المحرر موضوع: البول للحمير  (زيارة 1684 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل لطيف نعمان سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 694
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
البول للحمير
« في: 15:35 14/05/2023 »
   البول للحمير
قصة قصيرة جدا (ممكن توظيفها لسيناريو فيلم قصير)


لطيف نعمان سياوش


العم (ع) رجل طاعن بالسن تجاوز التسعين من عمره ..يعاني من مرض السكر منذ سنوات .. اليوم جاء إلى بنك الرافدين ليتقاضى راتبه التقاعدي الشهري .. البنك يقع في منطقة شعبية صاخبة بالحركه طيلة ايام النهار والليل..
عندما تأخر إستلامه الراتب بحكم إزدحام المراجعين ، شعر المسكين بحاجة ماسة لقضاء حاجته !
لم تكن هناك دورة مياه ، وإن وجدت فلا يسمح للمراجع استعمالها ، فهي تقتصر على منتسبي البنك فحسب ، وقد حال تكابره بأن يتوسل ويطلب من أحد الموظفين بأن يعينه ويسمح له في استخدام دورة المياه الخاصة بالبنك ..
اضطر الخروج مسرعا خارج البنايه وبخطوات مرتبكة مستعينا بعكازته .
وجد مكانا شبه منزو ، تفوح منه رائحة البول ، وكتبت لافتة كبيرة (البول للحمير).
لكنه ولفرط حراجة موقفه كان بين خيارين :- إما يقضي حاجته في هذا المكان ، ويتحمل تبعات الإحراج ، أو يتبول  في ثيابه ، وأختار الخيار الأول  وليكن مايكن!
بينما هو يتبول رفع رأسه وقرأ اللافتة وهو يبتسم ويقول مع نفسه :- للحمير - للبعير -  للفطير - للحقير .. أتحملها كلها فقط أريد أن أقضي حاجتي وأولّي ، ولفرط حراجة موقفه وربما لكبر سنه نسي بأن هذا البنك تحيطه كاميرات المراقبة من كل حدب وصوب ، وهي تلتقط كل شاردة وواردة .
تم  قذفه ومن مصدر مجهول بزجاجة كبيرة وبقوه في رأسه مباشرة !!
خرّ صريعا قبل أن يستلم راتبه التقاعدي .. سلّم روحه إلى بارئها ، وظل إحليله يتدفق بولا..