المحرر موضوع: المؤتمر البطريركي الكلداني الناجح  (زيارة 1425 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المؤتمر البطريركي الكلداني الناجح. 
لا يمكن إلّا التوقف عندَ المؤتمر الصحفيّ الصَادر من البطريركية الكلدانية في بغداد المنصور، والذي يُشير وبوضوح إلى وجود مشكلة حقيقية متفاقمة من مدة ليست بالقصيرة بين البطريركية الكلدانية بشخص سيادة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو ذاته، وبين مجموعة ريان سالم الملقب ( ب الكلداني). يطرح المؤتمر الصحفي الذي كان ضروريًا وملحًا وفي وقته وجهة نظر المرجعية الكلدانية العليا في العراق والعالم لجملة قضايا تتعلق بإدعاءات كاذبة من قبل زمرة ريان ببيع أملاك الطائفة الكلدانية من تحت الطاولة خاصة في محافظة البصرة وصولًا إلى حملة تشهير تطال سمعة البطريرك ذاته، والذي هو فوق كل هذه الشبهات بشهادة القاصي والداني.
الجميع كان بحاجة الى هذا المؤتمر الأخير وأن كان قصير نسبيًا، لكن أَبَانَ وبوضوح  جوانب عدة أهمها التصرفات المشُينة لريان سالم والمطلوب دوليًا على خلفية اتهامات بانتهاكات لحقوق الإنسان وعمليات فساد طالته هو وغيره من قادة الميليشيات المسلحة في العراق تحت قانون ماغنيتسكي للمساءلة العالمية، وأيضًا لكي يضع العالم في وجه الحقيقة والصراع الدائر منذ فترة ليست بالقصيرة بين المدعو ريان ومن لف حوله من جه، وبين البطريركية الكلدانية من جهة أخرى وتحول الصراع بعد ذلك إلى شخصي، أخذًا منحى أكثر استهتارًا في التقليل من شأن مرجع ديني كبير وشخصية عالمية بحجم الكاردينال مار لويس ساكو، مع حفظ الالقاب طبعًا.
يبدو ومن وقت ليس بالقليل  إن المدعو ريان سالم يريد فرض نفسه واجندته الخاصة  على المسيحيين وبالتي على البطريركية الكلدانية، هذا لم يكن وليد اللحظة ولكن كانت له إرهاصات قديمة، بدأت مع التغير والاحتلال الامريكية للعراق عام 2003، وما فرضته من تغيرات سياسية وأزمات جيوسياسية كبيرة عصفت بالبلاد والمنطقة بأسرها.
بعد أن تسلم سيادة البطريرك مار لويس ساكو سدة الرئاسة البطريركية في بغداد  بداية شهر شباط من العام 2013، بانت بوادر أزمة في الأفق، بين ريان وعصابته مدعوماً من جهات شيعية باتت معروفة جدًا للجميع اليوم، وبين البطريركية الكلدانية برمتها، حاول ريان قدر المستطاع أن يُترك له الحبل على الغارب ويستفيد من الفوضى التي كانت تعم العراق وغياب الرقابة وانفلات القانون والمحاسبة، يسرق وينهب كيف ما يشاء وتسول له نفسه، ولكن مع قوة وعزيمة البَطريَرك الجديد وضع الأمور في نصابها الصحيح، وحدَّ من تصرفات ريان الشاذة وقطع الطريق أمامه في أن يكون المتحدث الرسمي الحصري باسم الكلدان.
أمّا النقطة الثانية آلتي تثير التساؤل فهي تتعلق بمدى جدية الحكومة العراقية للتصدي لهكذا عملية تشويه وافتراء لشخصية دينية كبيرة بحجم البطريرك الكلداني، ومدى قدرتها على تحجيم دور ريان ومن شابهه في الافعال والسلوك في ظل حكومة محمد شياع السوداني،  وتعاطيها مع هكذا ملف يمس رمز ديني رفيع المقام.
ليس أمام المواطنيين العراقيين وغير العراقيين الشرفاء سوى محاولة فهم المغزى الحقيقي وراء حملات التشهير التي طالت البَطريَرك ومن فترة بعيدة، الذي يبشّر بالخير حقًا مدى تفهم وتفاعل المجتمع المحلي والإقليمي والدولي مع ملف القضية ومدى الاستنكار والشجب لحملة التحريض هذه.
في كلّ الأحوال، ما بني على باطل فهو باطل ولا أحد يستطيع أن يحجب ضوء الشمس بالغربال ولا أن يطمسها كذاب أو محتال، هذه حقائق ومسلمات لا ريان ولا غير ريان تستطيع أن يقف في وجه الحق. وكما قال المثل، إن كنت لا تحمل في عربتك إلا القش فلن تصبح يوماً تاجر حبوب.