المحرر موضوع: لقاء الغرباء ..  (زيارة 336 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خالد توما

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1710
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لقاء الغرباء ..
« في: 11:15 17/05/2023 »
لقاء الغرباء ..
نهضت صباحاً وحمد الله عز وجل على أنني أستنشق الهواء ولا زلت على قيد الحياة ..
كان لي موعد مع طبيب العيون خرجت من شقتي بعد تناول وجبة الفطور وتمشيت الى موقف الباص الذي ينقلني الى منطقة التي يتواجد فيها الطبيب رأيت رجل بلغ من العمر عتيا وفي يده عكاز يتكئ عليه جالس على المصطبة فسلمت عليه فرد بسلام حار وبلهجة عراقية وقال يا ميت هلا ومرحبا وصباح الخيرات، فشدني حنين العراق وقلت له يا أخ من أي عمام أنت ؟؟..
فنظرعلى وجهي وعيونه تقدح ومليئة بالدموع قال لي أنا وزوجتي سويديين أولادي وأحفادي أميركان، أخي الصغير وأولاده هولنديين، وأخي الأصغر منه وأولاده فرنسيين، أختي الكبيرة وأولادها كنديين، أبناء عمي وأولادهم ألمان، خوالي وأولادهم نرويجيين، أولاد عمتي وأولادهم أستراليين، وجاري أبو عمر وأولاده نمساويين، وجارتي العزيزة النشمية أم حسين وأولادها دنماركيين وأستمر بالكلام وقال أخي( من ترك داره قل مقداره ) ؟؟!! قلت له لماذا أذن تركت دارك ؟؟..
قال ونبرات صوته حزينة في  2003 ضرب زلزال على العراق من شماله الى جنوبه ومن غربه الى شرقه  وكانت درجته عالية  تقاس على قباس رختر  7.9  درجة وركزت على العاصمة الحبيبة بغداد فتسطعت الشوارع وسحفت سكك الحديد من مكانها وهدمت الجسور وكثير من البيوت والبنايات  هدمت على رؤوس ساكنيها وسقطتت كثير من سياجات الدور وتشققت سقوفها ودخلت حيوانات مفترسة بكل أنواعها فإذا سقطتت الأمطار نزلت مياه الأمطار داخل البيت وكل الأوقات الحيوانات المفترسة تهاجمنا لأنه لا يوجد سياج يحمينا منهم لن ولم يسلم منهم حتى الطيور أجسامها نهشتها أنيابهم ومن أثر الزلزال كما تعرف لم يبقى لنا أبواب وكأننا ساكنيين في العراء وكان لي دكان صغير ورثته من أخي الكبير بعد وفاته رحمه الله كنت أبيع به معلبات وسكائر ومشروبات غازية وثلاثة من أنواع من المشروبات الكحولية كنت أعيش أنا وعائلتي عليه وفي الليل جائت مجموعة وأستهدفوا الدكان بقذيفة تسمى أربجي سفن ودمروه لأن كنت أبيع به ثلاثة أنواع من المشروبات الكحولية أرادو أن أبيع المخدرات بأنواعها فرفضت  وقررت أن أترك الجمل بما حمل وأرحل لأن لم يبقى لي لا بيت ولا مصدر رزق وتوجهت الى الجهة التي أنقذتي أنا وعائلتي وأوصلتني الى هذا المكان الذي تتحدث معي ولكن لم تقل لي أنت من أي عمام يا رجل ؟؟..
قلت له أنا أخوك وأبن عمك  وجارك ومن نفس المكان الذي ضربه الزلزال بدرجته العالية لكن أنا قبلك ضربنا زلزال لكن كانت درجته 4.8 كان تأثيره قليل وقررت أن أتوجه وعائلتي الى الجارة العربية الأردن لأتواصل من خلالها الى أي دولة تحترم حقوق الأنسان فمكثت ثلاثة أشهر راجعت دائرة الأقامة لتجديد أقامتي قالو لي عليك غرامة كل يوم نصف دينار أردني ؟! قلت لهم أنا أبن الرافدين وعلى جبيني علامة الكرم والشجاعة والشهامة مكثت تلاتة أشهر فرضتوا علي غرامة  أنا عربي وبابلي الأصل وأجدادي من منامة، فسخروا مني وعلى شفاههم الأبتسامة قالو الوطن تجزأ وكل بلد شاهر سهامة !!! دفعت لدولة الأردنية عند خروجي من الأردن في المطار 318 دينار أردني غرامة ولا زلت محتفظ في الوصل عن بقائي في الأردن العربي الشقيق 636 يوم وأنا متوجهاً الى السويد التي أحتظنتني أنا وزوجتي، وتبقى المملكة الهاشمية التي فتحت ذراعها للعراقيين وحظنتهم كانت الوحيدة من الدول العربية والمنفذ الوحيد للعراقيين الذين يرغبون الذهاب الى دول العالم كل الحب لملك الأردن والحكومة الأردنية والشعب الأردني، لكن يبقى العراق يعيش بين أضلعي لأنه ولدت فيه وترعرت وشربت من مياء دجلة والفرات العذبة وأستنشقت هوائه النقي  وتبقى السويد وطني الثاني أحتفظ به بين حدقات عيوني، قلت يا رجل وصل الباص أين أنت ذاهب، قال لي أتحول من منطقة الباص الى أخرى لقضاء الوقت أذهب أنت الله معك فأنحنيت عليه وهو جالس على المصطبة وقبلت رأسه وكان ينبعث منه رائحة بلاد الرافديين العطرة الزكية قلت له في أمان الله ورد بمثلها فأخذت الباص متوجهاً الى دكتور العيون ليعالجني مجاناً ويصرف لي دواء مجاناً مثل هذه الدول التي تحترم حقوق الأنسان الله يوفق من يحكمها ويبارك بها وينعل الحكام التي تظلم شعوبها ..
خالد توما