المحرر موضوع: الناشط في قضايا الاقليات والمهتم بحفظ التراث الثقافي ميخائيل بنيامين لـ(عنكاوا كوم ) توثيق تراثنا شهادة للحاضر والمستقبل بكوننا اصحاب هذه الارض  (زيارة 1960 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 37779
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الناشط  في قضايا الاقليات  والمهتم  بحفظ  التراث الثقافي ميخائيل بنيامين لـ(عنكاوا كوم )
توثيق تراثنا  شهادة للحاضر والمستقبل  بكوننا اصحاب هذه الارض
عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
قبل نحو شهر  اعاد الناشط المهتم  بحقوق الاقليات وحفظ  التراث الثقافي  ميخائيل بينامين مشاركة منشور في صفحته الشخصيةفي موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك )  حول رحلته التي  استهدفت قرى عديدة تابعة لبلدة نهلة  وفيها تحدث عن مشروع بالحفاظ على الموروث الغني الذي تتمتع به تلك القرى التي تعاني اليوم بسبب هجرة ابنائها وتضررها جراء تمركز قوات من  البككى في عدد من مناطقها مما يسهم باندثار حواضر دينية تاريخية فيها..عن تلك الرحلة  الخالدة وعدد من محطات الحفاظ على موروثنا الثقافي الديني كان لنا لقاء مع  السيد ميخائيل بينامين وكانت هذه الحصيلة :
 
*كانت لكم زيارة لبعض القرى التاريخية الخاصة بأبناء شعبنا قبل نحو ثمان سنين او ما يزيد وثقت من خلالها العديد من اجواء تلك البيئة من نباتات وحيوانات برية اضافة لتوثيقكم للموروثات التي تحوزها برايك ما هي المعايير التي يمكن ان تؤخذ بالحسبان في ابراز الغنى الذي تحوزه تلك القرى والمواقع؟
-نعم، الزيارة التي تشير اليها، هي جولة قمنا بها في نهاية اذار 2014، رافقت فيها مجموعة من الأصدقاء والاقارب من قريتنا (شولي في نهلة او نالا) الى منطقة تدعى (طلانيثا) تقع الى الشمال من (نهلة)، وقد كانت غايتهم هي الصيد باعتبارها هواية محببة لديهم جدا، وواحدة من أكثر النشاطات التي يمارسها أهل المنطقة منذ القدم، أما انا فقد استثمرت ذلك للقيام بتوثيق ما يمكنني من جمال الطبيعة وبعض الكنائس التاريخية ومواقع القرى المهجورة، بالإضافة الى التسجيل الصوتي لساعات طويلة من الكلام الشفاهي للأصدقاء.. وأنا جدا سعيد بما قمت به، وذلك ان الكنائس التي قمت بتصويرها ربما لن تجد لها صورة أخرى، والمصدر الوحيد الذي أعرفه ويتحدث عنها هو (اشور المسيحية) لمؤلفه (جان فييه) ولكن من غير الصور طبعا، ليس هذا فقط، بل انها كانت المرة الأخيرة التي تمكنا من الوصول الى هناك، لان يومها برغم وجود البعض من عناصر ال (البككى)، لكن ذلك لم يمنعنا من الوصول الى هذه الكنائس التاريخية، بينما اليوم قد أصبحت منطقة محرمة، ولا نعرف متى سيتسنى لنا المجال لزيارتها مرة أخرى ولا أيضا نعرف ماذا سيكون مصيرها وهي متروكة ولا يمكن حمايتها، لذلك كان ثوثيقها صوريا ثمينا بالنسبة لي. من ناحية، لطالما كان الوقت ربيعا فقد كان الوقت الأنسب لتصوير المئات من النباتات والاعشاب الطبيعية وكتابة اسمائها بالسوريث، وكما ذكرت فان الجولة كانت مناسبة رائعة لتسجيل ساعات طويلة صوتيا لأحاديث الصيادين وهم يتحدثون في مواضيع شتى، لذا كانت مادة للمئات من المفردات الاصلية التي يندر ان تسمعها في غير بيئتها وكانت فرصة ثمينة لتوثيقها والاحتفاظ بها للمهتمين والدارسين وللأجيال القادمة، لطالما كانت مهددة بالا يستمر استخدامها الا من قبل هؤلاء وفي ذلك المكان وتلك المناسبة.
