المحرر موضوع: نظرة من فتحة مفتاح الباب على المؤتمر العاشر للحركة الديموقراطية الآشورية (زوعا) 25 – 26 أيار 2023  (زيارة 2009 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أبرم شبيرا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 396
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نظرة من فتحة مفتاح الباب على:
-------------------

المؤتمر العاشر للحركة الديموقراطية الآشورية (زوعا) 25 – 26 أيار 2023
 ألقوش  - سهل نينوى
===============================================================
أبرم شبيرا

توضيح:
-----
قبل الدخول في صلب الموضوع، أود أن اعيد توضيح القصد من "نظرة من فتحة مفتاح الباب" بأنه ليس بمفهوم التصنت وإستقراء النظر وحب الفضول، بل هو مشاهدة ما توفره لنا هذه الفتحة من فسحة ضيقة للإستدلال ببعض المعلومات عن المؤتمر العاشر لزوعا التي توفرت لنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي والبيان الرسمي الصادر من قبل زوعا بخصوص هذا المؤتمر وكذلك من خلال الإتصال ببعض الأصدقاء المعنيين بهذا الموضوع. أي بما معناه بأنها لم تكن معلومات مباشرة من مصدرها الأولي بل جاءت عبر وسائل أخرى والتي يمكن إعتبارها موثوقة بالقدر الذي تصلح للبحث والدراسة  والتحليل عن أهم وأكبر حزب سياسي في تاريخنا القومي المعاصر ومقارنتها بالمؤتمر التاسع الذي سبقه في عام 2022 في نوهدرا والوصول إلى بعض الإستنتاجات التي قد تكون إيجابية أو سلبية، وهذا أمر طبيعي جدا عندما يكون الباحث متسلحاً بالموضوعية وبعيدا عن المواربة والمجاملة والتربيت على الأكتاف، وهي الإستنتاجات التي بإيجابيتها وبسلبيتها أمر يهمني كثيرا ليس بسبب شغفي وخلفيتي الإكاديمية في المسائل السياسية بل في إهتمامي وإيماني الرصين والعميق بأن الأمة التي لا توجد فيها أحزاب سياسية نشطة وفاعلة بكل معنى الكلمة فإنه لا محال فإرادة هذه الأمة ستكون مرهونة بإرادة الأمم الأخرى.

لماذا المؤتمر العاشر؟:
------------

المؤتمر العام السابق لزوعا، أي التاسع أنعقد للفترة من 8 – 11 نيسان 2022 في نوهدرا وحضرته كضيف في اليوم الأول للمؤتمر وقد سبق وأن كتبنا عن مشاهداتنا عنه ونشر في موقع عنكاوه بتاريخ 15.04.2022. ومن الطبيعي أن يليه تسلسلياً المؤتمر العاشر. ولكن لو أمعنا النظر في البرنامج السياسي والنظام الداخلي لزوعا وتحديدا الصادر من قبل المؤتمر التاسع نقرأ في المادة (22) منه الخاصة بالمؤتمر العام بأن إنعقاده هو كل ثلاث سنوات ولكن أنعقد المؤتمر العاشر بعد سنة و شهرين تقريبا من تاريخ إنعقاد المؤتمر التاسع. وكان في السابق، ومنذ المؤتمر الثاني (14-19 أيار1997 – دهوك) ينعقد كل أربع سنوات (الفقرة 1 من المادة 21) من النظام الداخلي السابق. ولكن هناك إجراء في معظم الأحزاب السياسية بأنه في حالة نشوء حالة طارئة أو تجدد وضعية خاصة مهمة ومصيرية للحزب ويستوجب البحث والمناقشة فيها وعدم الإنتظار لإنقضاء المدة المقرر بين المؤتمرين، ينعقد الحزب مؤتمر إستثنائي لغرض إتخاذ قرارات بشأن هذه الأمور المستعجلة. ولكن في بعض الحالات التي يصعب إنعقاد مؤتمر عام إستثنائي بسبب صعوبة حظور العدد المطلوب للمندوبين للمؤتمر الإستثنائي وبناءأ على دعوة المكتب السياسي للحزب ينعقد إجتماع موسع سنوياً يتكون من أعضاء اللجنة المركزية الأصليين والإحتياط ومرشحي اللجنة المركزية ومندوبين منتخبين من هيئات الفروع والمكاتب، كما جاء في الفقرة (أ) من المادة (20) -الإجتماع الموسع - من النظام الداخلي للمؤتمر التاسع. ومن مهمات هذا الإجتماع الموسع هو تأجيل إنعقاد المؤتمر العام في الظروف الإستثنائية وكذلك الدعوة لإنعقاد مؤتمر إستثنائي عندما لا يكون المؤتمر العام مستحقا للإنعقاد بعد 3 سنوات من المؤتمر السابق (الفقرة ب: 1 و 2 من  نفس المادة للنظام الداخلي). كما وحسب المادة (21) من نفس النظام الداخلي، في حالة حدوث تطورات هامة في الوضع السياسي يحق لثلثي أعضاء اللجنة المركزية لزوعا أو ثلثي الكادر المتقدم دعوة لإنعقاد مؤتمر مصغر في منتصف الدورة بين مؤتمرين عاميين وذلك عندما يتعذر عقد المؤتمر العام.
ولكن من الملاحظ بأن زوعا قد تجاوز كل هذه الإجراءات التنظيمية وعقد مؤتمره العام العاشر رغم عدم إستحقاقه في موعده المقرر حسب النظام الداخلي. فقد جاء في البيان الذي نشر في موقع (zowwa.org) ما يلي: تحت شعار (الوحدة الفكرية ورصانة التنظيم لمواجهة التحديات وتحقيق المطالب الوطنية والقومية) عقدت الحركة الديموقراطية الآشورية – زوعا – مؤتمرها العاشر في ألقوش – سهل نينوى، للفترة من 25 – 26 أيار 2023، بمشاركة أكثر من 250 مندوبة ومندوب من جميع فروع الحركة في الوطن والقواطع في المهجر...). ويظهر بأن عدد الحضور أرتفع قبل أجراء البدء بأجراءات إنتخاب السكرتير. وهذا تأكيد مطلق بأنه بهذا الحضور الكبير هو مؤتمر عام العاشر في سلسلة مؤتمرات زوعا وليس إجتماع موسع ولا مؤتمر مصغر. إذن من  هنا وخلال تحليلنا لهذا التجاوز واللجوء إلى المؤتمر العام وبهذا الحضور الكبير للمندوبين لا يعني إلا كون في أجندته مسائل هامة وخطيرة كان يستوجبها المناقشة والوصول إلى قرارات وإعطاءها قوة فاعلة ومؤثرة من قبل الحضور الكبير للمندوبين ومن دون الإنتظار للفترة المقررة نظامياً ( 3 سنوات) لإنعقاد المؤتمر العام والذي كما هو معروف بأنه يمثل، أي المؤتمر العام، أعلى هيئة في الحزب. وهذا ما تجلى وبكل وضوح في قرارات المؤتمر ومنها إنتخاب السكرتير العام للحركة. من هذا المنطلق كان يجب أن يسمى المؤتمر بـ "المؤتمر الإستثنائي" وليس العاشر وأن لا يحسب ضمن تسلسل المؤتمرات العامة لزوعا، أو بالأحرى كان يمكن أن يسمى بـ "المؤتمر العاشر الإستثنائي". ولكن مع هذا، طالما المؤتمر نجح في تحقيق أجندته فأن تسلسل المؤتمر في كونه العاشر ليس بأمر مهم في سياق تحقيق هذه الأجندة رغم تجاوزه للنظام الداخلي. ومن هنا لا ندري متى سينعقد المؤتمر القادم، أفهل سينعقد بعد سنة ونصف السنة أم بعد ثلاثة سنوات؟.

السكرتير العام بين إنتخابه وإختياره:
---------------------

قد لاتسمح لنا فتحة مفتاح الباب أن نؤكد ما لا نعرفه عن أجندة المؤتمر إلا أنه يمكن الإستنتاج من خلال الإستعجال لإنعقاد المؤتمر قبل إستحقاقه ومن هذا الحضور الكبير للمؤتمر، ومنهم مندوبين من بلدان المهجر، وإنعقاده خلال يومين فقط، وهي أيام قليلة في مقارنة مع المؤتمرات السابقة، بأن موضوع إنتخاب السكرتير العام كان أهم المهمات في الأجندة إن لم يكن الوحيد وما أعقبه من إنتخاب أعضاء اللجنة المركزية وغيرها من الهيئات. والأمر الذي أشعل هذه الأهمية هو التصريح الذي كان قد أعلنه السيد يونادم كنًا بعد أن أعيد إختياره لمنصب السكرتير العام في المؤتمر التاسع 2022، مؤكداً بأن بقائه في هذا المنصب سيكون مؤقتا وستشكل مرحلة إنتقالية على مستوى رأس الحركة. وعلى أساس هذه الأهمية، كانت هناك تباشير تتطاير في الأجواء السياسية عند المعنيين بالأمر وظهر بأنه كان الشغل الشاغل للمندوبين ينصب حول إحتمالية ترشح أكثر من عضو واحد للمنصب ومن ثم إنتخاب سكرتير عام جديد.  ففي بيان زوعا السالف الذكر عن المؤتمر جاء فيه بأنه "في فقرة أجراء الإنتخابات لإخيتار السكرتير العام .... رشح الرفاق يونادم كنًا ويعقوب كوركيس لمنصب السكرتير العام، وفاز الرفيق يعقوب كوركيس بفارق بسيط بعد إنسحاب الرفيق يونادم كنًا من خوض الجولة الثانية من الإنتخابات، ليتولى الرفيق يعقوب كوركيس مهام السكرتارية العامة لقيادة الحركة الديموقراطية الآشورية خلال الفترة القادمة ...." وكانت هناك أسماء أخرى قد طرحت للترشيح غير أن الأمر في نهاية المطاف كان قد أقتصر على السيدين يونادم كنُا و يعقوب كوركيس. لنا ملاحظتنا بهذا الصدد، منها:
أولا: على الرغم من أن السيد يونادم كنًا كان قد أعلن في المؤتمر التاسع بأن بقائه كسكرتير عام لزوعا سيكون مؤقتا وستشكل مرحلة إنتقالية، وهو الأمر الذي أكده لي شخصياً مراراً وتكرارا ومنذ سنوات وحتى في المؤتمر التاسع عن رغبته في ترك منصب السكرتير العام عندما يحين الوقت بذلك وتتهيء الأجواء والأمكانيات للغير لكي يتولى المهمة، وبصراحة كنًا شخصياً نؤيده بذلك. إلا أنه رشح نفسه للمنصب في المؤتمر العاشر ومن المؤكد بأنه كان له مبرراته لترشيح نفسه ربما معتقدا بأن الأجواء غير مهيئة للتغير. مبررات لا تسمح لنا  فتحة مفتاح الباب الضيقة معرفتها بحذافيرها ولكن بقلتها القليلة يمكن أن تكون هذه المبررات إختلافه في السياسة العامة لزوعا مع غيره من المرشحين وليس في أمكانياتهم وقدراتهم. مع هذا، فإن الإعتبارات الحزبية الداخلية والشخصية والأخلاقية تمنعنا من التطرق إليها ونشرها حتى بقلتها لكونها تدخل ضمن نطاق حزبي وشخصي وغير مؤكدة لنشرها. 
ثانيا: جاء في الفقرة (6) من مهام وصلاحيات المؤتمر من المادة (22) الخاصة بالمؤتمر العام من البرنامج  السياسي والنظام الداخلي المقر من قبل المؤتمر العام التاسع، بأن من صلاحية المؤتمر العام هو إنتخاب السكرتير العام لزوعا ولكن غاب عن هذه الفقرة نسبة الأصوات المقترعة المطلوبة ليفوز المرشح بمنصب السكرتير العام ولا هناك إشارة إلى إعادة الإقتراع في جولة ثانية لتقرير الفائز بالمنصب.  فالمعلومات الشحيحة التي وفرتها لنا فتحة مفتاح الباب تبين لنا بأن المندوبين كانوا قد أدركوا هذه الثغرة في إجراءات التصويت والنسبة المطلوبة للفوز بالمنصب وأصبحت من الضروري معالجتها وإضفاء عليها وزناً ديموقراطيا أكثر خاصة وأن الأجواء كانت توحي بأن المنافسة ستشتد بين المرشحين للمنصب. شكرا لفتحة مفتاح الباب التي أتاحت لنا أن نعرف بأنه تم تعديل الفقرة الخاصة بالسكرتير العام تحت المادة (18) ليكون إنتخاب السكرتير العام بالأغلبية المطلقة أي 50 + 1 من المقترعين وفي حالة عدم حصول أي من المرشحين لهذه الأغلبية سيتم اللجوء إلى الجولة الثانية من الإنتخاب لتقرير الفائز بأكثرية الأصوات مهما كانت نسبتها. كما أنعمت علينا فتحة مفتاح الباب لتبين لنا بأن السيد يعقوب كوركيس قد حصل على 123 صوت في حين حصل السيد يونادم كنًا على 120 من أصوات المقترعين والبالغ عددهم 253، وكانت هناك أوراق باطلة بسبب عدم إلتزامها بالإجراءات والأصول المتبعة في ورقة الإقتراع. أي بهذ المعنى لم يحصل أي واحد منهم على الأغلبية المطلقة 50 +1 وهي 127 صوت حيث كان السيد يعقوب كوركيس بحاجة إلى 4 أصوات ليحصل الأغلبية والسيد يونادم كنًا إلى 7 أصواب مما تتطلب الأمر إلى أجراء جولة ثانية لحسم الأمر. غير أن السيد يونادم كنًا أعلن إنسحابه وعدم خوض الجولة الثانية وبالتالي يكون السيد يعقوب قد حصل على المنصب بالتزكية.
