الاخ كَوركَيس أوراها منصور المحترم:
إقتباس من رد السيد كَوركَيس:
أخ كَوركَيس ، أنتَ تكرر قولك أن العربية فُرضت على الكنيسة الكلدانية منذ أكثر من 60 سنة ، وهذا صحيح جداً وذكرت أسماء البطاركة الذيم سبقوا البطريرك الحالي لويس ساكو ، لكن ألا ترى الفرق في الأسلوب ، بمعنى أن البطاركة الذين سبقوه فقط أعطوا الحرية لممارسة الطقوس الكنسية بحسب مناطق تواجد الكنيسة ... ورغم أنني أعتقد ان هذا خطأ ولكنه منطقي الى حد ما ، أما البطريرك ساكو فهو أولاً يحتقر ويزدري لغتنا وتراثنا ويسعى جهاراً الى تأوين (تعريب) تراث كنيستنا وبشكل ممنهج . وهنا أعطيك مثال : لقد خدم المرحوم القس يوحنان جولاغ في مدينة الموصل وهو رجل يعشق تراث آباءهُ ولكنهُ أحياناً كان يضطر الى جعل القداس بالعربية بحسب اللغة التي يفهمها الحضور .
والسؤال الموجه اليكَ : ما الذي دعا البطريرك ساكو لمخاطبة أهل القوش في عقر دارهم بالعربية وأنت تعلم جيداً أن 99% من الحضور يتحدثون لغة السورث ( وللعلم هناك مَن إعتبرها إهانة لأهل القوش، ولكن هذا ليس موضوعنا).
الخلاصة بالعامية : البطاركة الذين سبقوه كانت نيتهم صافية أما البطريرك ساكو نيتهُ عاطلة وهذه حقيقة مع كل الأسف أرجو أن تتقبلها.
تقبل خالص تحياتي
رابي جلال برنو
كلامك ليس صحيحا في كل الفترة التي هي غبطة البطرك لويس ساكو هو بطركا فيها. فهو ايضا يمتلك فترات كان فيها صريحا للغاية، وخاصة في بدايته، فهو كان حريص بان لا يقع في تناقضات. اعطيك البرهان:
عندما تعرض الى ابتزاز لغرض ان يتدخل في القومية، كان هو قد قال بشكل صريح للغاية لا يحوي ادنى كذب وانما فقط الحقيقة كما هي وخاصة اثناء تنصيبه كبطرك، حيث قال ما يلي "انا لا افهم في المواضيع القومية، فمهمتي كرجل الدين هي التبشير بالمسيحية لا غير" ، وهو كان في عدة مرات قد اشار بانه بالفعل لا يفهم اي شئ في القومية وبان الكنيسة ليس لها اي دور في المواضيع القومية.
وهو كان بالفعل محق في ذلك وهو كان يقول الحقيقة، لماذا؟ لانني انا ايضا لو لا الحركات الاشورية لما كنت قد فكرت في يوم من الايام بان اكتب في المواضيع القومية، فهي لم تكن في بالي في يوم من الايام. وما اقوله عن نفسي يشمل كل الاخرين الذين اليوم يصفون انفسهم بانهم قوميين كلدان، فهم ايضا بدون الحركات الاشورية لما كتبوا اي شئ عن الكلدانية، ولكن هؤلاء وضعيتهم هي اسواء، فماضي اغلبية من شارك في ساندييكو كان ماضي بعثي مشارك في التعريب.
وهؤلاء لم يهتموا اطلاقا في ان البطرك لا يكذب، وفي انه بالفعل لا يفهم ولا خبرة له في المجال القومي، ولهذا استمروا بالابتزاز، بعدها قرر البطرك تاسيس الرابطة الكلدانية، وتاسيسها ولد رد فعل عكسي لدى البعثين القدامى ولدى من كان والده مخبر يعبل لدى البعثيين، ولدى من كان عضو شعبة الخ، فهؤلاء الذين شاركو في ساندييكو اثبتوا بانهم ليسوا سوى مشعوذين، حيث وبشكل غريب جدا امتلكوا رد فعل عكسي من الرابطة الكلدانية وتمنوا لو انها تدمرت واختفت. وبعدها امتلك البطرك مواقف اخرى مثل مطالبته لمسعود البرزاني بتسجيل الكلدانية بشكل مستقل، ولكن المشعوذين مرة اخرى امتلكوا موقف عكسي فزاد ابتزازهم.
