المحرر موضوع: وهن في السلطة والصحة يُحيي النقاش حول خلافة عباس  (زيارة 265 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31632
    • مشاهدة الملف الشخصي
وهن في السلطة والصحة يُحيي النقاش حول خلافة عباس
مسؤول كبير في حركة فتح يكشف أن مسألة خلافة الرئيس الفلسطيني أصبحت موضوعا يناقش أكثر من أي مرة.
MEO

مسألة خلافة عباس تتردد بقوة علنا وسرا
 عجز السلطة الفلسطينية يثير سخرية الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي
 80 في المئة من الفلسطينيين يبدون رغبتهم في تنحي عباس عن السلطة
 عودة النقاش حول مصير رئاسة السلطة وفتح ومنظمة التحرير

رام الله/القدس - عمقت هجمات المستوطنين الأخيرة على بلدات في الضفة الغربية وكذلك الهجمات التي شنها مسلحون فلسطينيون حالة عدم اليقين حول وضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن)، بينما يتردد منذ فترة طويلة نقاش حول مسألة خلافته على رأس السلطة وحركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، فيما يخيم وضعه الصحي وكذلك حالة الضعف التي أصبحت عليها السلطة والانقسامات الداخلية في 'فتح' على النقاشات العلنية والجلسات الخاصة لبعض القيادات.

وفي المقابل يبدو التيار الإصلاحي الديمقراطي برئاسة القيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان والذي فصله الرئيس الفلسطيني بعد خلافات داخلية حول تصحيح المسار، أكثر تماسكا ونجح منذ تأسيسه في جسر هوة الخلافات والانقسامات باتجاه توحيد الصف الفلسطيني إلى جانب اشتغاله بلا هوادة على تخفيف معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي قطاع غزة.

وبات هذا التيار الذي ولد من رحم 'فتح' يحظى بشعبية وبتقدير محلي وإقليمي بفضل نجاحه على أكثر من مستوى في تقريب وجهات النظر والدفع نحو تصحيح المسار من أجل انتقال ديمقراطي ينهي حالة الشد والجذب المتأصلة في المشهد الفلسطيني والتي تعمقت بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة في العام 2007 وتشكيل سلطة موازية لسلطة أوسلو والهيئات المتفرعة عنها.

وأقر محمود العالول نائب رئيس فتح وأحد خلفاء عباس المحتملين بوجود نقاش حول كل هذه المسائل، لكنه حاول التقليل منها بالقول "هناك كثير من المبالغة في طرح هذه الموضوعات والمبالغة باتجاه أننا ذاهبون باتجاه المجهول"، مضيفا "نعم هناك الكثير من القضايا التي تناقش وما زالت تناقش" وتتضمن قضية القيادة.

وفي المقابل يبدي نحو 80 في المئة من الفلسطينيين رغبتهم في أن يبادر عابس بتقديم استقالته، وفق أحدث استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية. وتصاعد الضغط على الرئيس الفلسطيني باتجاه الاستقالة في الوقت الذي تدعو فيه قوى دولية، منها الولايات المتحدة، لاستئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل المتوقفة منذ عام 2014.

وتجلت بوضوح هشاشة الأوضاع في الضفة الغربية بعد معركة بالأسلحة النارية وقعت يوم الاثنين قُتل فيها سبعة فلسطينيين وأُصيب أكثر من 90 تلاها بعد يوم واحد مقتل أربعة إسرائيليين وأعمال تخريب في القرى الفلسطينية نفذها مستوطنون إسرائيليون.

وكشفت هذه الأحداث الضعف الذي وصلت إليه السلطة الفلسطينية في مواجهة مئات المسلحين الفلسطينيين في المدن المضطربة مثل جنين ونابلس، فيما يوجه توسع المستوطنات الإسرائيلية المزيد من الضربات لآمال الفلسطينيين في إقامة دولة على الأرض التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.

وتأسست السلطة الفلسطينية قبل 30 عاما بموجب اتفاقيات السلام المؤقتة مع إسرائيل التي ساعد عباس في صياغتها. لكن شعبية هذه السلطة تترنح بفعل مزاعم الفساد وعدم الكفاءة وترتيبات التعاون الأمني المكروهة على نطاق واسع مع إسرائيل.

وانطلقت السخريات على منصة تيك توك بعد كلمة مضطربة في الأمم المتحدة الشهر الماضي طالب فيها عباس العالم مرات بحماية الشعب الفلسطيني قائلا "احمونا، احمونا".

وتناولت وسائل التواصل الاجتماعي الموضوع مرة أخرى هذا الأسبوع حين وقفت السلطة الفلسطينية التي تمارس حكما ذاتيا محدودا، بلا حول ولا قوة أمام هجوم المستوطنين على القرى الفلسطينية.

وتحدى أبومازن التكهنات المتكررة عن نهاية عقدين من حكمه ورفض مطالب متزايدة برحيله، في وقت أصبحت فيه احتمالات تحقيق السلام الدائم تبدو بعيدة المنال أكثر من أي وقت مضى.

وعباس مدخن شره نجا من أزمات صحية كثيرة وتولى منصب رئاسة السلطة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن بعد وفاة ياسر عرفات، المؤسس الرمز لمنظمة التحرير الفلسطينية وقد يؤدي رحيل عباس إلى اضطراب في النظام السياسي الفلسطيني برمته.

ويجمع أبومازن بين منصبي رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس حركة فتح ولم يختر خليفة له وبقي في السلطة على الرغم من انتهاء فترة ولايته رسميا في عام 2009.

وقال مسؤول كبير في فتح تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع إن مسألة خلافة عباس أصبحت، في الأشهر القليلة الماضية، "موضوعا يناقش أكثر من أي مرة".

وتتنافس مجموعة من كبار قادة فتح على المنصب منذ شهور، في مناورات تجري في الدهاليز الخفية وخلف الستار. ومما يزيد الأمر تعقيدا عدم إجراء انتخابات منذ عام 2006 وعدم وجود آلية واضحة لتحديد انتقال الخلافة.

ويبرز محمد دحلان القيادي السابق المفصول من حركة فتح بقرار من عباس كمرشح لقيادة دور محوري خلال المرحلة المقبلة، خاصة بعد أن تمكّن من تسوية الخلافات الداخلية وإنهاء الانقسامات.

وينظر لزعيم التيار الإصلاحي الديمقراطي على أنه قد يكون جامعا لا مفرقا في ظل العلاقات المتوازنة التي أنشأها مع كل القوى السياسية والفصائل المسلحة والبناء على قاعدة إنهاء الانقسام وإقرار إصلاحات طال انتظارها في ظل وضع استثنائي مع هجمة استيطانية شرسة وائتلاف يميني حكومي يقود إسرائيل هو الأكثر تطرفا في تاريخ الحكومات الإسرائيلية.   

وفي الفترة الأخيرة سلط تقرير إسرائيلي الضوء على دحلان بوصفه رجل المرحلة القادمة من دون أن يتحدث عن خلافة عباس أو شغور في رئاسة السلطة بسبب المرض أو الوفاة.

وأشار التقرير نقلا عن مسؤولين فلسطينيين إلى أن دحلان يتمتع بدعم إقليمي وكان له دور بارز في الحيلولة دون انجرار حماس للمشاركة في جولة القتال بين إسرائيل وحركة الجهاد.

وفي نقاشات أوسع نطاقا معلنة وغير معلنة، لم يطرح اسم زعيم التيار الإصلاحي فقط لخلافة عباس، إذ تم التداول في أكثر من اسم على ضوء الوضع الهش للسلطة وحالة الغموض الدائم للترتيبات السياسية التي يفترض أن تكون قد وضعت من سنوات تفاديا لأي اضطرابات وفوضى بعد حالة الشغور لأي سبب كان.

عباس يتشبث بالسلطة رغم مرور نحو 14 عاما على انتهاء ولايته
ومن بين الخلفاء المحتملين أيضا حسين الشيخ أحد أقرب حلفاء عباس أو مروان البرغوثي وهو أسير لدى إسرائيل منذ عقدين وزعيم انتفاضة فلسطينية بين عامي 2000 و2006 وينظر إليه كثيرون من الفلسطينيين على أنه بطل.

وستتوقف كثير من الأمور على ما ترغب إسرائيل في قبوله، لكنها تجنبت، على الأقل في العلن، الانحياز إلى أي طرف. وقال مسؤول حكومي إسرائيلي كبير "لا يمكن لإسرائيل أن تختار قيادة للفلسطينيين".

ويسعى قادة فتح عموما، بحسب ما يبدونه، على الأقل في العلن، للتقليل من شأن التكهنات لكنهم يعترفون بأن نقاشا حول القيادة يدور داخل الحركة.

وقال محمود العالول نائب رئيس فتح وأحد خلفاء عباس المحتملين "هناك كثير من المبالغة في طرح هذه الموضوعات والمبالغة باتجاه أننا ذاهبون باتجاه المجهول"، مضيفا "نعم هناك الكثير من القضايا التي تناقش وما زالت تناقش" وتتضمن قضية القيادة.

وقال في تصريحات أدلى بها قبل أحداث التطورات في الضفة الغربية "بالنسبة لنا الموضوع الذي له علاقة في القيادة هل تبقى كل المواقع الأساسية في يد واحدة أم مؤسسة واحدة ومن يقود منظمة التحرير غير من يقود فتح وغير من يقود السلطة... هناك نقاش لكن لا يوجد مخاوف كالتي يحاول البعض طرحها وتصدير رعب".

لكن عددا كبيرا من المراقبين يخشون أن يؤدي رحيل عباس إلى فترة من الفوضى، ربما تؤدي إلى شكل من أشكال الحرب الأهلية أو على الأقل الانقسام إلى "كانتونات" بين قادة يتمتعون بمراكز قوة مختلفة في الضفة الغربية. ومن الممكن أيضا أن يمتد نفوذ حركة حماس إلى خارج قاعدتها في غزة.

وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال حجاري "هناك خياران سيئان أحدهما هو الفوضى والآخر هو تولي حماس السلطة في الضفة الغربية ويجب منع كليهما".

وقال باسم نعيم، أحد كبار مسؤولي حماس في غزة، إن رحيل عباس سيوفر للحركة فرصا تصمم إسرائيل وحلفاؤها الدوليون على عرقلتها.

وأضاف أن عباس هو "فيما أعتقد آخر شخص في فتح يستطيع السيطرة على هذه المنظمة... كل الباقين ليس لديهم القوة ولا التاريخ ولا الكاريزما ولا الصلات للسيطرة على التنظيم والضفة الغربية".

وتدير حماس قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل منذ فوز الحركة بالانتخابات الفلسطينية عام 2006 وانتصارها على فتح في حرب أهلية قصيرة في عام 2007، بينما تعمل الآن على توسيع نفوذها في الضفة الغربية.

ويتزايد تحديها لحركة فتح على أرضها. ولطالما طالبت حماس بإجراء انتخابات لاختيار زعيم فلسطيني جديد، واثقة من فوزها، كما حدث في عام 2006.

وقال نعيم "نعتقد أن السبيل الوحيد لتوحيد الفلسطينيين سياسيا هو الذهاب للانتخابات... وإلا فلن يتمتع أحد بالشرعية الكاملة لتمثيل الفلسطينيين".