ثالثاً: في معظم الإنتخابات سواء أكانت حكومية أم برلمانية أم حزبية أو إنتخابات أية جمعية أو منظمة أو مؤسسة فإن قوتها والإهتمام بهذه الإنتخابات تنعكس من خلال نسبة المقترعين المؤهلين للتصويت. ففي بعض الإنتخابات نسمع بأن نسبة  المصوتين كانت 35% (مثلا) من مجموع المؤهلين للتصويت أو تكون النسبة أكثر من 50% . وهكذا، كلما تصاعدـت نسبة المقترعين فهذا يعني تصاعد إهتمامهم بالإنتخابات وبمواضيعها. والعكس صحيح أيضا، فكلما قلت نسبة المقترعين فهذا دليل على قلت إهتمام المقترعين بالإنتخابات وبمواضيها. وطبقا لهذه المعادلة نرى بأن نسبة المقترعين في إنتخاب السكرتير العام لزوعا في المؤتمر العاشر شارفت على 100%  مما يدل على الأهمية القصوى لهذا الموضوع لدى مندوبي المؤتمر، وتأكد هذا من مجريات إنتخاب السكرتير العام.
رابعاً: هناك بعض المصطلحات المستخدمة في الإنتخابات سواء الحزبية أو الحكومية أو البرلمانية، واهمها التي تعنينا في هذا السياق هو " الفوز" ، كأن نقول فاز فلان بمنصب السكرتير العام. و"التزكية"، كأن نقول حصل فلان بمنصب السكرتير العام بالتزكية.  الفوز بمنصب معين لا يتم إلا بالمنافسة بين المرشحين وبالإنتخاب والتصويت وبالتالي فوز أحدهم بالأكثرية المطلوبة. أما التزكية فهو الحصول على المنصب من دون وجود أكثر من مرشح واحد، أي بدون منافسة وإنتخاب. ولكن في كلا الحاليتين لهما دلالات ديموقراطية، إلا أن ضمن ظروف خاصة ومعينة يمكن أعتبار الفوز بالإنتخاب شكليا وإجرائياً أكثر ديموقراطية من التزكية غير أنه مع هذا من حيث الجوهر والمضمون فإن كلاهما شكلا من أشكال الممارسة الديموقراطية طالما تعبر عن إرادة الأغلبية. أي بهذا المعنى نقول بأن السيد يعقوب كوركيس فاز في الجولة الأولى بانتخابه بأكثرية الأصوات وإن لم تؤهله للمنصب، وأنه حصل على المنصب بالتزكية في الجولة الثانية وإن لم يتم الإقتراع عليه ولكن في كلا الحالتين هو إجراء ديموقراطي صحيح. هنا أقتضى الأمر فقط للتوضيح وإستخدام المصطلحات الصحيحة في هذا السياق.
خامساً: بإختصار شديد، نستشف من إنتخاب السكرتير العام لزوعا في المؤتمر العاشر، مايلي:
1)   المستوى العالي للوعي السياسي والديموقراطي للمندوبين وقبول ترشيح أكثر من واحد لمنصب السكرتير العام ومتابعة الإجراءات الأصولية بهذا الشأن في إنتخاب أحدهم وبالتالي ظهور رغبة المندوبين في تغيير قمة الهرم التنظيمي لزوعا.
2)   حصول المتنافسين الأستاذين يونادم كنًا ويعقوب كوركيس على أصوات متقاربة جداً دليل على أنه لا يزال السيد يونادم كنُا يتمتع بشعبية مقبولة وبالمقابل نرى بأن حصول السيد يعقوب كوركيس على أصوات بنسبة قليلة جدا عن السيد يونادم، يؤكد على رغبة زوعا في التغيير والتجديد  وأن هناك من هو مقبولا من قبل المندبون ليحل محل السيد يونادم كنًا بعد عهد طويل. ولكن في هذا التقارب في الأصوات لدرجة الوصول إلى النصف تقريباً لكل مرشح تكمن خطورة الإنقسام في الحركة فيما إذا لم يتوفر الوعي الراقي لأعضاء زوعا لفهم هذه الحالة فهماً ديموقراطياً  فأنه لا محال من ترتب على ذلك نتائج سلبية أقلها خروج أو ترك بعض الأعضاء الموالين للسيد يونادم من التنظيم أو أرتكانهم إلى زاوية مهملة وغير نشطة.
3)   إنسحاب السيد يونادم كنًا وعدم خوض الجولة الثانية وترك الأمر للسيد يعقوب كوركيس ليكون السكرتير العام لزوعا بدلا عنه، حالة فريدة ونادرة جداً وتعبير عن شجاعته لتحويل مساره النضالي والزعاوي الطويل كسكرتير عام لزوعا نحو رفيقه في النضال. حالة فريدة ونادرة جداً ليس لدى أحزابنا السياسية فحسب بل لدى الأحزاب العراقية قاطبة عربية أكانت أم كردية أم تركمانية، لا بل حالة فريدة ونادرة جداً حتى لدى الأحزاب العربية والحكومات. لماذا؟ التاريخ السياسي لمنطقة الشرق الأوسط وتحديداً الدول العربية وبعضها إسلامية ومنها العراق، يبين لنا وبكل وضوح بأنه عندما يرشح رئيس حزب سياسي لمنصب رئاسة الحزب مهما كان عدد المرشحون وأمكانياتهم فأنه لا محال يجب أن يفوز بالمنصب بأية طريقة كانت. والحالة أكثر وضوحاً عند ترشيح رئيس وزراء أو رئيس جمهورية لدولة عربية أو شرق أوسطية فلا بد أن يفوز ضد منافسيه مهما كان عددهم وإمكانياتهم وإخلاصهم لدولتهم. هذه القاعدة العامة قد تكون لها إستثناءات بسبب تدخل عوامل مؤثرة داخلية وخارجية، ولكن كقاعدة عامة هي شكل من أشكال الديكتاتورية المتسترة بإنتخابات شكلية ولكن في جوهرها هي بعيد كل البعد عن المفاهيم الديموقراطية الصحيحة في الإنتخابات النزيهة. إنطلاقاً من هذه القاعدة نعيد تأكيدنا بأن عدم خوض السيد يونادم كنُا الجولة الثانية فريدة من نوعها في المنطقة. 

سدساً: بين السكرتير العام العتيد والسكرتير العام الجديد:
----------------------------------

السكرتير العام العتيد: عرفت السكرتير العام العتيد السيد يونادم كنًا منذ نصف قرن تقريباً. وخلال الثلثين الأخيرين من هذا الزمن عرفته أثناء وخلال فترة تأسيس زوعا سواء كأحد مؤسسيه أو كادره المتقدم أو سكرتيره العام، عرفته بهذه الصفات وليس بصفته الشخصية، لهذا أقول بأن هذه السطور عنه هي بصفته "الزوعاوية" وليست بصفته الشخصية. عرفته بكل إيجابياته وسلبياته وبكل أنجازاته وإخفاقاته وبكل نجاحاته وفشله وبكل ديموقراطيته وتسلطه وبكل إجتماعيته وفرديته وبكل آشوريته وعراقية. عرفته من خلال كل هذه الصفات "الزوعاويه" حتى يمكن القول بأنه سياسي مخضرم ومحنك من الدرجة الأولى ليس على المستوى القومي بل على المستوى العراقي أيضا. ومشاهدة بعض اللقاءات التي أجريت معه وسائل الإعلام العراقية والعربية تثبت ذلك ومن خلال تحليلاته للوضع السياسي العام وشجاعته في نقد النظام الفاسد في العراق. وحتى أكون شاهدا على ما أقوله، كان قبل، أقل أو أكثر، من عقد من الزمن انعقد إجتماع في القنصلية العراقية في دبي لممثلي القوى السياسية والقومية العراقية القادمون من العراق، من شيعية وسنية وعربية وكردية وتركمانية وإيزيدية ومندائية وآشورية/مسيحية والتي مثلها السيد يونادم كنًا. تركز موضوع الإجتماع حول ضرورة المصالحة بين كل هذه القوى. ألقى كل واحد من ممثلي هذه القوى كلمته والتي لم تثير إهتمام العدد الكبير من الحاضرين، لا بل أشمئز الكثير منهم من معظم الكلمات وتعالت صحياتهم الإحتجاجية لأنها كانت خطب طائفية وتحزبية وعنصرية بعيدة عن أي ملامح وطنية عراقية هادفة للمصالحة، لا البعض منها ومن دون خجل كان قد أعلن جهاراً ونهارا تبعيتهما لدول أخرى. وعندما جاء دور السيد يونادم، وكان آخرهم،  للإلقاء كلمته لم يستطيع التواصل والإستمرار بها بسبب تعال الهتافات وصيحات الإعجاب والتأييد والتصفيق المستمر من جميع الحاضرين. وكان حاضرا معي ثلاثة من الأصدقاء الآشوريين، والبقية تجاوزوا المئتين من مختلف القوميات والجهات السياسية. وخلال كلمته وهتافات الإعجاب تتعالى سمعنا من أحد الحاضرين الجالس أمامنا يقول من شدة إعجابه وتأثره بكلام السيد يونادم: "هذا هو الكلام الوطني العراقي الشريف وليس الطُرهات والخزعبلات التي قالها الآخرون"
 
معاً عام 1995 في أربإئيلو وقبل أن يغزو الشيب رأسنا
--------------------------------------

