المحرر موضوع: ملحق المدى يستذكر الصحفي رفائيل بطي في عيد الصحافة العراقية  (زيارة 369 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37779
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ملحق المدى يستذكر الصحفي رفائيل بطي في عيد الصحافة العراقية
عنكاوا كوم-خاص
اصدى ملحق ذاكرة عراقية الذي تصدره صحيفة المدى صباح كل يوم اثنين للشخصية الصحفية المعروفة رفائيل بطي بمناسبة حلول الذكرى 154  على صدور اول صحيفة عراقية حيث يحتفل الصحفيون في العراق بعيد الصحافة بهذه المناسبة  وتحت عنوان(في عيد الصحافة العراقية لا تنسوا رفائيل بطي) كتب اكرم  الشيخ مهدي مقلد مقالا موسعا استذكر فيه محطات من سيرة بطي وفيما يلي نص المقال :
في عيد الصحافة العراقية لا تنسوا رفائيل بطي
اكرم الشيخ مهدي مقلد
 
في عام 1956 استأثر الموت بواحد من ابرز رواد الصحافة العراقية في بلاد الرافدين هو المرحوم"رفائيل بطي"وظهرت صفحة سينما الحياة التي كان يحررها الفقيد في جريدته (البلاد)خالية من المواضيع خلا صورة الفقيد الذي ولد في الموصل العام 1901 وبيتين من الشعر لصديق الفقيد الشاعر مهدي مقلد يرثي بها صديقه يقول فيها.
 
سنما الحياة حرمت من قلم اذا ما جال كان الصارم المسلولا
 
فأبك عليه بكاء ثاكلة الى يوم يرد القبر رفائيلا
 
في العام (1901) كانت الموصل على موعد مع ولادة رفائيل بطي احد اشهر رواد الصحافة في العراق وهو واحد من بضعة اعلام تميزوا في هذا المضمار الحديث بالنسبة الى ذلك العصر كان من بينهم كذلك رزوق غنام صاحب جريدة العراق"وجيران مكلون"صاحب جريدة الاخبار"وتوفيق السمعاني""جريدة الزمان"وحسين الرحال والجواهري الكبير والاب انستاس الكرملي والى غيرهم من اعلام الصحافة.
 
وتذكر المجالس الادبية ان من ابرز روادها كان رفائيل بطي، وخصوصا تردده على مجلس الاب انستاس ماري الكرملي والمشهور بأسم"مجلس الجمعة"ان حبه للصحافة وكفاحه المستمر من اجل تحقيق هدفه المتمثل باصدار صحيفة كل ذلك كان عاملا جديا دفعه لاصدار صحيفة البلاد العام 1929. والتي استمرت على الصدور مدة سبعة وعشرين عاما كانت البلاد فيها مدرسة جديدة في عالم الصحافة مبدعة وخلاقة والبلاد اول جريدة عراقية ادخلت ما يعرف" باللايتوتيب" في طباعة الصحف.
 
وفي العام 1953 استوزر وزيرا للدعاية والاعلام وزخرت حياته الثقافية بالكثير من الاصدارات والمقالات والبحوث منها الادب العصري في العراق 1923، ومؤلفه امين الريحاني العام 1923 كذلك مطبوعه القيم الصحافة في العراق / القاهرة 1955.
 
لقد خلف رفائيل بطي بعد وفاته مخطوطات صور فيها بعض مراحل حياته جمعها وحققها بعد وفاته ابنه النبيل كبقية انجال رفائيل"الدكتور فائق بطي"وهو كذلك كاتب ومؤرخ ومن اثاره المتعددة الصحافة العراقية ميلادها، تطورها عام 1961، صحافة العراق تاريخها وكفاح اجيالها عام 1968، صحافة الاحزاب.. لقد انجز الدستور فائق تراث والده من المخطوط على شكل مذكرات سماها"ذاكرة عراقية"تقع في تسعمائة صفحة، وتتضمن هذه المذكرات آراء صريحة وجريئة في احداث عاشها وشخوص عاصرهم عربيا وعراقيا وثقافيا وسياسيا. كل ذلك في مذكرات رفائيل بطي.. تتكون ذاكرة رفائيل بطي من ستة عشر فصلا. من الضروري ان نوجز ما جاء بهذه الفصول ليلم القارىء العزيز الماماً سريعا بمحتوى هذه المذكرات.
 
يبدأ مذكراته بالحديث عن طفولته المعذبة وما عاناه في شبابه من عوز وحاجة.
 
