المحرر موضوع: مجلة بابلون تجري حواراً مع الأستاذ كوران سور رئيس الرابطة الكلدانية العالمية  (زيارة 1251 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د.عامـر ملوكا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 205
    • مشاهدة الملف الشخصي
مجلة بابلون تجري حواراً مع الأستاذ كوران سور
رئيس الرابطة الكلدانية العالمية

حوار د. عامر ملوكا

تسر مجلة بابلون ان تلتقي السيد كوران عبدالجبار سور رئيس الرابطة الكلدانية العالمية وحوار صريح حول أهم القضايا والامور المتعلقة بالرابطة ودورها في تبني القضايا القومية الكلدانية.

1. ممكن ان تخبر القراء من هو السيد كوران سور؟
گوران عبد الجبار سلمان سور من مواليد ١٩٧٨ متزوج واب لولد وبنت. حاصل على دبلوم في انشاء الطرق، بكلوريوس في القانون، ماجستير مهني في القانون الدولي العام، خريج معهد التثقيف المسيحي، خريج المعهد المسكوني للشرق الأوسط بلبنان. شهادة خبرة بالمناسخة الشرعية والقانونية من محكمة استئناف أربيل. شهادة خبير في العلاقات الدولية والدبلوماسية جامعة القاهرة. شهادة خبير في مراقبة الانتخابات جامعة القاهرة.
 

2.  تم انتخابكم رئيسًا للدورة الثانية للرابطة الكلدانية العالمية، كيف تقيّمون عمل الرابطة منذ تأسيسها لغاية استلامكم مهمة إدارتها؟
كنت من المشاركين في المؤتمر الأول، ومنذ انعقاد المؤتمر التأسيسي في تموز 2015 في مدينة عنكاوا / أربيل وأنا مؤمن بضرورة وجود مؤسسة مدنية ثقافية قومية كلدانية دولية تهتم بشؤون الكلدان اينما وجدوا، وتعمل على صيانة وادامة البيت الكلداني من حيث الحفاظ على اللغة والتراث والتاريخ وتعريف الشعوب والحضارات الأخرى بأن الأمة الكلدانية أمة عريقة غارقة في القدم وقدمت للبشرية خدمات كبيرة في مجالات عديدة، وأنها مازالت حية وقوية وحاضرة بالرغم من كل الجور والتعسف والظلم الذي لحق بها، رغم ذلك كله فقد بقيت محافظة على هويتها القومية والدينية. واليوم وبالرغم من وجود أغلب ابنائنا في بلدان الشتات، إلّا أننا كرابطة كلدانية يحذونا الأمل ويحفزنا التفاؤل بان كل أمة تتقوى بأبنائها وتراثها ولغتها وحضارتها وتاريخها، فالأمم والشعوب لا تموت أبدًا مادام أبناؤها باقين، فنحن اليوم باقون، إذًا أمتنا الكلدانية باقية هي أيضًا. هذه المقدمة سُقتها لأقول أن مسيرة الرابطة في تقدّم ونضوج، إذ حققنا انجازات كبيرة في وقت قياسي، والمتابع يقيّم هذه المسيرة الناضجة المتأنية والدقيقة في خطواتها. لقد عملت الرابطة حسب نظامها الداخلية وتوصيات مؤتمرها الأول بكل مهنية، وفي كل مناسبة كانت صامدة وثابتة على تلك المبادئ غايتها الوصول إلى أهدافها التي تأسست من أجلها، فحافظت على علاقاتها أيضًا مع سائر التنظيمات المدنية والحزبية لمختلف أطياف شعبنا، ولم تدّخر وسعًا في تقديم اي عمل أو مشروع يخدم أمتنا.
الرابطة الكلدانية وخلال مسيرتها كانت لها محطات نجاح كبيرة كما أسلفنا وهذه المحطات سهّلت لانعقاد المؤتمر الثاني والذي أفرز عن ظهور قيادة جديدة، بالإضافة إلى تعزيز هذه القيادة بفريق من الاستشاريين، وهذه علامة مضيئة في أسلوب العمل التكاملي وروح الفريق الواحد، مما اعطى قوة ومكانة للرابطة سواء من خلال العلاقات الداخلية أو من خلال تقديم عمل وخطاب واستراتيجية ثابتة خارجيًا. وأخيرًا أقول، بأن الرابطة تزهو من يوم لآخر، وتقطف ثمار ما زرعته عبر أعوامها الماضية، وهي في نجاح مستمر وتطور دائم، وأبوابها مشرعة أمام الانفتاح وترحب بكل كلداني، وكذلك افكارنا منفتحة لاي اقتراح أو دراسة من شأنها أن تُطوّر من عملنا.
 

3. كيف ترون العمل القومي الكلداني داخل الوطن وخاصة بعد نمو الوعي القومي الكلداني؟
الشعب الكلداني كقومية وكأمة له خصوصية ينفرد بها من حيث انه يحمل اسمًا موغلًا في عمق التاريخ، اسمًا له دلالاته ومعانيه، فهو اسم لشعب عريق ومن سكنة هذه البلاد الأصليين، ولهذا فإن ما يتبناه هو منبع فخر واعتزاز، وفي الوقت نفسه إنّ لشعبنا الإيمان الراسخ والعميق والثابت بدينه المسيحي، وهذا الإتحاد بين القومية والدين اعطاه زخمًا كبيرًا لأخلاقية العمل القومي، كما وأعطاه دفعًا كبيرًا في تبني أفكار معتدلة، ومبادرات عملية من اجل إيجاد صيغة عمل مشترك تخدم العمل القومي والإنساني معًا، ممّا شكّل علامات مضيئة في مسيرة حياة كل كلداني. ولكن هذا العمل، على الرغم من وضوحه ومصداقيته، إلّا أنّه واجه صعوبات جمّة من قبل أطراف عدة، فطرف منها غير مؤمن بأن الكلدان قومية، وأنهم، بحسب رأيه، مجرد مذهب كنسي، وطرف آخر وهم أصلًا كلدان، لأسباب في نفس يعقوب، تركوا اسمهم وتبنّوا أسماء أخرى، وآخرون يطلقون على أنفسهم بالتوافقيين أو المحايدين، وهم أيضًا كلدان، يحاولون دائمًا التقليل من شأن القومية الكلدانية، كل هذه الجماعات والمواقف أدت في بادئ الأمر إلى خلق اختلافات بسيطة في الرأي والفكر، سرعان ما تحوّلت إلى خلافات عميقة، واصبحت أكثر وضوحًا بعد تشكيل أحزاب ومؤسسات واتحادات كلدانية غيورة على اسمها الكلداني، ليس من منطق التعصب، وإنما من منطق الدفاع عن النفس، وكان تأسيس الرابطة الكلدانية نقطة انطلاق قوية وحقيقية في حمل اسم القومية الكلدانية والدفاع عنه. لقد واجهت مسيرة الرابطة الكلدانية العالمية صعوبات كثيرة سواء من داخل البيت الكلداني أو خارجه، لكنها استطاعت مواجهة هذه الصعوبات من خلال الفكر النير والمنفتح لقياداتها وأعضائها، واليوم يمكن للمتابع والمراقب الحصيف أن يشهد ويرى بأم عينيه مقدار وحجم التطور في الفكر القومي الكلداني الذي ساهم في أحداث تغييرات جذرية في العمل والتفكير وانسحب ذلك إلى اسلوب الخطابة والفعاليات وبروز نخب كلدانية غاية في المعرفة. لا يخفى على الجميع بأن الساحة القومية الكلدانية وبالتحديد بعد 2015 شهدت تقدمًا ملحوظًا في توحيد العمل القومي الكلداني، وجاء ذلك بعد الاعلان عن تأسيس الرابطة الكلدانية العالمية والتي كانت المركز الكبير الذي ربط كلدان العالم بعضهم ببعض، ومازالت الرابطة تمد جسورها وتزيد، وهذه الجسور امتدت لتشمل كل الفعاليات الكلدانية في العراق والعالم، واليوم نحن نخوض تجارب كبيرة في زيادة هذا التواصل من خلال إقامة مؤتمرات موسعة ولقاءات مكثّفة وحضور اجتماعات تخص شعبنا الكلداني. واليوم، وإذا ما أردنا أن نخوض الانتخابات، سنخوضها بكل ثقة معتمدين بذلك على شعبنا حصرًا، وهذا وحده يعد انتصارًا كبيرًا وتحولًا كبيرًا واصلاحًا لفشل سابق في صيغة الانتخابات، علمًا إنّ الرابطة قد عملت وبالتعاون مع سائر الفعاليات الكلدانية على تصحيح ذلك المسار.

4. كيف ترون شكل العلاقة بين الرابطة الكلدانية والكنيسة الكلدانية، وخاصة أنّ هوية الإنسان تتشكل من خلال القومية والدين والتي تصب في مصلحة شعبنا الكلداني؟
في بداية حديثي وضحت العلاقة القوية والمتينة بين الإيمان المسيحي والإيمان القومي الكلداني، الذي تهذب وارتقى في تفكيره وعمله إلى أعلى درجات الاحترام والصدق في العمل، لذلك، وكتحصيل حاصل، استمرت العلاقة المتينة هذه، لا بل تطورت واخذت مساحة أكبر وشهدنا ذلك من خلال عمل الرابطة في العراق والعالم ما بين الكنيسة وكوادر الرابطة، وكذلك الدعم المعنوي والمالي اللامحدود من قبل رجال الدين وأساقفة السينودس والصرح البطريركي. المعروف أنّ شعبنا الكلداني وعلى مر التاريخ كان يشكل حلقة أو جدارًا سميكًا حول كنيسته، وهذا التلاحم أعطى لهذا الشعب خصوصية فريدة من نوعها سواء على المستوى الاجتماعي وبناء الشخصية القوية المضحية والثابتة، أو من خلال حفاظه على لغته وتراثه وتقاليده وموروثه الاجتماعي، التي جعلت من الكلدان أمة متقاربة أسريًا، والى يومنا هذا الكل، وأخص بالذكر الفعاليات السياسية والاجتماعية، استفادت جدًا من هذه الخصوصية، ومن هذا المنطلق استمرت الرابطة على هذا النهج، لا بل وطورته كثيرًا، فليس مخفيًا أبدًا حجم العلاقة بين الرابطة وكنيستنا فهي مرجعنا ومرشدنا في الكثير من الأمور المصيرية، لا بل نظامنا الداخلي يحفزنا على تقوية هذه العلاقة، ويمنعنا من القيام بنشاطات وفعاليات تخالف الكنيسة.


5.  تعتبر الرابطة الكلدانية حاليًا أكبر مؤسسة قومية كلدانية من حيث القاعدة وعدد المنتمين والفروع والمكاتب. ماهية أهم توجهاتكم وافكاركم لتطوير عمل الرابطة المستقبلي؟
الرابطة الكلدانية العالمية ومنذ انطلاق عملها كمؤسسة ثقافية قومية كانت تعمل في الجانب التنظيمي الداخلي لها، وهذا الجهد حقق نجاحات في محطات كثيرة، وكان انبثاق المؤتمر الثاني لها خير دليل على ثقل هذه المؤسسة، والتي تمخضت أعماله عن اجراءات وقرارات منها لتصويب بعض الاختلافات وبعضها لدعم الكثير من الافكار والمشاريع المستقبلية القريبة والبعيدة منها، ووضع خطة عمل والتي ستاتي بنتائج ايجابية مستقبلًا. وأمّا أهدافنا على صعيد العمل مع المؤسسات السياسية والاجتماعية الكلدانية الأخرى، فالرابطة كانت ومازالت تؤمن بان العمل الجماعي الموحد هو السبيل الانجح لتحقيق أهداف امتنا وشعبنا، لذلك كانت ومازالت تحافظ على خطها ومسارها القومي بثبات، ولا أخفي عليكم بأن أقول، أنّ مثل هذا العمل يواجه أحيانًا صعوبات في تحقيقه وايجاد آلية في توحيد الخطاب القومي، ولكن العمل جار على قدم وساق وسوف نستمر في هذا المسار وندعمه. إنّ الطريق ليس مفروشًا بالورود، فأخطاء الماضي كثيرة، والشروخ بين الأحزاب والسياسيين مازالت قائمة، والتي تعرقل عجلة العمل الموحد. ولكن بهمة الغيارى سنتخطى هذه الصعوبات بتوحدنا. لذلك اؤكد ان توجهاتنا وافكارنا في الرابطة هي نتاج جهد تشاوري جماعي والمستقبل هو للذي يجتهد ويعمل.
 

6.  الجانب الاقتصادي مهم لكل مؤسسة لإدامة العمل والاستمرارية. كيف تموّل الرابطة الكلدانية العالمية نفسها؟ وهل فكرتم بإقامة مشاريع اقتصادية خاصة بالرابطة لتكون ممولا لأعمالها ونشاطاتها يساهم بها بعض من الكلدان المتمكنين ماديًا؟
الرابطة مؤسسة مستقلة تعتمد على كوادرها ونشاطات فروعها، وليست مؤسسة ربحية ولا ريع لها، لذلك نعمل على تعدد مصادر التمويل ولدينا طموح كبير بان ندخل هذا المجال، وتم طرح افكار بهذا الخصوص في المؤتمر الثاني وقدمت دراسات فيها فائدة لأبناء شعبنا من حيث القضاء على نسبة معينة من البطالة وزيادة المهارات. ومن خلال الجانب الاستثماري، سيكون هناك فوائد سواء للمستثمر نفسه أو ريع خاص للرابطة، والتباحث جاري ونحتاج إلى تحرك من قبل راس المال الكلداني في الداخل والخارج وكذلك المزيد من الافكار، ومن خلالكم ندعو رجال الأعمال الكلدان ورؤوس الأموال بالقدوم إلى العراق والاقليم على وجه الخصوص لتقديم مشاريعهم والرابطة ستكون الداعمة الأولى لهم.