المحرر موضوع: الإطاريون والصدريون مرة أخرى  (زيارة 271 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31641
    • مشاهدة الملف الشخصي
الإطاريون والصدريون مرة أخرى
الازعاج الذي يوفره الصدر للسلطة يبدو ضروريا لاستمرار شرعية الحكم. انسحابه لا يريح الاطاريين.
MEO

استكمال الصورة والاطار
تحاول قوى سياسية مؤتلفة تحت إئتلاف الإطار التنسيقي مراجعة حساباتها السياسية وتغيير المعادلة الحالية في الواقع السياسي القائم بإتجاه القطب الواحد ومحاولات قد تصل إلى التوسط لدى دول إقليمية لإعادة مقتدى الصدر إلى المشهد السياسي الحالي خصوصاً بعد إرباك توازن المكون كما تتحدث به بعض القيادات الشيعية.

محاولات الإستدراج تأتي بعد أن رمى الصدر كرة الفشل في مرمى الإطار مُحملاً إياه كامل المسؤولية للخراب والإنهيار بعد أن كان غرمائه التقليديين يتهمونه بأنه يتحمل الجزء الأكبر منه.

رغبة بعض الأطراف في الإطار التنسيقي من عودة مقتدى الصدر إلى الساحة السياسية مثل حيدر العبادي رئيس الوزراء الأسبق وعمار الحكيم رئيس تيار الحكمة تنطلق من إعتبارات أهمها محاولات كما يراها البعض لتوزيع أسباب الفشل والإنهيار بين القبائل ليضيع حق المطالبين بالثأر، لكن يبدو أن الصدر مرتاح لقراره بالإنسحاب تاركاً خصومه في زاوية حرجة.

الإنتخابات المحلية المُزمع إجرائها نهاية العام الحالي والتي تترنّح ما بين مؤيد لإجرائها وراغب بتأجيلها إلى ما بعد إنتهاء قرار الصدر بتجميد نشاطات تياره والتي تنتهي مدتها في شهر نيسان/أبريل عام 2024 مما يساعد في وجود حوار بين الأطراف السياسية والتيار لدخوله العملية الإنتخابية.

الإطار التنسيقي يدرك الصعوبة والإستحالة في إستمالة جماهير الصدر لقوائمه الإنتخابية مما تعني عدم المشاركة عزوف نسبة لا يُستهان بها في الزحف لصناديق الإنتخابات التي يتوقع لها مقاطعة كبيرة خصوصاً وإن القاعدة الشعبية الأكبر للصدر لن تعطي أصواتها الإنتخابية لغير الصدريين.

آخر محاولة لإستمالة عودة الصدر هو رفضه هدية مقدمة من سامي المسعودي رئيس الهيئة العليا للحج والعمرة عبارة عن 50 مقعداً مُهداة إلى التيار الصدري لإيفادهم ضمن قوافل الحجاج، لكن الصدر جابهها بالرفض قائلاً لأتباعه "ممنوع التعامل معهم" حسب بعض المصادر، مما يوحي بإستمرار القطيعة السياسية.

يبدو أن شعور الصدر بالرضا من قراره بالإنسحاب من العملية السياسية وإقتناع مؤيديه بجدوى ذلك الإنسحاب وصوابه خصوصاً بعد تصاعد الخلافات بين إئتلاف إدارة الدولة بسبب بنود الموازنة وحتى داخل الإطار التنسيقي.

الأزمات المتلاحقة ومأزق السلطة الذي بدأ يتفاقم مثل كرة الثلج يبعث برسائل سياسية لعودة قوية لمقتدى الصدر إلى الساحة كملاذ للبعض، بل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من العملية السياسية المُتهرئة، حيث بدأت القاعدة الشعبية بترتيب أوراقها للإنتخابات القادمة.

الإطار التنسيقي بدأ يتعثر في خطواته وبإنتظار الكبوة التي تسقطه خصوصاً بعد إدارة السفيرة الأميركية وإستلامها مفاتيح السلطة وتحكمها في مفاصل الدولة مما يجعل بوجود نفوراً لدى البعض من الإطاريين قادة الميليشيات الذين وضعتهم رومانوسكي ضمن الدائرة الحمراء ويخلق صراعاً قد يسقط الحكومة الحالية وربما هذا ما ينتظره مقتدى الصدر في قادم الأيام.