تلك هي الموصل ايام المجاعة المعروفة يتحدث عن البدايات الاولى لعمله في الصحافة. فيقرر ان عمله في جريدة العراق لصاحبها"رزوق غنام"عام 1920 كان له اثره الواضح في صقل موهبته الادبية والصحفية كذلك من هنا كان حلمه في اصدار جريدة تحمل"اسم البلاد"وما رافق ذلك المشروع من مشكلات مع رجال السلطة وفي العام 1929 صدرت البلاد ونمضي سوية مع رفائيل بطي منتقلين معه من معتقل الى آخر من كويسنجق الى العمارة، وهكذا هو حال المناضلين الاحرار في سبيل ما يعتقدونه من آراء ومبادىء هدفها الوطن والشعب ويتطرق الى بدايات تدخل العسكر بالسياسة مع انقلاب"بكر صدقي"العام 1936.
 
حيث يتناول الوضع السياسي واسباب الانقلاب كذلك يؤرخ لما يعرف بظهور"المربع الذهبي"كتلة الضباط القوميين"صلاح الدين الصباغ وجماعته"ويتناول اسرار قادة حركة رشيد عالي الكيلاني"كما يتناول الحركة القومية العربية ممثلة بنواديها وعلى وجه الخصوص "نادي المثنى" والدور الذي لعبه في بث الوعي القومي.
 
ويتحدث كذلك في هذه الذاكرة العراقية عن شخصيات سياسية عاصرها مثل شخصية الملك غازي، وجميل المدفعي ونوري السعيد وعزيز علي الباشا المصري وغيرهم.
 
ولا ينسى في معترك الاحداث هذه دوره كنائب للمسيحيين في الموصل والبصرة بين الاعوام 1935 ــ 1953. وهو يرسم صورة قلمية لمشاهير عراقيين وعرب عاصرهم وعرف بعض اسرارهم كذلك يروي ان ضنك العيش الذي صادفه في حياته دفعه الى ان يبيع مكتبته سبع مرات ليسد بثمنها قوت عائلته.
 
واخيرا فان في هذه المذكرات يطرح آراء تتسم بالجرأة والصراحة وهي تنم باسلوبها عن ثقافة عالية وحس ادبي رفيع.
 
وفي ذكرى اربعين رفائيل بطي شكلت وزارة المعارف العراقية لجنة لاحياء ذكرى هذا المبدع العصامي تألفت من كل من الاساتذة:
 
1 ــــ معالي وزير المعارف خليل كنه
 
2ـــ مصطفى جواد
 
3ـــ مصطفى علي
 
4ـــ الشيخ مهدي مقلد
 
5ـــ عبد الرزاق محي الدين
 
6ـــ اسماعيل الغانم
 
7ـــ يعقوب سركيس
 
8ـــ مصطفى علي
 
جاء في جريدة البلاد الغراء العدد 4631 في 23/4/1956 تحت عنوان "طوبى ياقبر".
 
في شدة المصاب الاليم والحزن الممض فاضت قريحة الشاعر الكبير الاستاذ مهدي مقلد المحامي بهذه الابيات فانشدها على قبر فقيد"البلاد"المرحوم رفائيل بطي حين لف الثرى جثمانه في حفرة عميقة وهذه الابيات، ان هي الا دموع الاخاء ولكن من در منثور.
 
كنت في دولة البيان العلي علما في نبوغك الادبي
 
كنت نايا وكم على الناي غنى غرد الطير في انين شجي
 
وانين الطير الهتوف شبيه بالتلاحين في زبور نبي
 
يتلألأ النبوغ مذ كنت طفلا يافعا في شبابك العبقري
 
وجلال النهى يدل على المرء وان كان في صباه الطري
 
وترسلت في البيان فاضحى لك يروى في العالم العربي
 
ثم يمضي في القصيدة:
 
واعتقال اثر اعتقال ونفي بعد نفي ومنزع قوي
 
واخاء ما مال يوما عن العهد ولا خان بالصديق الوفي
 
وسجايا تنم عن كرم الاصل وخلق مبارك ورضي
 
وابتعاد عن كل ضيم ومن ذا يرتضيه غير البليد الغبي
 
والارتفاع عن كل حقد ولكن يأخذ الثأر في يراع حمي
 
ونعاه النعاة صبحا ففاض الدمع من مقلة العراقي الابي
 
فيك صناجة البيان فطوبى لك يا قبر بالفتى الالمعي
 
رفائيل جسدك قد فنى لاشك في الامر، ولكن روحك لم تزل حيا تحوم فوق العراق الذي احببت، وكل عام تحتفل في الصحافة العراق بعيدها انت تحتل الصدارة منها..وتحية النجباء من اولادك الاموات والاحياء بديع وكمال وفائق الذين ساروا على دربك صعدا في طريق الوطنية وحب العراق.
 

أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية