الصراع بين البطريرك ساكو وريان الكلداني من البادئ ومن المسبب؟
مقدمة:اشتدت حمى الوطيس مؤخرا بين البطريرك لويس ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية وبين ريان الكلداني زعيم حركة بابليون, وتبادل الطرفان الاتهامات وعبر صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام والمؤتمرات ليدخل هذا الصراع مرحلة خطيرة بين الكنيسة والتنظيمات السياسية المسلحة وقد وصلت اوجها حينما انطلقت مظاهرات في بغداد ضد البطريرك ساكو تهتف ضده , وفي المقابل نظمت الكنيسة مظاهرات تدعم البطريرك ساكو.
اسباب الخلاف بين البطريك ساكو وريان الكلداني:صرح البطريرك ساكو وعبر وسائل الاعلام ان نقاط الخلاف مع ريان الكلداني هي :
1- الاستيلاء على الكوتا المسيحية
2- ريان الكلداني لا يمثل المسيحيين وأنه تابع للكتلة الشيعية
3- الاستيلاء على أملاك المسيحيين
نظرة فاحصة في نقاط الخلاف :اخوتي الاعزاء دعونا نراجع الأحداث التي دارت بين البطريرك ساكو وريان الكلداني حيث ان ذاكرتي تحفظ كل بيان وتوضيح واستنكار تصدره البطريركية طبعا فيما يخص البطريرك ساكو وليس المناسبات الدينية .
وهل البطريرك ساكو محقا في أن سبب الخلاف بينهما هي النقاط اعلاه ؟ أم أن هذه النقاط الخلاف هي عارية عن الصحة تماما للخلاف الذي بينهم ؟
منذ ظهور ريان الكلداني على الساحة السياسية وقبل عشر سنوات تقريبا 2014 كان ريان الكلداني عضوا في مجلس شيوخ عشائر العراق وقد لقب نفسه بالشيخ ريان الكلداني وهذا المنصب هو منصب رمزي لا أكثر ولم يكن لديه نفوذ يذكر, ولكن ومنذ ذلك الوقت أثارت حفيظة البطريرك ساكو ضده وأصدر فتواه الشهيرة وعلى موقع البطريركية الكلدانية وقال :
" كل شخص يلقب نفسه بالشيخ يكون في نظرنا قد تخلى عن الديانة المسيحية " ويقصد به الشيخ ريان الكلداني وكانت هذه اولى المحاولات من قبل البطريرك ساكو لتسقيطه .
ولا زلت اتذكر وفي نفس الاسبوع أصدر البطريرك بيانا آخر يهاجم فيه ريان الكلداني ولكن ريان الكلداني اتخذ موقف الصمت محتويا الموقف وقام بالتوسط مع أحد الأشخاص لزيارة البطريرك ساكو في مقر البطريركية ولكن البطريرك ساكو أصدر بيانا هجوميا آخر وعلى صفحة موقع البطريركية وقال :
" أبواب البطريركية مفتوحة للجميع باستثناء الشيوخ الجدد " ويقصد به طبعا ريان الكلداني وعجبا على رجل دين مسيحي يسير في خطى سيدنا يسوع المسيح وتعاليمه في المحبة والتواضع والتسامح أن لا يقبل استقبال شخصا حتى وان كان مخطئا ,فهل هذا ما تعلمناه من الانجيل المقدس؟
وهنا نقف عند هذين البيانين ونسال الموالين للبطريرك ساكو اذا كان هو محقا في نقاط الخلاف التي ذكرها أعلاه أم لا
هل كان لدى ريان الكلداني انذاك اي عضوا في البرلمان او قام بالاستيلاء على الكوتا ؟
هل كان لدى ريان الكلداني انذاك اي فصيل مسلح ؟
هل كان لدى ريان الكلداني انذاك اي وزارة او مستوليا للأملاك؟
الجواب لا والكل يعلم لا , لأنه لم يكن لديه أي نفوذ انذاك , لكن البطريرك ساكو حاول تسقيطه وبكل الطرق منذ تلك اللحظة اي قبل عشر سنوات وتحديدا في 2014
إذن أن كل ما ذكره البطريرك ساكو عن نقاط الخلاف بينه وبين ريان الكلداني هي عارية عن الصحة تماما, هذه هي الحقيقة اخوتي المدافعين عن البطريرك ساكو وأرجو أن تتقبلوها بصدر رحب, وهناك جانب خفي في هذا الصراع لا يعرفه إلا القليلون .
أزدواجية المعايير في نقاط الخلافأخوتي الاعزاء دعونا نناقش بهدوء وحيادية نقاط الخلاف أعلاه من جيث ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين التي يتبعها غبطة ابينا البطريرك ساكو
نقطةالخلاف الاولى في الاستيلاء على الكوتا المسيحية: انا ضد هذه اللعبة تماما ولكن لماذا لم يكن للبطريك ساكو خلاف مع الذي لعب هذه اللعبة لأول مرة ؟ واقصد فيها في انتخابات 2010 حيث كان المجلس الشعبي أول من لعبها وحصل على 4 مقاعد في مجلس النواب أليست هذه حقيقة ما حصل ؟ فكم خلاف لدى البطريرك ساكو معهم ؟
نقطة الخلاف الثانية والتبعية للكتلة الشيعية : هنا نتسال هل هناك تبعية ( عميلة ) و تبعية ( مقدسة ) كما ذكر احد الاخوة في منشوره ؟
واقصد فيه تحديدا هل ان ريان الكلداني تابع للكتلة الشيعية( عميلا ) , بينما لارا زرا وسركيس اغا جان وابلحد افرام وضياء بطرس وعما نوئيل خوشابا وجنان جبار وروميو هكاري وانو عبدوكا ويونادم كنا وآخرين لهم القرار السياسي المستقل ام ان تبعيتهم ( مقدسة )؟
سيادة البطريرك ساكو يجب ان تدرك انه الطبقة السياسية العراقية الان , كل الصغار تتبع الكبار, والكبار تتبع القوى الكبرى وانت تتدخل في ما لا يعنيك
نقطة الخلاف الثالثة والاستيلاء على أملاك المسيحيين :اخوتي الاعزاء ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين هي لغة السياسيين وغير لائقة مطلقا برجل الدين وخاصة أن يكون بدرجة البطريرك. سؤالي للاخوة الموالين للبطريرك ساكو : كم هي عدد أملاك المسيحيين المستولي عليها في كردستان وباعتراف حكومة كردستان .؟ وكم مسؤولا في حكومة كردستان لديه البطريرك ساكو خلاف معه او حاول التشهير به ؟
الخلاصة : بقاء الوجود المسيحي في العراق هو الذي سيكون الخاسر في هذا الصراع و على جميع الأطراف في الصراع التهدئة وحل كافة المشاكل على طاولة المفاوضات . وعلى البطريرك ساكو أن يستوعب أن زمن سيطرة رجال الدين كما كان في القرون الوسطى في السيطرة على كل مرافق الحياة قد ذهب
فاروق يوسف عكو / سان دييكو
عضو إتحاد الكُتاب والأُدباء الكلدان