عودة الى سؤالك المهم، حول المعايير الواجب اعتبارها لإبراز ما تتميز به تلك القرى والمواقع. اجزم بان الواجب ان تكون تلك نفس المعايير والنشاطات الواجب القيام بها في كل قرى ومواقع شعبنا الاشوري (او الكلدان السريان الاشوريين)، من ناحية أهمية التوثيق لكل ما فيها من تاريخ وتراث وحوادث وقصص وجمال الطبيعة واللهجات والموروثات والعادات والتقاليد، واهمية ذلك تكمن في ان هذا تراث ثقافي ثري ولا غنى عنه، لذا توثيقه وحمايته هي مهمة إنسانية سامية، ولأنه معرض للتهديد والزوال وكلما يمر يوما دون توثيقه فإننا نخسر جزء مهم من هويتنا وثقافتنا العريقة، ومن ناحية ثانية فان هذا التوثيق شهادة للحاضر والمستقبل باننا أصحاب هذه الأرض بكل تفاصيلها، ومن الممكن ان يلعب التوثيق دورا مهما في اثبات وجودنا، ومهم جدا ان نوثق كل شيء اليوم وليس غدا.
 
* ابرزتم في منشور خاص بتلك الزيارة توثيقكم لمواقع دينية كانت مندثرة في تلك القرى هل لكم ان تطلعوا متابعي موقعنا عنها؟
-الجولة التي قمنا بها شملت توثيقنا ل 6 -7 كنائس تاريخية قديمة، في قرى بينها(أصان وأركن وبيركثا وداويكى وصاوورا وغيرها)،  بعض هذه الكنائس كانت ما زالت قائمة بتفاصيل سقفها وجدرانها وتقاوم كل عاديات الطبيعة والبشر وبعضها الاخر بقي منها بعض الجدران واكوام الحجارة المتناثرة، لذلك فان توثيقنا شمل كنائس في هذه القرى مثل (مار زديقا ومار يوحنان ومار قرياقوس ومار غريغوريوس)  بالإضافة الى توثيق المفردات الأخرى من صور النباتات والاعشاب والمواقع وأسماء المواقع واوصافها.
* تلك القرى التي عملتم على توثيقها، هل لكم ان تحدثونا عنها وتاريخ تركها من قبل اهاليها وتحت اي ظروف تم تهجيرهم منها؟
-في المنطقة التي نتحدث عنها والواقعة الى الشمال من نهلة الحالية (بقراها الثمانية والباقية الى اليوم)، يوجد ما يزيد عن 17 قرية أخرى سكنها أبناء شعبنا الاشوري في ما مضى من الزمن، هي اليوم فارغة بالكامل من سكانها بسبب الاضطرابات وعدم الاستقرار وبسبب وجود عناصر ال (بككى) وما تتعرض له من قصف الطائرات التركية. بعضها تأسست بداية العشرينات بعدما استقر أهلنا في نهلة، واسس هذه القرى، والبعض الاخر كانت تستخدم كمراعي ومصايف ينتقلون اليها صيفا لتربية المواشي، أما القسم الثالث فهي قرى قديمة وجدت هناك قبل قرون سابقة، بينها قرى تسمى (أصان وأركن وبيركثا وداويكى وغيرها)، في هذه القرى كنائس تاريخية وقديمة بينها (مار زديقا ومار يوحنان ومار قرياقوس ) كانت تتبع لكنيستنا الكلدانية، وقد تم تهجيرها منتصف او حتى نهاية الستينات من القرن الماضي بسبب الاضطرابات وظروف عدم الاستقرار بالإضافة الى التعدي الذي قام به أكراد من القرى المجاورة.
 
 
*توثيقكم لهذه المناطق تم برؤية عاطفية كونكم من ابناء تلك المناطق وترتبطون بصلة حنين لها ماهي رسالتكم للمهتمين بالبيئة والحياة البرية إذا ما رغبوا بإبراز ابحاثها تجاه تلك المناطق؟
-صحيح ان عامل المعرفة المسبقة بالمنطقة يلعب دورا مهما، سواء من ناحية الارتباط الشعوري والحنين اليها، وكذلك من ناحية معرفة تضاريسها ومختلف تفاصيلها مما يساعد فيما يمكن التركيز عليه وما يمكن تأجيله او اختيار الأولويات. لكن ذلك لا يجب ان يكون الدافع والمحرك الوحيد، لان عملية التوثيق سواء للتراث الثقافي المادي او غير المادي لأبناء شعبنا هي مهمة قومية ووطنية وإنسانية كبيرة جدا، وتأتي بالفائدة ليس لشعبنا فقط بل لكل الوطن والإنسانية جمعاء. لأنه، وكما سبق وأشرنا، هذا التوثيق مهم لحماية تراث ثقافي لا مثيل له بكل تفاصيله، ولان هذا التوثيق يلعب دورا في اثبات وجودنا وهويتنا واثبات حقنا في الأرض.
