المحرر موضوع: لقاء حول سؤال واحد؟!.  (زيارة 369 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل هنري سـركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 976
    • مشاهدة الملف الشخصي
لقاء حول سؤال واحد؟!.
« في: 19:35 27/06/2023 »
تقدم اي امة الى الامام يفرض على ابناؤها مواجهة حقائق المرحلة والتاريخ القديم والمعاصر دون اي مساحيق تجميل.. الصديقات والاصدقاء الاعزء نبدا معكم اللقاء الاول من سلسلة لقاءات بعنوان( لقاء حول سؤال واحد)، مع المهندس والكاتب القومي والوطني خوشابا سولاقا. استاذ العزيز:ـ (هل حقق الفكر القومي والعمل السياسي الاشوري في الوطن النهضة المطلوبة للقضية القومية)؟. فردعلينا مشكورا..
*كل ما تم تداوله في كل نشاطاتنا بشأن القضية القومية الآشورية منذ الحرب العالمية الأولى التي إندلعت سنة 1914 هي مجرد إنفعالات وردود أفعال شخصية كلامية غير محسوبة العواقب والنتائج ، فكانت النتيحة موت 50 % من أبناء شعبنا عبر الهجرة الطويلة المؤلمة والكارثية من هيكاري الى بعقوبة وليس أكثر من ذلك وكما تجلت آخر نتائجها المأساوية في مجزرة سميل سنة 1933 بسبب سيادة الأفكار الذكورية والعشائرية المقيتة بين قياداتنا العشائرية شبه الأمية والمفتقرين للخبرة السياسية ، ولم يكُن هناك فكر قومي مُأطر واضح في صيغة محددة ، وكانت أنضج صيغه هي مجرد رؤى متعددة ومختلفة ومتشرذمة من شخص لآخر ومن عشيرة لأخرى وغير مكتوبة ليقرأها الآخرين حتى يغنوها بما هو أفضل ويشذبوها من ما هو غير عملي وواقعي يتناسب مع ظروفهم الذاتية والموضوعية والزمكانية ... فبقت ما تسمى بالقضية القومية الآشورية أسيرة رؤى عاطفية حاقدة وراقضة لبعضعا البعض وإنفعالية وردود أفعال لأفعال تحصل هنا وهناك ، وقد تجسدت هذه الأنفعالات عملياً فقط في موجة الغناء القومي ( زمرياثا أومتنايي ) ليس اكثر وخير دليل على هذا الوصف لواثعنا القومي القائم حالياً هو الهجرة العشوائية اللعينة الى الخارج وترك أرض الأباء والأجداد التي تشكل حجر الزاوية والأساس المادي لأي مشروع قومي وحقوق قومية لأنه لا وجود لقومية من دون وجود أرض لها عليها بصمة تاريخية حضارية .... بتقديري الشخصي ليس هناك فكر قومي مُأطر مكتوب لتتناقله الأجيال حتى يتمحورون حوله بدلاً من التشتت والتجمع أمام أبواب القنصليات والسفارات الأجنية في دول محطات الهجرة في دول الجوار بحثاً عن من يأويهم كمهاجرين وأستنزاف أموالهم لسنوات طويلة في تلك المحطات ..... هذا هو حال الواقع القومي الآشوري ، وجود بشري مشتت من دون وجود فكر مُأطر منظم ولا أرض تجمع أغلبهم ليشكلون عليها وجود كيان قومي ذي خصوصية متميزة ، وكل ما هو موجود هي العواطف الفارغة التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع . اما الأحزاب والمنظمات السياسية بمختلف تسمياتها القومية المتعددة فهي قد ساهمت بعد 2003 في تعميق الخلافات وأسباب الفُرقة والأنقسامات المذهبية الكنسية وتعددت التسميات القومية المستحدثة وأتخذت من القضية القومية صك الغفران كوسيلة للمتاجرة بالقضية القومية في سوق النخاسة العراقية للحصول على المغانم والمنافع والمناصب الرخيصة ولم تعمل شئ للقضية القومية غير ترويج الشعارات الكاذبة كما تقتضي مقتضيات الأسعار في سوق النخاسة .... وأما المؤسسات الكنسية فكان دورها لا يختلف بشئ عن دور الأحزاب والمنظمات السياسية في بث روح الفرقة وتعميق الخلافات وتقسيم المقسم وتجزأة المجزأ إن لم يكُن أسوأ وهكذا بقى كل شئ اليوم أسوأ مما كان قبل سنة 2003 مع الأسف ..... تحياتي