هنا وحتى نفهم زوعا فكرياً وسياسيا وواقعيا وبالمفهوم السياسي للحزب، نؤكد القول بأنه ليس معبد نتعبد فيه. فزوعا حزب سياسي قد ينجح ويخفق في مسيرته خاصة عندما تطول هذه المسيرة ضمن تحديات خطيرة، وإلا لا يمكن إعتباره حزباً سياسيا لأن الحزب كما معروف هو فكر وممارسة وهذه الأخيرة طبيعياً تقوم على النجاحات والإخفاقات. وكذلك السيد يونادم كنًا كسياسي وسكرتير عام فهو ليس قديس لكي نركع أمامه ونُقبل يده، فحاله كحال أي سكرتير عام لحزب سياسي ترافقه نجاحات وإخفاقات وأخطاء لأنه بطبيعته إنسان معرض للأخطاء وإلا سيتجرد من إنسانيته ويصبح صنما لا روح فيه ولا نفس، ولكن الذي نعرفه وغيرنا يعرفه أكثر بأنه إنسان مفعم بالروح والنفس الطويل طيلة مسيرته الزوعاوية سواء أتفقنا معه أما لا، جعلته أن يكون سياسياً من الدرجة الأولى على المستوى القومي الآشوري والوطني العراقي. وهنا تنذكر المثل القائل (من لا يخطئ لا يفعل شيئاً).  فعلى هذا الأساس دأبت أن أكتب عن زوعا بكل نجاحاتها ليس مدحاً وتمشدقا بها بل قولا للحقيقة، وبكل إخفاقاتها ليس تهجماً وإهانة بل نقدا موضوعيا بناءا. والحالة نفسه كانت مع السيد يونادم كسكرتير عام لزوعا. كتبنا عن كل إنجازاته وإمكانياته وذلك قولا للحقيقة وكذلك عن كل فشله وإخفاقه وذلك نقداً بناءا. وهو الأمر الذي فهمه وتقبله  أكثرية قادة زوعا وليس معظمهم، نعم ليس معظمهم فهناك في قيادة زوعا، وهذا أمر طبيعي في كل الأحزاب، لهم عقول كرستالية تتكسر بسرعة من أي نقد بناء. وفي سياق هذا اقول: تذكرت عندما حضرت المؤتمر التاسع كضيف "ثقيل" على فكر بعض أعضاء قيادة زوعا حيث كانت الأخبار من إجتماع اللجنة المركزية قبل يوم أو أكثر من المؤتمر قد تسربت من خلال أحد الأعضاء الموثيقين بهم وقال لي بأن النقاش كان محتدما حول دعوتك كضيف للمؤتمر لأن بعض أعضاء اللجنة المركزية، ذو "العقول الكرستالية"  كانوا يرفضون رفضاً قاطعاً حضوري كضيف للمؤتمر. لماذا؟ لأنني أنتقد زوعا كثيرا!!! وعلى العكس من العقول الكرستالية، فالحالة مع السيد  يونادم كنًا وهو كسكرتير عام لزوعا قائمة على تفهمه وتقبله للنقد وفي أحيان أخرى عدم إتفاقه ورفضه لما أكتبه عنه، هي الحالة التي على أساسها قام الأحترام الصلد والثقة المتبادلة بيننا طيلة حياة زوعا المديدة لثلاثة عقود وأكثر.
السكرتير العام الجديد:
في معظم الأحيان نتعرف على أعضاء أو قادة حزب معين من خلال الحزب نفسه، تأسيسه وفكره ونظامه وأهدافه. وهكذا الحال مع زوعا. وحتى نتعرف على رجالاته كالسيد يونادم كنًا والسيد يعقوب كوركيس بإعتباره السكرتير العام الجديد لزوعا، علينا أن نتعرف عليهم من خلال زوعا نفسه. في مناسبة ما ذكرت بأنه يخطأ من يظن بأن الحركة الديمقراطية الآشورية ولدت بقرار من بعض الآشوريين الذين جلسوا على مائدة مستديرة وقرروا تأسيس الحركة. ويخطاً أكثر من يتصور بأنها ظهرت للوجود بإرادة فردية آشورية، ويبتعد أكثر فأكثر عن الحقيقة من يتوهم بأنها هي نتيجة عامل واحد معين أو ظرف محدد بحد ذاته فرض على روادها الأوائل وأجبرهم على تأسيس هذه  الحركة. فحتى نعرف كل الحقيقة من وراء ولادة هذا المولود  لابد من معرفة الأحوال التي غرزت بذرتها الأولى في تربة آشور والدماء التي روتها والتضحيات التي حرصتها حتى باتت يافعة ناشطة فارضة نفسها على الساحة السياسية باعتبارها المولود الشرعي للأمة الآشورية الذي ولد من خلايا وتنظيمات عديدة ألتصقت جميعها في جسم الحركة الديموقراطية الآشورية. صحيح أن الحركة الديمقراطية الآشورية قد أعلن ولادتها رسمياً في نيسان الربيع عام 1979، إلا أن هذه الولادة كانت نتيجة طبيعيــة جدا لمراحل تاريخية نضالية حبلت بها أمتنا الآشورية فتكون جنين زوعا في رحم الأمة  وألتصق بجدارها يتغذى من معاناتها وألامها فترات طويلة حتى نمت واكتملت فجاء نيسان الربيع والخلق والميلاد بشمسه الدافئة وعشبه الأخضر ليُحتضن المولود الجديد للأمة الآشورية في قماط بنفسجي، لون ميلاد الحياة وقوة الأيمان والتضحية، ويهرع به إلى معبد آشور لينال المعمودية القومية ويعلـن للملء في الثاني عشر من نيسان الربيع ولادة الابن الشرعي للأمة الآشورية في ظروف لم يعد فيها مخرج وخلاص لمعاناة هذه الأمة إلا من يمثلها عبر تنظيم سياسي ثوري يعتمد الخبرة السياسية والعلمية في عمله الواقعي القومي ونضاله الوطني. ضمن هذه الظروف في ولادة زوعا، نضجت وحبلت بأبناء برره ناضلوا وأستشهدوا من أجل القضية التي حملوها على أكتافهم. ضمن هذه الظروف يجب أن نفهم السكرتير الجديد لزوعا. أي بما معناه بأنه لم يأتي إلى هذا المنصب بقرار سياسي أو بعلاقته الشخصية أو عشائرية بهذا المتنفذ أو ذاك، بل جاءت ولادته كسكرتير عام لزوعا من خلال ولادة زوعا بمغاض الأمة ومعاناتها عبر سنين طويلة لم يكن من السهل إجتيازها إلا بإمكانيات نادرة وقابلة على مواجهة التحديات التي واجهة الأمة عبر تاريخها الطويل.
في عام 1991 تحولت زوعا من مرحلة النضال السلبي (Underground Straggle) إلى النضال الإيجابي، فظهرت مسيرة قطار زوعا على السطح محملة بحمولة من المسؤوليات الجديدة وببعض الإمتيازات المغرية التي وفرها تواجدها في الهياكل الرسمية كالبرلمان والوزارة. فكانت فرصة للبعض من أبناء شعبنا للقفز في القطار لعل قد تحصل على بعض من هذه الإمتيازات. غير أنه وعبر رحلة قطار زوعا تبين لهم بأن رحلتها طويلة وشاقة ملئها المصاعب والمشاكل والمعاناة لذلك ففي أول محطة لقطار زوعا أو ثانيها قفزوا منها ولم يعد يتحملوا مشق البقاء في القطار أطول مما يمكنه، خاصة بعد أن حصلوا على بعض من الإمتيازات التي وفرتها لهم ركوب قطار زوعا أو لم يحصلوا عليها إطلاقاً، فبقوا على قارعة الطريق يلومون ويلعنون قطار زوعا وركابها الصامدين فيها.
 
لقاء مع الشاب يعقوب كوركيس مسؤول إتحاد الطلبة والشبية الآشوري ومدير إذاعة آشور في دهوك -1995
---------------------------------------------------------