لذلك فان رسالتي لكل المهتمين بوجود وحقوق وتراث شعبنا، ان يولوا عملية التوثيق أهمية خاصة لأنها مفيدة لأكثر من ناحية، وسأعيدها مرة أخرى، لان الوقت يداهمنا، وليس هناك المزيد من الفرص اذا فشلنا القيام بها اليوم، ربما لن يكون هناك غدا لنقوم بذلك، بسبب ان الكثير من الحقائق والوقائع والموروث يضيع بألف طريقة وطريقة لذلك ما كان المفروض ان نقوم به الامس واضعناه لنقم به اليوم قبل الغد.
*ماهي الثمار التي جنيتم اياها من تلك الرحلة التوثيقية وماهي الافكار التي تجول برأسكم تجاه ابراز عمق تلك المناطق وقيمتها التراثية والتاريخية؟
-ما جنيناه من ثمار تلك الرحلة، وغيرها الكثير قد قمت بها شخصيا الى مناطق في نهلة ومناطق قريبة وأخرى بعيدة، انني قد تمكنت من تسجيل عشرات الساعات الصوتية والفيديوية والمئات من المفردات الاصلية بلغة السوريث، وتوثيق الكثير من التراث الثقافي المتعلق بالعادات والتقاليد والممارسات الحياتية اليومية، من الغناء والفنون المختلفة، بذلك قد ساهمت بحماية جزء بسيط من تراثنا الثقافي الثر، كما كان ذلك سببا لمشاركتي في مشروع مدعوم من (برنامج توثيق اللغات المهددة) تابع الى جامعة لندن بعدما شاركت في تلك الجامعة في دورة تدريبية لمدة 10 أيام، وما قمت بتوثيقه في هذا المشروع أصبح محفوظا على موقع الكتروني وبإمكان أي مهتم الاستفادة منه بالطريقة التي يراها مناسبة. كما وكان ذلك سببا لمشاركة أخرى على مدى شهر في برنامج الزائر الدولي للقيادة المدعوم من الخارجية الامريكية وخاص بحماية التراث الثقافي للاقليات وقد تعلمت منه الكثير من الخبرة وعما يجب القيام به.
الأهم من كل ذلك، ان التعمق في الموضوع ومعرفة الأهمية التي يشكلها التراث الثقافي وخصوصا لشعبنا الاشوري المسيحي ذات التاريخ العميق في هذا البلد، قد قادتنا للتفكير بمشروع نراه مهما جدا، وهو أهمية حماية المئات من الاديرة والكنائس القديمة المنتشرة في طول البلاد وعرضها، بينما هي مهجورة ومتروكة بالكامل، بذلك هي تتعرض للمزيد من التخريب والدمار بمرور كل يوم زيادة من دون ان يتم حمايتها. لذلك باعتباري رئيس مجلس الإدارة في مركز نينوى لحقوق الأقليات، فقد قمنا باقتراح مشروع أسميناه (على طريق الرسل) نخطط للبدء قريبا، ويأتي ضمن مفهوم (الحماية الطارئة او الاستجابة الطارئة) لهذه الاديرة والكنائس، أي ان تشمل هذه المرحلة من المشروع احدى جزئيات الحماية وتتمثل بوضع سياج جداري او معدني حول هذه المواقع ووضع قطعة تعريفية كي تتضمن بعض المعلومات الأساسية عن الدير او الكنيسة بالإضافة الى وضع (الصليب) فوق أي موقع تشمله الحماية، بذلك فإننا سنحافظ على الموقع كي لا يتضرر اكثر بسبب استخدامه لغرض آخر غير كونه معلم تراثي وديني، وفي مرحلة لاحقة ربما يتسنى المجال لإعادة التأهيل والترميم. لهذا الغرض قد قمنا بداية، بالتواصل مع سيادة المطران ميخائيل نجيب راعي ابرشية الموصل وعقرة لكنيستنا الكلدانية، واستشارته في الموضوع باعتباره أحد المهتمين والعاملين في هذا المجال المهم، وقد كان متجاوبا بشكل كبير وابدى المساعدة الممكنة للمضي قدما في هكذا مشروع، والان نخطط للقيام بمشروع تجريبي يشمل دير وكنيسة في منطقة عقرا باعتبارها تحت إدارة سيدنا ميخائيل، وعلى ضوء ذلك والاستفادة من تجربة الكنيستين سنقوم بكتابة مقترح مشروع كامل بهدف العمل على حماية طارئة لأكبر عدد ممكن من تلك الاديرة والكنائس ومن خلال الحصول على تمويل من مؤسسات ومنظمات دولية مهتمة.
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية