المحرر موضوع: الوصوليون والمتلونون  (زيارة 1237 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل هيثـم ملوكا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 199
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الوصوليون والمتلونون
« في: 06:47 21/06/2023 »
 

 
الوصوليون والمتلونون
كلمة نائب رئيس تحرير مجلة بابلون// هيثم ملوكا

    كلمة الوصولية هي كلمة تعني بالفرنسية الجري أو العدوغالباً ماتمر علينا هذه الكلمة في قراءاتِنا وأسماعِنا ، وتنطبق كلمة الوصوليون على أشخاص معينين يتصفون بما تعنيه هذه الكلمة.
فيعرف الوصولي في علم النفس:- هو الشخص الفوقي الذي يضع نفسه بالمقدمة، بلا تردد أو حياء ولا خجل أو شعور، ولا يتراجع مهما كانت العواقب، ولا يكترث بأي رادع.
ويقول الكاتب الأيطالي الشهير  (نيكولوا ماكيافيلي) كما ذكر في كتابهِ الشخصيات أن الغاية تبرر الوسيلة.  وتنطلق الشخصية الوصولية من هذا المنطلق لتحقيق طموحاتِها وأهدافِها الخاصة ، حتى ولو كانت على حِساب المبادئ والأخلاق والقيم الأنسانية وبطرق غير شرعية.حيث يضع  نُصب عينيه الوصول والهيمنة و المسك بمقاليد الحكم سواء في مجال العمل او مع المُحيطين بهِ، مهما كلفه الأمر، حتى ولو كان هذا يؤذي من حولهُ ، ويُسببْ لهم مشاكل نفسية وأجتماعية أومادية فيما بعد. وقد يَدفع ذلك الوصولي حسب رأي العلماء الى الخيانة أو السرقة أو الغش ومختلف الرذائل للوصول الى أهدافه والتفرد(الفردانية) بالسلطة والهيمنة.
ويقول عالم النفس التحليلي (( كارل يونغ )) للتمييز بين التفرد والفردانية. فاما التفرد فهي سيرورة إيجابية تجعل الفرد متزناً وهو يؤدي مهامه متماشياً مع المقتضيات والواجبات العامة أما
الفردانية فسلبية وفيها تتعارض خصوصية الفرد مع أية مقتضيات أو واجبات، فيتحرك بشكل معتم وغامض مختبئاً وراء قناع يَظهر فيه أمام الناس على خلاف حقيقته..

وهناك بالتأكيد أسباب تجعل بعض الأشخاص ان يكون وصوليون وفردانيين.
اثبتتْ الدراسات أن سبب التجاء الشخص أو الأفراد الى أن يكونوا وصوليون،هو بسبب النشأة أو البيئة التي تربوا بها داخل الأسرة والمجتمع . فغالبا مابكون هؤلاء الوصوليين قد تعرضوا في صغرِهم الى التنمُر او التَحقير وعدم التشبع من غرائزهم كأطفال ، مثل حصولهم على المدح والثناء والتقديرمن الأب والأم. وقد يشعر بالدونية مقارنةً بأصدقاءهِ ومن حوله. فتنعكس كل هذه الأموروتُخزن في ذاكرتهِ ، فيلجأ لاحقاً الى الأنتقام من الآخرين وسَلك كل الطرق السيئة والغير شرعية والقانونية للنجاح. لأثبات وجودهِ ونجاحهِ وانتقاماً من الأخرين والتخلص من الأحباط والفشل الذي وصف به في طفولته.

وغالبا مايكون الوصولي أنتهازي  وتكون هذه الصفة ملاصقة معه أيضًاً .ويتصف الشخص الوصولي بعدد من الصِفات التي تميزهُ عن الآخرين .
ومن هذه الصفات نرى أن الشخص الوصولي دائم المديح عن نفسهِ وانهُ قادرومتفوق على الآخرين وهو أفهمُ منهم جميعاً. ويمكنهُ حل النزاعات وحل المشاكل، ويحاول إِيجاد نقاط ضعف الآخرين وأنتقادهم حتى يظهروا بأنهم مقصرين ليبرز وجوده .أمام مرؤوسيه وأمام الجميع في مكان عمله ونشاطه. ويُبيحْ الشخص الوصولي لنفسه أن يَتسَلق أعلى المناصب حتى ولو كان ذلك على حساب الآخرين والتأثيرعليهم والتقليل من شأنهم. وعادة ما تراهُ لايهتم بفكرة العمل الجماعي والتعاون المُشترك. ويحاول أن يسحق زملائهِ بكل الطرق ليكون هو بالمقدمة .ويتصف هذا الشخص أحيانا بالمكر والذكاء في أختيار الأشخاص الضعفاء الذين يخافون ويتجنبون المنافسة .فينسحبون أمامه ويحصل هوعلى فُرصِهِم التي يستغلها لتحقيق اهدافه للوصول الى مبتغاه.
 ويستمر الوصولي عادة بعد تحقيق هدفه في محاربة وأسقاط أي شخصية يعتقد أنها تتفوق عليه في أمور كثيرة ولها شهرة وتقدير من قبل الكثيرين فهو يحاول التقرب وأظهار الود والصداقة مع الأشخاص المتميزين عنه ، وبعدها يحاول بكل الطرق إِستغلال أي فرصة وبكل الطرق لتسقيطها. وهدفهُ من التسقيط لكي يبقى الوصولي هو البارز في الصورة والأحداث ويحقق اطماع أبعد للوصول اليها.
ويتصف الوصوليون أيضاً بأنهم متلونون وهنا نعني بالمتلونون هم الأشخاص الذين يغيرون أفكارهم ومبادئهم التي أدعوا بها من قبل مع كل تغيير يحصل في محيطهم . فهو متغير مع الموجة .ونُشاهد أمثلة كثيرة منهم في حياتنا سواء في مجال العمل او في النشاط الأجتماعي او السياسي أو في المؤسسات والمواقع الأُخرى.
قد يكون لتأثير الوصوليون عواقب وخيمة وهي تعتبر من أفتك الممارسات التي تصيب الدول والمجتمعات والتنظيمات. وتصيب الكثير من مفاصل الدولة بالشلل والفساد وبالتالي تأخر عملية بناء المجتمع.
ماهو المطلوب من افراد المجتمع او افراد المؤسسة الواحدة او التنظيم الواحد لمحاربة هذه الحالة المرضية التي تنخُر في جسم المجتمعات و التي تعرقل وتُشتتْ العمل الجماعي الصحيح. وكيفية التخلص منها.
 الأجابة سهلة وبسيطة، ينبغي على الجميع عدم المساهمة في تسهيل وتحقيق هدف     الوصوليون والأنتهازيون على حساب الآخرين. ويجب تقييم الناس كلٍ حسبْ عمله وانجازاتهِ وقدراته.
الفئة الأخرى التي لاتختلف كثيرا عن فئة الوصوليون وتشترك بكثير من القواسم المشتركة معها ، هي فئة المتلونون هذهِ الفئة من الناس تُغير من سلوكياتها حسب ماتراه موافقا لأهدافها للوصول والهيمنة ، وخير مثال يمكن ان نعطيهِ هنا . هو الحرباء فلها القابلية أن تتلون حسب لون الغُصن الذي تقف عليه وذلك لتمويه فرائِسها للأقتراب منها ومن ثم تنقض عليها وتلتهِمُها . هكذا هم المتلونون يحاولون أظهار كل الود والقبول للأشخاص المهمين سواء كانوا في تنظيمات او مؤسسات أو دوائرالدولة . وربما في زمن سابق كانوا مخالفين لهم في الفكر والتوجه .لكنهم يستغلون مهاراتهم في الكلام والمراوغة لكسب ثقة المسؤولين او المُهمين من حولهم  حتى الوصول الى هدفهم ومن ثُمَ تسلم مراكز ومواقع عُليا وبالتالي الهيمنة وتحقيق مايصبون اليه على حساب الآخرين .
وتعتبرهذه الفئة هي هدامة وغير بناءة وغيرفاعلة لخدمة المجتمع والتنظيمات ، لأنها لاتحمل هموم الشعب وليست لها مبادئ ثابتة.  فكما قُلنا متغيرة حسب مصالحها وأهدافها . لذلك لا يمكن الأعتمادعليها لا بل تكون هدامة لأي عمل تنظيمي وجماعي ومؤسساتي . لذلك وجب من افراد المجتمع أو التنظيمات أو المؤسسات توخي الحذر لأن هؤلاء يأتونهم بثوب الحملان الوديعة وبداخلهم ذئاب خاطفة. ويمكنكم ملاحظة ردة فعل المتلونون إذا ماواجهت أحدهم بخطأ سلوكه وتنبيهه بأن مايقوم به يختلف مع المبادئ التي اتفقوا عليها  فستراه سيحاول تسقيطك  وتجييش من حوله لأظهارك بمظهر المعتدي وهو المعتدى عليه . وبالتأكيد غالبيتنا مرَ بمثل هذه التجارب والممارسات في حياتنا وأعمالنا. وأكثر مايخشاه المتلونون هو أصحاب المبادئ والأحرار والمناضلون الحقيقيون لأنهم يكشفون مخططاتهم ويظهرونهُم عُراة بدون أي مبادئ حقيقية تخدم العمل الجماعي وتخدم مجتماعاتهم وتطورها.





غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: الوصوليون والمتلونون
« رد #1 في: 20:09 21/06/2023 »
الاخ العزيز هيثم ملوكا
مقال اشبه ببحث مصغر جميل جدا ومفيد بكل تفاصيله
وانا اقرأ واذ تظهر امامي صور اشخاص واسماء ينطبق عليهم ما اشرت، هؤلاء جعلوا الابيض اسود والصفاء ملوث
 كرهنا وقرفنا بسببهم العمل الجماعي والتسيق كونهم يفتقرون الى ابسط معايير التواصل من اجل قضية مهمة او تقديم خدمة
احيانا ليس الوصولي هو من له مصلحة مادية، بل هناك اسوء وهم الوصوليون الانتهازيون المتفردون الذي يصعدون على ظهر الحق بكلام باطل ولا يهمهم سوى ما يرشدهم به عقلهم المريض
وكما قال قائل:  هي خربانة خربانة
احترامي
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية

غير متصل د.عبدالله رابي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1274
  • د.عبدالله مرقس رابي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: الوصوليون والمتلونون
« رد #2 في: 06:20 23/06/2023 »
الاخ هيثم ملوكا المحترم
تحية
اودالاشارة بخصوص مقالتك هذه، بانها كما سبقني الاخ زيد هي عبارة عن بحث مصغر بحاجة الى بعض الرتوش، اذ كان تحليلك صائباً واعتمادك على المصادر والدراسات واضح من سياق التحليل، كل ما ذكرت مثبت في الدراسات الاجتماعية والنفسية وحسنٌ عملت في طرحك الموضوع هنا بالذات في هذا الموقع. واذا تسمح لي اضافة معلومة اخرى مكملة للموضوع للاستفادة من المقال وهذه الاضافة لا تقلل من قيمته واهميته.
ذكرتَ بان البيئة الاجتماعية واخص بالذكر التنشئة الاسرية تضطلع دوراً كبيراً في صقل شخصية بعض الافراد لتكون وصولية او متلونة في حياتها، نعم ذلك صحيح جدا، حيث تترك احياناً التنشئة مركباً من العُقد عند الافراد، وتظهر آثارها اثناء تفاعلهم في المجتمع عندما يقلدون ادوارا مختلفة، وهذه تتكون من خلال تفاعلها مع النزعات الوراثية، اي الدوافع التي يرثها الفرد بايولوجيا، اذ هناك اكثر من 140 دافع، وتختلف تصنيفاتها بحسب العلماء، لها وجود في كيان الانسان، وهذه الدوافع هي المسؤلة عن سلوكيات ومواقف الانسان في تفاعله مع الاخرين او المجتمع برمته، كما انها نسبية عند الافراد اي هناك فروق فردية، بالطبع التنشئة الاسرية هي المسؤلة عن صقل هذه الدوافع باتجاهين السلبي بحيث توثر في تفاعله مع الاخرين او ايجاباً، فعن النزعة الوصولية تتكون من تفاعل عدة نزعات وراثية مثل الميل للعدوان، الميل للتسلط، الميل لحب الظهور، الميل للعظمة، الميل للانحراف، الميل للتفوق، الغيرة الجامحة، الميل للمراوغة والتحايل، ودوافع اخرى، تكون قدرتها الوراثية متضخمة عند الوليد، ومن خلال التنشئة الاجتماعية الاسرية، قد تجعلها تتضخم اكثر او تحد منها وذلك اعتمادا على ما هو عليه الوالدين من طبيعة نفسية واجتماعية وقدراتهم الذاتية وميولهم الوراثية، او مدى تاثير الجماعات المرجعية الاولية الاخرى عليه مثل الاقرباء والاصدقاء او المؤسسات الاخرى مثل الاحزاب السياسية وما شابه. هكذا تتكون الشخصية ومنها الوصولية، وكما تفضلت في مقالك القيم، لا اريد الاعادة، هكذا شخصية لها آثارها في مختلف المجالات، وبل تكون مدمرة للمجتمع لو تسلق الشخص الى مناصب ذات نفوذ، وتوفرت القوة بيده، ومؤذية في حالة عدم امتلاك القوة، وهي تظهر عند كل المستويات التعليمية، وعند ابناء الطبقات الاجتماعية المختلفة، وفي كل المهن وعند الجنسين، وفي كل الاعمار.
تقبل محبتي واسف على الاطالة

غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5246
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: الوصوليون والمتلونون
« رد #3 في: 06:56 23/06/2023 »
أخي هـيـثـم

خلال حـياتك ، سـتـتـعـرّف عـلى نـماذج :
 المتـلـوّنـيـن ، المَـصلحـيـيـن ، الـذيـلـيـيـن ، المُـنافـقـيـن ، الـمُـتـمـلـقـيـن ،
وما عـلـيـك سـوى الـتـفـرّج عـلى الـمـمـثـلـيـن

غير متصل هيثـم ملوكا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 199
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: الوصوليون والمتلونون
« رد #4 في: 15:48 24/06/2023 »
الأخ العزيز زيد ميشو
تأخرت بالرد بعض الشيئ بسبب الأرتباطات . ماذكرته أنت فعلا هوواقع حال هناك في كل مكان بعض من تنطبق عليهم صفات الوصولية والأنتهازية
وبالتأكيد وجودها في أي مؤسسة أوتنظيم هوعامل هدام ومثبط لهذا العمل كمجموعة تحمل نفس الاهداف والطموحات.
محبتي وتقديري

غير متصل هيثـم ملوكا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 199
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: الوصوليون والمتلونون
« رد #5 في: 18:01 24/06/2023 »
الأخ العزيز د.عبدالله رابي المحترم
 شكرا للمشاركة واضافتكم القيمة للمقال والتحليل العلمي التي بينت نقاط مهمة ومدروسة.
محبتي وتقديري

غير متصل هيثـم ملوكا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 199
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: الوصوليون والمتلونون
« رد #6 في: 18:11 24/06/2023 »
اخ مايكل
 فعلا مررت بمثل هذه النماذج والاشخاص والواجب المطلوب منا جميعا
تشخيصهم وتعريتهم لكي لاينخروا في الجسم الذي يعملون به سواء كان تنظيم اومؤسسة أوغيرها.
الوقوف والتفرج على الممثلين الوصليون والمتلونون لاتحل الأمور بل التخلص منهم واستبعادهم.