الملخص: البطرك مهما كان قد فعل ومهما كانت قراراته او افعاله فانه كان سيتعرض في كل الاحوال للابتزاز. فهؤلاء تربوا وترعرعوا في بيئة كان فيها حتى من كان والده مشعوذ.
بالنسبة لك يا رابي جلال فانت ستسال من جانب اخر وستقول لماذا البطرك يمتلك اذن كل هذه التناقضات والتي انت اشرت اليها، والجواب عليها بسيط وهو انه بنفسه كان قد قال الحقيقة بانه لا يفهم في المواضيع القومية ولا يمتلك خبرة فيها. اذ من يتدخل في مجال هو لا خبرة له فيه فالمفترض ان لا يتعجب احد عندما يقع في تناقضات.
ولكي اكون صريحا معك، فانا مثلا هناك العديدن يقولون بانهم معجبين بكتاباتي، ولكني لا امتلك خبرة في المجال القومي، من الصعب لي ان امتلك خبرة مثل رابي ابرم شبيرا او اشور كواركيس او تيري بطرس وغيرهم ... هل قرات مثلا بان رابي ميخائيل ممو كان يوزع منشورات اشورية في بغداد بعربانة؟ انا لا استطيع حتى ان اتصور باني سافعل ذلك....تصور اني التقيت بعائلة وهم كانوا مصرين على ارسال ابنتهم الى مدرسة بالاشورية وكانوا يعتبرون ذلك بانها الطريقة الوحيدة للدفاع عن الامة الاشورية. شخص اخر سيعتبر ذلك فقدان الابنة لمستقبلها...الموضوع ليس فقط خبرة وانما يتعلق بالايمان والتضحية...
المصيبة تكمن في ان ياتي مشعوذين انترنيتين يطالبون بان نعاملهم بالمساواة مع من يمتلك خبرة وايمان وتضحية.
اما من ناحية اللغة والطقوس، فالبطرك كان قد قال ايضا بان اليد الواحدة لا تصفق. وادعاء البعض بان منتسبي الكنيسة الكلدانية مهتمين بطقوسهم ولغتهم هو شئ مطالب بتقديم البرهان عليه.
هنا دعني اعيطك مثال انا رايته بنفسي: في بلد غربي، قمت بزيارة لمنطقة تحوي كنيسة كلدانية. هناك سمعت اشارات بان الكاهن فيها لا يحبذ كثيرا البطرك الحالي وبان علاقته غير جيدة معه، ولكن القداس كان مع ذلك بالعربي. بعد القداس كان هناك اكل مشترك. كنت انا قد جلست على طاولة، وبشكل لا يجلب الانتباه وبشكل اعتباطي تحدثت عن ضرورة ان يكون القداس باللغة الكلدانية والتقيد بالطقوس والتراتيل بالكلدانية... الكاهن كان بعيد عني ولم يكن على نفس الطاولة. الا انه وبعد نصف ساعة جاء الي وطلب مني بان انهض لانه يريد التحدث معي، فقال لي " ما تتحدث عنه هنا عبارة عن تطرف غير مقبول، وبان هناك من لا يجيد الكلدانية وبان لا ذنب لهم في ذلك" ، فسالته عن ما هي المناسبة ليتحدث هكذا معي، فقال لي بان شخص ما لا يريد ان يذكر اسمه اخبره بما انا تحدث عنه.
لذلك فان اختزال كل هذه المشكلة في شخص واحد وهو البطرك ليس بحل، وانما عبارة عن اختزال للمشكلة لا اكثر، اذ ان عقل الانسان مصمم ايضا في انه يبحث عن ما هو سهل وليس عن ما هو صعب، والسهل هو ربط كل المشكلة بشخص واحد.
انا هنا لست انتقد شخص واؤيد شخص، فبدون الطقوس واللغة فانه لن يكون هناك في المستقبل كنيسة كلدانية.
ولكن ما انا اشدد عليه هو ضرورة ذكر الحقائق كما هي وضرورة طرد المشعوذين من الذين شاركوا في ساندييكوا من المنتدى.