في عام 1991 كان الشاب يعقوب كوركيس من أحد ركاب قطار زوعا منذ محطتها الأولى وخلال رحلتها الشاقة التي تحملها أرتقى من مكان إلى أخر ومن دون أن يترك القطار رغم عبورها عبر محطات شاقة ومهلكة. ففي عام 1991 كان من مؤسسي إتحاد الطللبة والشبيبة الآشورية وفي عام 1992 عمل في مؤسسات زوعا الإعلامية كإذاعة آشور في نوهدرا للفترة من 1995 لغاية 1997 ثم في تلفزيون آشور في نوهدرا لغاية عام 1999، فمدير تحرير لسان حال زوعا (بهرا) لغاية 2004 ومدير البرامج السياسية ومديرا تنفيذيا و مدير عام لفضائية آشور حتى عام 2006. وكان إلتحاقه بصفوف زوعا عام 1991 حتى أنتخابه عضوا في اللجنة المركزية لزوعا عام 2006 وعضو المكتب السياسي منذ عام 2010 فرئيس قائمة الرافدين (الزوعاوية) في برلمان الإقليم للفترة من 2013 لغاية 2018، ونائب السكرتير العام منذ 2014 والذي أعيد إنتخابه كنائب للسكرتير العام السيد يونادم كنًا في المؤتمر التاسع 2022. حقاً قيل (من ثمارهم سوف تعرفهم).  ومنذ تلك الفترة لاحت في الأفق بوادر تؤكد بأنه سيكون السكرتير العام القادم، وبالفعل أصبح الآن يقود مسيرة قطار زوعا بعد تسلمه منصب السكرتير العام لزوعا. ونأمل أن يستفيد من خبرة وحنكة القائد السابق للقطار السيد يونادم كنًا وأن يكون السيد يونادم بمثابة إستاذ في هذا الشأن لتكتمل مسيرة القطار التي قادها لفترة طويلة... وهنا ومن باب الترفيه عن النفس من تعقيدات السياسة أتذكر المثل العراقي الشعبي القائل "الخلفة يصير أوسطه". 
 
سابعا: زوعا بين النظرية والتطبيق:
-------------------

 ضمن إحتفالات الأول من نيسان في نوهدرا لهذا العام 2023، شاركت في إلقاء محاضرة في المركز الثقافي الآشوري في نوهدرا في يوم الثاني من نيسان وتحت عنوان "الأحزاب السياسية الآشورية بين النظرية والتطبيق". وفيها ذكرت بأنه نظرياً العناصر التي يتشكل منها الحزب السياسي، هي (1) عدد معين من الناس و (2) الفكر أو الأيديولوجيا و (3) التنظيم و (4) السعي او المحاولة للوصول إلى السلطة، سواء أكانت رسمية قانونية أو شعبية، لغرض تحقيق فكره وأهدافه. وتقرباً من واقع أحزابنا السياسية ركزت على الأثنين من هذه العناصر وهما الأول (عدد معين من الناس) والثاني (التنظيم).  بالنسبة للأول، رغم أن النظرية لم تحدد هذا العدد ولكن من المؤكد بأن شخص واحد لا يمكن أن يؤسس حزب لوحده. لهذا يستوجب وجود عدد معين من الناس وأن يكون عددهم يكفي لإشغال الوحدات أو الهياكل التنظيمة (خلية، منظمة، فرع، لجنة مركزية، مكتب سياسي وهكذا)  لنظامه الداخلي. أما بالنسبة للثاني، أي التنظيم، أكدنا بأنه لا يكفي أن تكون الهياكل التنظيمية على الورق فقط، أي ذكرها في النظام الداخلي، بل أن تكون فعلا موجودة في الحقيقة وعلى أرض الواقع متجسدة في أعضاء الحزب. وبعد شرح مفصل ومداخلات من الحاضرين تبين لنا من خلال هذه الأسس النظرية بأن زوعا ومطكستا يمكن إعتبارهما حزباً سياسيا بكل معنى الكلمة.
وهنا يأتي كلا المؤتمرين لزوعا التاسع والعاشر تأكيدا على ما ذكرناه في المحاضرة وبالتحديد فيما يخص العدد المطلوب والضروري لوجود الحزب بالمعنى الكامل له. حيث كان الحضور أكثر من 250 عضو منتدب في كلا المؤتمرين تأكيداً مطلقاً لوجود هذا العنصر في زوعا، وإذا تمكنا من تخمين بان كل مندوب كان يمثل 5 أعضاء في زوعا إذن على أقل هناك إحتمال أن يكون عدد أعضاء زوعا أكثر من 1000 عضو. أما بالنسبة للعنصر الثاني، أي التنظيم في تكوين الحزب، فمن خلال متابعتي وملاحظاتي عن سلسلة المؤتمرات العام التي عقدتها زوعا منذ التأسيس وحتى العاشر منها يتأكد لنا بأن هذا العنصر متوفر في زوعا خاصة عندما نعلم بأن المؤتمر العام لأي حزب سياسي هو أعلى هيئة في الحزب لا بل من خلاله يظهر مدى قوته، وبهذه الحالة يمكن قياس قوة زوعا مقارنة مع بقية الأحزاب.
هنا أطلب، لا بل أسأل وأتوسل من القارئ اللبيب أن يبلغني فيما إذا يعرف أي حزب من أحزابنا السياسية تتوفر فيه هذه الأسس الأربعة، وتحديدا الأساس الأول (العدد المطلوب من الناس) وكذلك الأساس الثاني (التنظيم) عن إنعقاد مؤتمره العام، فعلى الفور سأذهب وأطرق باب هذا الحزب راجياً منه أن يزودنا ببعض من هذه الأسس حتى نبحث فيها وندرسها لتكون فائدة له ولجميع أبناء شعبنا في معرفة أحزابه السياسية الحقيقية ويعرف الوسائل التي من خلالها يمكن تحقيق الأهداف القومية لأمتنا.
وأخيرا أقول:
ليس أحد أشد صمماً من أولئك الذين لا يريدون أن يسمعوا...
و ليس أحد أشد عمى من أولئك الذين لا يريدون أن يبصروا

غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4986
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي ابرم شبيرا
شلاما
ان نجاح القائد الجديد يجب ان يكون (خلفة يصير  احسن من الاوسطه)  وليس كما كتبت يصير اوسطه
وان يكون القايد الجديد مستقلا بشخصيته القيادية وان لا يكون مجرد دمية سياسية بيد القايد المعزول
وهنا يتساءل البعض حول مدى نجاح القايد الجديد في التحرر من شبح القديم ، فهل ينجح القايد الجديد في خلق شخصية سياسية جديدة خاصه به ؟ وهل تتاح له حرية فرض شخصيته ؟