غير متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1084
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: الوصوليون والمتلونون
« رد #7 في: 00:36 25/06/2023 »
الأخ الفاضل هيثم ملوكا المحترم
 بدايةً ... موضوع مهم جداً وقد ابليت به بلاءً حسناً ، لست من المختصين بعلم النفس لكن لي دراسات لأكثر من عشرون عاماً للبحث عن شخصية الرب يسوع المسيح وفكره ليس لكونه إله فحسب انما لكونه ( انسان ) اتعرف يا اخي وهذا سر اخصك به 
 ((( اصعب تحدي امام الإنسان ان يكون انساناً وليس إلهاً ))) حيث ان تحدي الشخص ان يكون انساناً ينبع من داخله فينتج ثورة يدعوها الرب ( الولادة الجديدة ... يسوع مع نيقوديموس ) اما ان يكون إلهاً فيكون فعلها من خارجه بمجرد ما ان يمتلك الشخص مقاليد ( سلطة او مال مفاتيح السيطرة على البشر ) فيتوّج بالقداسة فيرتقي ليكون إلهاً ( يقول الرب لا يمكن ان " تعبد ، تسجد ، تتبع " إلهين " سيدين " الله والمال ) من هنا نقول ( صعباً ان يكون الشخص انساناً وسهولة ان يكون إلهاً ) ... من هنا سنعود لموضوعك المهم بسؤال هو يقربنا للجواب ...
ايحتاج الإنسان ان يكون مرائياً منافقاً كاذباً دجالاً وصولياً متلوناً ... الخ لو امتلك مفاتيح انسانيته ... ؟
الجواب : بالتأكيد ( كلا ) 
  وهنا نأتي بالسؤال الثاني : هل ممكن لمن وصل لألوهيته عن طريق ( المال والسلطة ) ان يتصف بتلك الصفات السيئة آنفة الذكر ... ؟
الجواب : ( نعم )
 وهنا نأتي إلى السؤال الفلسفي المهم في موضوعنا
 هذه الصفات التي يدرسها وينتقدها علماء علم النفس والفلسفة يحاولون فيها ان يحللوا ويدرسوا دواخل الأشخاص ...
هل تخص هذه الدراسات والتحليلات ( شخصية الإنسان الإله ام شخصية الإله الإنسان ) .... ؟
الجواب : سنتركه لعلماء النفس والفلسفة للإجابة عليه ...
 لكننا سنقدم ما نعتقده او ما نؤمن به ان خصت هذه الصفات ( الإنسان الإله ) فهم على خطأ عظيم لكون الإنسان الإله لا يحتاج ان تكون له تلك الصفات لأنه سيكون قد ترفع عنها وارتقى بنفسه عليها لأنه صنع بنفسه ثورة الإرتقاء ( الولادة الجديدة ) وهي ثورة داخلية باطنية على كل تلك الصفات . واما ان كانت تلك الدراسات والبحوث تخص ( الإله الإنسان ) فهي بالتأكيد صحيحة ومتطلّب وجودها بل ومستوجبة ...
 فلننظر ما اكثر من ( الآلهة البشرية ) تعيش وتعشعش بيننا ونتباهى بها ونقدسها ونسجد لها ونتملق بين ثنيات جلابيبها نقبل اياديها وارجلها نبعبع ونهلهل ونصفق ونرقص في حضورها ونحن نعلم انهم مثلنا ويمتلكون ذات الصفات التي يمتلكونها ويعملون بها ( انهم مثلنا لكن بمتغيّر الحال ) .
 وبالمقابل ما اقل من ( البشر الآلهة ) التي تعيش بيننا لكننا ننبذهم لأنهم لا يشبهوننا نغار منهم نحقد عليهم نقاتلهم وكأنهم من كوكب آخر نختلف عنهم بطبيعتهم ( الإنسانية ) نعرف خطرهم علينا ولهذا نتكالب على تحجيمهم والتشويش على افكارهم التي نعتبرها ( هدامة وغريبة ) علماء النفس والإجتماع والفلسفة وغيرهم يعتاشون على الآلهة البشر وينتهون عند البشر الآلهة ...
 ....هذه هي اعظم قصّة اختبرتها وعشتها مع ( الإنسان الإله ) في جهاده ضد ( الإله الإنسان ) ومنه استقيت ابسط انواع ( الفلسفة ) بل واكثرها تواضعاً وكانت النتيجة التي اعلنتها في جميع كتاباتي وبشارتي (( ان اردت الأرتقاء إلى الله فكن انساناً )) اي ان أول درجات الإتحاد مع الله ان تكون انساناً ... وهذا هو ما كان عليه سيدنا يسوع المسيح .
   تحياتي  الرب يبارك حياتكم واهل بيتكم
 الباحث في الشأن السياسي والديني والمختص بالمسيحية الخادم حسام سامي  24 / 6 / 2023

 

غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5246
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: الوصوليون والمتلونون
« رد #8 في: 00:44 25/06/2023 »
أعـزائي ... سـبـق أن قـرأتُ مقولة جـميلة وكما يلي :
إنّ أخـطر مِصيـدة يقع بها البعـض تكـون :  عــنـدما يتـوهّـم أن مادحَه صادقٌ