المحرر موضوع: الكاتب وردا البيلاتي يسقي ازاهير ماضيه النضالي في كتاب (محطات من حياتي )  (زيارة 1285 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37779
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الكاتب وردا البيلاتي يسقي ازاهير ماضيه النضالي في كتاب (محطات من حياتي )
عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
كان اقتراب عقارب الساعة من الواحدة ظهرا  فرصة لاعلان قراري بانهاء مقابلتي الشخصية مع القادم للوطن السارد السياسي وردا عوديشو  البيلاتي  وكان مرد اعلاني  متطابقا من عدم اعتباري ضيفا ثقيلا في الساعة التي يتجمع فيها الشرقيون عند طاولة الغذاء  بينما ارتسمت ملامح دهشة واضحة على محيا  الكاتب  البيلاتي الذي استغرب انهاء المقابلة بهذه الصورة والتي تطرقت بداياتها لتبلور  نزعة الكاتب وردا  عوديشو البيلاتي واختياره للتوزع بين منافي شتى  نسجا لمنوال ما لاقاه اجداده من محطات استهداف ومحن ارغمتهم على ترك ارض الاجداد والتشتت بارض منافي عديدة حيث كان السؤال الاول يتضمن بدايات الكاتب فاستهل حديثه بالقول :
-كانت انطلاقتي من بيئة مدينة  كركوك  حينما كانت المهمة الملقاة  على عاتق الفتى ذو ال15 عاما جلب صحيفة اتحاد الشعب  لخاله المعروف بابو كليانا الذي كان يدير في تلك المدينة المتنوعة الثقافات محلا لتصليح الثلاجات ويمتلك سمعة رائجة بين اوساط اهل المدينة  حينما تعرض الفتى لاعتراض من قبل شباب من التركمان اقدموا على تمزيق الصحيفة التي بحوزتي فكانت تلك الحادثة حفرا في مسار الذكريات  وبذرة اولى في بيدر مترامي الاطراف فتوالت السنوات وكانت البذرة تنمو شيئا فشيئا   حتى تشكل الوعي السياسي متبلورا في مطلع عام 1970 حينما كان الصف الواحد يضم تنوعا مميزا في تلك المدينة بين تركمان واشوريين  اضافة لما اسهمت به القراءات الادبية  وماكان الحزب الشيوعي العراقي حريصا على تنظيمه من  برامج ثقافية  وقد كانت لاحداث عام 1963 دور فاعل في تشكيل ملامح الوعي  اضافة لحادثة اخرى تركت شخوصها اثرا في  وهي حادثة اعدام  تسعة من الاشخاص في  ساحة تقابل منطقة المحاكم بمدينة كركوك  وامام مراى من جموع غفيرة  ومنهم  كان رئيس  سابق لبلدية كركوك حيث رايته بعينين متورمتين من شدة التعذيب  اضافة لحادثة اعدام اخرى تمت في منطقة القلعة بينما كانت زوجات المعدومين تهلهل  وتشرف على تقديم الذبائح فكانت تلك الاحداث بالنسبة لي كمفترق طرق .
*في كتابك (محطات في حياتي ) تقارب  محطاتك النضالية التي مررت بها  في مقاربة تاريخية تزاوج بها ما تعرض له اجدادك في مناطق تواجده  واسهمت بهجرتهم وتركهم لمناطقهم فهل ثمة رغبة بان تقول من وراء تلك الدلالات بان التاريخ يعيد نفسه ؟
-نعم هذا ما قصدته  لاسيما وانك تقرا في مستهل الكتاب  المحطة الاولى المعنونة بهكاري والتي استهللتها بان كنت اشارك والدي لعبة النرد وفجاة طاب لي ان  اعصف ذهن الوالد بما ترسخ بذكرياته ازاء مناطق الصبا الاولى فبادرني الوالد بسؤال  استعادي يعاتبني من خلاله عن اي  سفر اخذته حينما طلبت منه ان يتحدث عن تلك المنطقة الاولى في سفر البدايات والماسي التي لحقت بالاجداد جراء  استقرارهم بتلك المناطق  لذلك حينما اصدرت كتاب  وكاني به اخاطب اجيال المستقبل واقول لهم بان هذا هو تاريخكم الذي ينبغي ان لاتتزعزعوا عنه قيد انملة  الى جانب حكايات اخرى نسجت منوالها من الواقعية المؤلمة لاسيما حينما ارغم شعبي على السير على الاقدام لمنطقة منفى جديدة  هي بعقوبة وكانهم ينتقلون من خلالها من ارض جبلية وعرة  الى منطقة صحراوية موبرة بالامراض التي داهمتهم لاختلاف البيئات والاجواء والمناخات .
*وهل لتلك الاستعادات ارتباط بالماضي القريب حينما طرد مسيحيو الموصل وسهل نينوى  من مناطقهم ليلوذوا الى مناطق اخرى ؟
-نعم مع اختلاف الملامح في كلا المشاهد ففي الماضي القريب جرى  التضامن مع  المسيحيين المطرودين من جانب اقرانهم  حينما استقبلوهم في القرى  والمناطق التي تشهد تواجدا مسيحيا وبرز التعاطف الاخوي متجسدا باجمل صوره .
*جولتك الى الوطن شملت قرى لها تاريخ عميق  في سفر شعبنا فما الذي استنبطته من تلك الزيارة ؟
-تجولت في قرى عديدة فبالامس كنت في منطقة براوري بالا وقبلها زرت قرى  سردشتي  وهلوة  ومالختا  واقري وبيبالوك وامضيت احدى الليالي في قرية دوري  وفي تلك الليلة سالت مرافقي ليدلني على مناطق تمركز القوات التركية  فاشار الى نقطة للجيش متموضعة على  قرية سردشت فشعرت بالالم  للتواجد التركي الممتد على  تلك السلسلة من جبال متين  فوجدتها مسالة في غاية الضرورة ان  يلتفت حلف الناتو والاتحاد الاوربي  الى هذه المسالة  بان يسال الجانب التركي عن جدوى تواجده في تلك المناطق من العراق وكيف تقبل منظمات حقوق الانسان مثل هذا التواجد الذي يقضي على تواجد المكون الاصيل  ويهدد محطاته التاريخية في المنطقة فلذلك نرى ان الهجرة باتت تتزايد وتيرتها جراء تلك  الاوضاع  الى جانب  بلداتنا ومنها بلدة بغديدا التي نسمع عن واقعها بان هجرة منها تتزايد في الاونة الاخيرة .
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية