المحرر موضوع: الطغاة واللصوص والأكاذيب تتصارع فيما بينها !  (زيارة 378 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
الطغاة واللصوص والأكاذيب تتصارع فيما بينها !

رعد الحافظ
24 يونيو 2023

مقدمة :
تأريخياً حدث هذا السيناريو الروسي الذي نشهده اليوم!
إمبراطورية مترنحة ,تعتمد على مجموعة مرتزقة منها ,فينقلبوا عليها لاحقاً!
حدث هذا مع الدولة العباسية عندما إعتمدت في فترة معينة على المرتزقة الأتراك ,الذين سيطروا لاحقاً على أمور الدولة وبدؤوا يعينون الخليفة ,أو يغيرونه حسب مزاجهم ومصالحم .وحدث ذلك أيضاً مع الدولة العثمانية عندما إستعانت بالمماليك في بعض مستعمراتها العربية مثل العراق ومصر ,وغير ذلك!
بالنسبة لقصة مجموعة (فاغنر) الروسيّة ,فقد بدأنا نسمع عنها عام 2014 في أحداث سوريا ,وفي إحتلال القرم ,وكذلك الحرب في دونباس الاوكرانية التي يقطنها غالبية روسية!
كان الجميع يعلم أنّ فاغنر هذه ,هي قوة روسية ضاربة أنشأها بوتين ,لتماثل مجموعة (بلاك ووتر) الأمريكية ,التي سمعنا عنها وقت تحرير العراق من طاغيتة الألعن والأشهر على مرّ التأريخ (صدام حسين المشنوق)!
لاحقاً إمتدت نشاطات فاغنر ,عدا سوريا وأوكرانيا ,الى ليبيا وأجزاء من القارة الافريقية (في السودان مع حميدتي) وأجزاء من أمريكا اللاتينية وما شابه!
***
صورة :

***
ماذا يحدث اليوم ؟
في الواقع أغلبنا كمتابعين للأخبار العالمية ,شعرنا أنّ حرب بوتين القذرة ,التي بدأت يوم 24 فبراير 2022 على أوكرانيا الجميلة ,ربّما تكون عملية هروب للأمام ,كما يفعل الطغاة على مرّ التأريخ!
هروب من المشاكل السياسية والإقتصادية الداخلية ,التي ربّما تفاقمت بعد إحتلاله شبه جزيرة القرم 2014 ,وما تلاها من عقوبات غربية على روسيا!
لكن بعض المحللين العسكريين (المؤمنين بنظرية المؤامرة) قالوا :إنّ سكوت الغرب على إحتلال بوتين للقرم ,سيفتح الابواب على مصراعيها لبداية نهايتهِ!
الآن في هذه اللحظة ,موقع ريبار العسكري يقول :أربع أرتال عسكرية لقوات فاغنر إنطلقت من مدينة روستوف وتتجه نحو العاصمة الروسية موسكو بأقصى سرعتها .وتضم ما بين 150 الى 400 آليّة عسكرية!
وقائد فاغنر (بريگوجين) يقول إنّه سيعدم وزير الدفاع الروسي في الساحة الحمراء ويدفنه قرب لينين!
لو دخلت فعلاً (ولا أظنّها ستفعل) ,هذه القوات الى العاصمة موسكو ,فسوف تحضر كل السيناريوهات السوداء المخيفة الى أذهاننا ,بما فيها تهديد بوتين المتكرر لإستخدام السلاح النووي (روسيا تملك الترسانة الأكبر في الكوكب)!
جميعنا يذكر تحذير الرئيس الفرنسي ماكرون ,وقبله داهية السياسة الخارجية الأمريكي العجوز (هنري كيسنجر) ,من حصر بوتين في الزاوية ,أو محاولة إذلالهِ .. لأنّ هذه ستكون مجازفة مجنونة!
السؤال الذي يدور في البال الآن :
هل يقف الغرب وراء تحركات فاغنر وقائدها القذر (يفجيني بريگوجين)؟
أم أنّ هذا الأخير مُحق في قوله أنّ قيادة الجيش الروسي قامت بقتل عدد كبير من رجالهِ ,الذين تقول عنهم الآن القيادة الروسية أنّهم سجناء سابقين اُطلق سراحهم بشرط واحد هو خدمة التحركات الروسية العسكرية في جميع أنحاء العالم!
طغاة يحاربون طغاة وكذبه يكذبون على كذبه ,ولصوص يسرقون من لصوص!
***
الخلاصة:
إمبراطورية الإتحاد السوفيتي السابقة ,إنحّلت (إنفرط عقدها) عام 1991.
أصبحت بالطبع روسيا الوريث الشرعي لتلك الإمبراطورية!
بينما اوكرانيا (المكوّن الأهمّ الثاني) ,وافقت على التخلّي عن ترسانتها النووية من خلال توقيعها مذكرة بودابست 1994 ,بنصيحة وضمانات من الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا نفسها للإستقلال السياسي للدولة الاوكرانية وشعبها!
روسيا (أو بالأصح بوتين) الذي يحكم روسيا منذ حوالي ربع قرن ,يقول ويتصرف على أساس انّ أوكرانيا منطقة نفوذ تابعة لروسيا.
و عام 2008 حذّر بوتين علنا من محاولات ضمّ اوكرانيا لحلف الناتو!
وعمليّاً كلّما حدثت مشكلة داخلية في روسيا كان بوتين يصعد حديثه ضدّ اوكرانيا ,الى أن إحتل جزءً منها (القرم) 2014 .
ثمّ بدأ حربه الأخيرة عليها عام 2022 ,غالباً لتصدير مشاكله الداخلية ومحاولة إلهاء الشعب الروسي العظيم بالحرب ,على أنّها قضية قوميّة وجودية سامية!
الى أين يقود الخصام والحراك بين فاغنر الروسية من جهة , وبوتين الرئيس الروسي من جهة اخرى ؟ لا نعلم!
لكنّي شخصياً أخشى على مستقبل البشرية من فكرة حصر الأسد الجريح في زاوية .بوتين (في هذه الحالة) مجنون رسمي مثل صدام والقذافي وأمثالهم!
إنّما يختلف عنهم بإمتلاكه مفاتيح أعظم ترسانة نووية على ظهر الكوكب!
على ساسة وحكماء وفلاسفة وعلماء العالم التضافر ,للوصول الى حلّ معقول!

[على الحكمة أن تكون مثل الشمس تشّعُ على الجميع ,وأن يكون بوسعها أن تقذف ولو بشعاعٍ باهت على أكثر الأنفس حطةً وإتضاعا] !!!
هكذا تكلّمَ زرادشت / فريدريك نيتشه!

رعد الحافظ
24 يونيو 2023