وتقول ( وخلال كلمته وهتافات الإعجاب تتعالى سمعنا من أحد الحاضرين الجالس أمامنا يقول من شدة إعجابه وتأثره بكلام السيد يونادم: "هذا هو الكلام الوطني العراقي الشريف وليس الطُرهات والخزعبلات التي قالها الآخرون) انتهى الاقتباس
وماذا استفاد شعبنا من ذلك ؟ حيث اننا لم نسمع منه كلمة واحدة حول اشوريته بل خلق مصطلحات التفافية كمصطلح كلدو اشوري وكيان المسيحي
وربما تتذكر جيدا ماذا كان يقول حول فكرة او اقتراح المنطقة الامنة لشعبنا حيث قتل تلك الامنية بالقول العراق كله لنا فيما اننا كشعب خسرنا معظم ما يعود لنا   اليس كذلك ؟
كما اننا يجب ان لا ننسى ماذا كان يحرق به وحدة جاليتنا بما يتعارض به ضد الدكتور سركون داديشو وتشجيع اساليب التخوين لكل اشوري يعارض حزبه
وبتلك الاساليب  المؤدية الى  الهاء جالياتنا بتلك المجادلات والصراعات والاحقاد العقيمة اصبح الوضع السياسي الاشوري في الخارطة الوطنية منسيا وان العدو الحقيقي هو الاحزاب الاشورية المعارضه له . كما اننا يجب ان لا ننسى بان القايد القديم لم يذكر مجزرة سميل في كتابة الدستور وهو عضو فيه .
وشخصيا اعتبر اختيار شخصية جديدة لزعامة الحزب نجاح سياسي وفرصة جديدة لبناء جدار سياسي جديد اذا نجح القايد الجديد في اثبات شخصيته المستقلة حيث لا نريد ان نرى مجسم للقايد القديم في دمية سياسية مع احترامي لكل السياسيين الاشوريين وبقية شعبنا
والاهم كما اعتقد ان نسمع ماذا يريد الجديد ؟ وهل ينجح في اعادة الخارجين من الحركة ؟
هل  ينجح في استحداث محافظة خاصة لشعبنا ؟
وكنت قد اقترحت قبل سقوط النظام باستحداث محافظة خاصة للاشوريين ولبقية الاقليات كحل للاشكاليات القومية في الوطن  واعتقد بانك اطلعت على ذلك ،
وعدا تلك المطالب اعتقد انه اذا فشلت احزاب شعبنا في تحقيق ذلك فلا داع لتواجد احزاب سياسية لنا طالما ان الدستور يضمن حقوق الجميع

تقبل تحياتي راجيا نجاح القائد الجديد كدم جديد في الشريان السياسي الاشوري

غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2251
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ ابريم شبيرا المحترم
تحيه طيبه
تُشكر على الجهد الذي بذلتموه لتقديم توضيحات أشبه ما تكون بعرض بحثي يتعلق بأحد تنظيمات ابناء شعبنا السياسيه (القوميه الوطنيه)المهمه, توضيحاتكم  من وجهة نظري هي من الاهميه التي تستحق الخوض في نقاطها كلٌ على حدى,لكني لسبب اولسببين سأختار الفقره الختاميه في مقالكم كي أدلو ببعض مما استطيع قوله بحقها.
سأقتبس جزءً  من نص الفقره لتسهيل إيصال رأيي:
(( هنا أطلب, لابل أسأل وأتوسل من القارئ اللبيب أن يبلغني فيما إذا يعرف اي حزب من أحزابنا السياسيه تتوفر فيه الاسس الاربعه وتحديدا الاساس الاول(العدد المطلوب من الناس) وكذلك الاساس الثاني(التنظيم) عند انعقاد مؤتمره العام, فعلى الفورساذهب وأطرق باب هذا الحزب راجيا منه أ يزودنا ببعض من هذه الاسس حتى نبحث فيها..........الى أخر الفقره) انتهى الاقتباس.
رابي العزيز شبيرا: سأفترض جدلاً , بانك بصدد إقناعي بما انت مقتنعا به , وهي ظاهره صحيه لا بل مطلوبه ,عليك أولاً أن تعتمد الحقيقه فيما ستقوله لتجعلها قاسماًمشتركا بيني وبينك من اجل ان نتواصل ومن ثم نتفق على ما يمكن الاتفاق عليه, دون هذا القاسم المشترك المهم لا أعتقد باننا سنستطيع تقديم شيئا مفيداً.
  فبالرغم من علمنا بوجود احزاب او تنظيمات قوميه سبقت تاسيس الحركه (زوعا),لكن الذي تصدّرمشهدنا السياسي هي الحركه زوعا لاسباب تفضلت في اختصارها باربعة أسس مهمه ,بإمكاننا أن نضيف عوامل اخرى منحت للحركه زوعا مسببات قبولها من قبل ابناء شعبنا  الكلدواشوري السرياني.
بعد سقوط النظام العراقي في العام 2003 ,طغى الحماس الفردي والجماعي بين عموم العراقيين على متطلبات إنجاح عملية التغيير,أقصد هنا على وجه التحديد الاحزاب والتنظيمات العراقيه (التي كانت في مصاف المعارضه للنظام السابق).
وبقدر تعلق الأمربفعاليات ابناء شعبنا الكلدواشوري السرياني  بعد سقوط النظام بسنه او سنتين ,كان لابد للحركه ان تنتقل من ايديولوجية المعارضه للنظام الى كيفية بناء قاعده سياسيه اوسع من اجل التعامل مع الجديدبأكثر قوه  , كنتُ دائم القول بأننا نتصرف ونتحرك الان براحتنا لاننا مازلنا عند حافات وضفاف المياه, سيختلف الأمر عندما يتطلب الحال السباحه في العمق,اذ لابد من وسائل مُساعده للاستمرار في اجتيازاماكن المياه العميقه ,على هذا الاساس كانت امنيتي ان يتم تشكيل حزب او تيار موازي للحركه زوعا وليكن منافس حقيقي لها, بالمناسبه هذه الامنيه وبعد مرور عقدين عليها ما زالت حاجه ضروريه قائمه, مع الاسف لم يظهرلحد هذه اللحظه اي جهد مدروس بهذا الاتجاه المهم, سوى جعجعات عجزت عن طرح نفسها  كتيارات سياسيه حقيقيه, والسبب هو لانها لم تمتلك من الاسس الاربعه التي تفضلتم بها عدا عنوانا ومقراً لا نعرف مصادر تمويلها. أنا اعتبر عدم تحقيق هذا المنجزالسياسي من احد الاسباب التي ادت الى تراجع مسيرة زوعا خلال العشرة اعوام الماضيه, وهذا إنعكس على واقع شعبنا.
                شكرا لكم, هذا ما وددت ان اشارككم به
تقبلوا تحياتي

