من التقاط الصور من الجو بينما منع أولئك الذين يعملون في خدمة الحكومة العراقية من زيارة مناطق المجزرة.

أسماء الشهداء الآشوريين في حوزتي، الأمر التي سأعلنها في الوقت المناسب. وأولئك الذين يعرفون فظائع عامي 1894-96 و 1915 هم وحدهم الذين يدركون الشراسة التي ارتكبت بها الأعمال الشنيعة ضد شعبي في هذا القرن العشرين.
في ظل هذه الظروف، أناشد كل كنيسة ومؤسسة مسيحية أن تستخدم كل نفوذ تحت سلطتها للإعلان عن هذه الحقائق ودعم قضية شعبي بكل إخلاص أمام حكوماتهم وعصبة الأمم.
أود أن أؤكد على حقيقة أنني لا أوجه هذا النداء من أجل الدعم المسيحي فقط لأننا مسيحيون ولكن لأننا تعرضنا بالتأكيد للاضطهاد لكوننا كذلك. إن التعاليم المسيحية والعدالة والإنسانية تجعلني أشعر بالثقة في أن الدعم الذي أسعى إليه بجدية سيكون وشيكاً.
يتم الآن النظر في القضية الآشورية من قبل عصبة الأمم وأتوسل للحصول على أي دعم يمكن تقديمه في هذه المسألة التي ستكون الكنيسة الآشورية والشعب الآشوري ممتنين لها بحرارة.
إذا كنتم بحاجة إلى أية تفاصيل إضافية عن المجازر أو فيما يتعلق بالقضية بشكل عام، فسأكون سعيدا بتزويدكم بهذه التفاصيل.
وختاما، أدعو الله العلي القدير أن يكلل جهودكم من أجل شعبي الشهيد بالنجاح.