غير متصل يوخنا اوديشودبرزانا

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 10
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رايي ابرم
جل احترامي لشخصكم الكريم ولمكانتكم الاكاديمية وقلمكم الرشيق ولجهودكم في التنوير , أما فاسمحوا لي القول أن بعض جهدكم في مقالات طويلة مسبوغة بطابع اكادبمي ارى فيها تكراراً وربت على الاكتاف وتأرجح كفة ميزانكم! ذلك ليس موضوع هذا الرد آملاً تقبله برحابة الصدر . وسأختصر مكتفياً ببعض الاسئلة عسى ولعل نقرأ لكم بحثاً نقدياً يدعونا لاعادة التقييم يحضرني قول شيمون بيريز: ما كانت إسرائيل تتقدم  لولا ممارستنا للنقد لقد كان المرآة التي راينا فيها وجوهنا على حقيقتها .                                          سؤالي الاول : الم يكن الاجدى دراسة ظاهرة سقوط الحالة الوجدانية الشعبية التي كانت تبؤتها الحركة الديمقراطية الاشورية(زوعا) ؟                                   السؤال الثاني : هل كل اولئك القادة والنخبة المثقفة المنعزلين  ذوي الباع الطويل في العمل السياسي على خطأ ؟ واين مكامن الخطأ ؟                      السؤال الثالث :كمتابع هل بامكانكم افادتنا بانجازات رابي يونادم كنا خلال كل هذه السنين المديدة في البرلمان العراقي ؟                        السؤال الرابع: اليس اعتباركم انسحاب رابي يونادام كنا في الجولة الثانية حالة فريدة ....الخ مبالغة ؟ وماذالوفسرها بعض المتابعين إستحضاراً لظاهرة ((بوتين و مدفيديف)) لا سمح الله ؟                                                         وأخيراً تفضلوا بقبول فائق أحترامي وتقديري راجياً مطلعة كتابتي المتواضعة والمنشورة في هذا الموقع في 5 شباط 2023 تحت عنوان    (( صوم نينوى من يونان الى يونادام )) اسقاطات سياسية ((هناك حالة سابقة حبذا لو كان اقتدى بها رابي يونادام باكراً))   

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
سيد ابرم شبيرا ! فقط ( يعني بَس ) اريد اعرف إشلون شفت كل هاي التفاصيل القديمة من فتحة مفتاح الباب وانت لابس هاي النظارات السوداء ! يا رجُل إحنا بالشمس ومانشوف ، انت كيف تگدر أتشوف كل هالشوفات العجيبة من مفتاح فتحة الابرة وبنظارات قاتمة ! والله برافو والف برافو على عيونك القوية ! ههههه

غير متصل جان يلدا خوشابا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1834
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ ابرم شبيرا
سأخرج عن موضوع الموتمر  العاشر مع تمنياتي  للاخ يعقوب كيوركيس  الموفقية والنجاح. فالدرب طويل والمهمه عسيره

وهنا لابد ان اقول ما في صدري واخزنه ومنذ سنوات
وهو الأتي
فهنالك كانت شخصية تمنيات له قيادة الحركة
وكان سيغير الكثير ويعمل  من اجل  الجميع  وكان  له كريزما  وشخصية  محبوبه وشهية عمل
 ومثقف ومنطقى
لكنه رحل

كنت من مناصريه  ومعجب بخلقه واخلاقه وامانته  بلا حدود 
لكنه رحل
حزنت جداً جداً برحليه  فقد تاثرت الناس  به  وافتقدناه كانسان  وكقائد  ومحاور
لكنه رحل
انه الراحل يونان هوازيا  .
لا ادري  ما رايك  بهذا المناضل  نتمنى سماع رايك .
والبقية تأتي

غير متصل كوركيس أوراها منصور

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1091
  • الجنس: ذكر
  • الوحدة عنوان القوة
    • مشاهدة الملف الشخصي
اقتباس
وهنا لابد ان اقول ما في صدري واخزنه ومنذ سنوات
وهو الأتي: فهنالك كانت شخصية تمنيت له قيادة الحركة.
وكان سيغير الكثير ويعمل من اجل الجميع وكان له كريزما وشخصية محبوبه وشهية عمل ومثقف ومنطقى لكنه رحل.
كنت من مناصريه ومعجب بخلقه واخلاقه وامانته بلا حدود لكنه رحل.
حزنت جداً جداً برحليه فقد تاثرت الناس به وافتقدناه كانسان وكقائد ومحاور، ولكنه رحل.
انه الراحل يونان هوازيا.
لا ادري ما رايك بهذا المناضل نتمنى سماع رايك.

بعد الأستئذان من الأخ الموقر أبرم شبيرا صاحب المقال
أخي العزيز جاني: لقد نطقت بالحقيقة التي يعرفها الاف المناصرين للحركة، ويعرفها قادة الحركة وخاصة الذين تركوا الحركة وأسسوا كيان أبناء النهرين.

كان الملفان الراحل يونان هوزايا على مسافة خطوة واحدة من أستلام قيادة الحركة في مؤتمر الحركة المنعقد في العام 2010 ولكن خيانة السكرتير العتيد يونادم كتا ونسيبه نينوس بتيو وقيادتهم لحملة سرية ضد فوز “  الملفان يونان هوزايا “ لقيادة الحركة والتي على أثرها ترك الراحل الكبير الحركة ومعه خيرة قادتها المناضلين، ولتبقى الحركة فيما بعد رهينة بيد يونادم كنا وأبن أخته سركون ونينوس بتيو ( الذي كان قد طلب من “ الملفان يونان “ أن يرشح نفسه لقيادة الحركة ضد يونادم كنا، حيث لم يكن الملفان يونان يطمح في هذا المنصب ولكن دكتاتورية يونادم أجبرت بعض أعضاء المكتب السياسي ومن ضمنهم نينوس الطلب من الملفان يونان أن يرشح نفسه كونه الوحيد القادر على نيل ثقة المؤتمرين ) ولكن تبين فيما بعد بأن نينوس پيثيو ( طبعا وهو نسيب يونادم كنا ) قد خان العهد الذي قطعه وعمل العكس ووقف مع يونادم كنا في اللحظة الأخيرة.

هذه الخيانة تركت أثرا بالغا وحزنا عميقا لدى الملفان يونان هوزايا الذي ضحى بشبابه وعلمه الغزير لخدمة الحركة بكل نزاهة وأخلاص، وإن خيانة رفاقه له قد أسرع في رحيله من هذه الدنيا، وهو الذي كان في قمة عطائه الفكري والأدبي واللغوي، والكل يعلم بأن الملفان يونان كان هو العمود والأساس في وضع مناهج تدريس لغتنا السريانية  في المدارس الحكومية الرسمية وللصفوف الأبتدائية والمتوسطة والأعدادية وساعده في هذا الأنجاز العظيم بوضع جميع مناهج الدراسة بلغتنا الشماس أندريوس.

 
تقبل أحترامي