المحرر موضوع: لقاء حول سؤال واحد.. مع الناشط القومي الاشوري فاروق كوركيس.  (زيارة 389 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل هنري سـركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 976
    • مشاهدة الملف الشخصي
لقاء حول سؤال واحد.. مع الناشط القومي الاشوري فاروق كوركيس.

تقدم اي امة الى الامام يفرض على ابناؤها مواجهة حقائق المرحلة والتاريخ القديم والمعاصر دون اي مساحيق تجميل.. الصديقات والاصدقاء الاعزء نبدا معكم اللقاء الثاني من سلسلة لقاءات بعنوان( لقاء حول سؤال واحد)، مع الكاتب والناشط القومي الاشوري فاروق كوركيس استاذ العزيز:ـ.(كما نعلم وتعلمون الاحزاب ضرورية لضخ الحيوية الخلاقة في الامة. لكن احزابنا القومية عملت عكس ذلك.. الا تعتقد كانت هي سبب الفوضى والانقسام للعمل القومي في الوطن اولا، وتشتت شعبنا داخل وخارج الوطن ثانيا)؟ فرد علينا مشكورا..
 * انا لا أميل الى الطرح الذي يحمل جهة معينة أسباب الفوضى والأنقسام في أمتنا .. وأنما أنا مؤمن بأننا جميعا وبمختلف مستوياتنا وفعالياتنا نتحمل مسؤولية ذلك ، وأن كانت تتفاوت في حجمها . وعليه فأننا عندما نتطرق الى موضوع الأحزاب السياسية من منظور عام ، فأنه يمكننا القول أنها نتاج وأنعكاس لحاجة فكرية وسياسية في مرحلة زمنية معينة وفي بيئة جغرافية معينة .. تبنتها مجموعة من الافراد من ابناء شعبنا . لكن قبل الأجابة على سؤالكم ، لا بد من العودة قليلا الى الوراء لكي لا ننطلق من فراغ في تشخصينا وتحليلنا لهذا الموضوع ..
 فأذا ما اتخذنا من مذبحة سميل 1933 كحد فاصل ما بين تطلعاتنا وكفاحنا لنيل حقوقنا المشروعة ، وما بين تشتتنا وهجرتنا ومحاولت آبائنا تضميد الجراح والآلام التي افرزتها المذبحة خلال السنوات العشرين والثلاثين التي تلتها ، ومحاولات الاندماج مع المجتمع العراقي بعربه واكراده والمكونات الاخرى لينأى بنفسه من الاتهامات بالخيانة والعمالة للانكليز .. ثم جاءت ظروف الاقتتال بين الاكراد والحكومة وبكل ما تعرضت له قرى شعبنا للقصف والحرق ، وبالتالي نزوح وهجرة سكانها الى مدن بغداد والبصرة والموصل وكركوك وغيرها بموازاة الهجرة الى الغرب ، وبعدها الحرب العراقية الايرانية وحرب الكويت فالحصار ووو وصولا الى المنطقة الامنة في الشمل 1991 وتغيير النظام 2003 .. لكن لا يمكننا أن نغض النظر عن العديد من السنوات التي تميزت بالاستقرار والأمن ودخول أولادنا وبناتنا الى المدارس والجامعات والعمل في الدوائر الحكومية والتعليم وفي مختلف مجالات الحياة .. والتي رافقتها نشاطات فكرية واجتماعية وقومية بجهود الطلبة الجامعيين والمثقفين بصورة عامة ..ويمكن ان تكون اواخر الستينات ، والسبعينات والثمانينات هي الفترة الزمنية التي يمكننا ان نتخذها محورا لما نرغب بتوصيله لكم ( اذا اننا لم نرغب بالاشارة الى ما يسمى بفترة الرواد الاوائل للنهضة القومية ، بغية عدم التوسع في الموضوع ) .. ففي هذه السنوات التي تميزت ببعض الاستقرار النسبي ، نرى أن شعبنا الاشوري و بمختلف مستوياته الفكرية ، كان يراوده حلما ، ويمني نفسه ، بالمستقبل الآتي ، او المستقبل المشرق الذي تتحقق فيه احلامنا وامنياتنا وننال حقوقنا ضمن كيان سياسي آشوري على ارضنا التاريخية .. ورغم هذه الاحلام والامنيات التي تغنى بها بعض مطربينا من امثال داود ايشا واشور بيت سركيس ومطربين من ايران .. لكن المشكلة الاساسية ، ان مثقفينا ونخبنا الفكرية والقومية لم تستطع أن تترجم كل تلك الاحلام والامنيات وتقوم بتضمينها في كتاب ليكون مصدرا فكريا وقوميا ( يكون بمثابة دستور ) ليقدم او يعرف الامة الاشورية والشعب الآشوري الى المحيط العربي والكردي الذي نعيش فيه .. وعلى الاقل ليصبح هذا المصدر الفكري والقومي / الدستور ( وبكل ما كان سيتضمنه من مقومات لأمتنا الآشوري ، ومباديء وبرامج سياسية ) ، أساسا لأي عمل قومي اشوري مستقبلاً .. وهكذا وبغياب هذا المصدر الفكري القومي / الدستور الى يومنا هذا .. نرى أن كل الأحزاب السياسية عند تأسيسها ، قد اجتهدت في صياغة مبادئها ومنطلقاتها الفكرية وبرامجها السياسية عند تعاملها مع قضيتنا القومية ومسألة حقوقنا القومية المشروعة .. وعلى هذا الأساس ، يمكننا القول ، أنها لم تكن قادرة على التعامل بواقعية وعقلانية ، لا على المستوى القومي مع استحقاقات شعبنا الآشوري ، ولا على المستوى الوطني العراقي أو السوري ، ولا على مستوى التغيرات والظروف الاقليمية والعالمية .. لذلك تميز اداء هذه الاحزاب وتعاملها مع الواقع بسياسات رد الفعل تجاه الكثير من الاحداث والمحطات التي مر بها شعبنا .. وغالبا ما كان يتم اتخاذ قرارات ارتجالية غير مدروسة ، ناهيك عن الرغبة في التفرد والانفرادية . كل هذه الامور ادت الى ظهور ازمة ثقة بين الجماهير والاحزاب السياسية ، وبدلا من مراجعة اسباب الاخفاقات وتقييم الاداء والقبول بالنقد والانفتاح على الكتاب والمثقفين ، أصرت الأحزاب السياسية على السير في الطريق الذي تحدده قياداتها ومؤتمراتها .. ونتيجة لذلك ، ومن اجل الحفاظ على مسانديها وكسب مساندين جدد ، نرى أن الاحزاب السياسية ، لجأت الى رفع الشعارات العاطفية ، والخطب الرنانة ، وتقديم الوعود تلو الوعود .. يضاف ذلك ، وفي ظل غياب العمل القومي الجماعي بين الاحزاب السياسية ، والالتفات الى المهام القومية الكبيرة ، نجد ان الاحزاب السياسية ، دخلت في صراعات حزبية وسياسية بينها وتعرضت الى الانقسامات ايضا .. وكل هذا كانت له تأثيرات سلبية على مجمل الحركة القومية الاشورية وبالتالي تلاشي الآمال بنيل حقوقنا القومية المشروعة .. وكل هذا ، مضافا اليه الاوضاع السياسية والاقتصادية في العراق وسوريا وغيرها .. دفع باعداد هائلة من شعبنا الاشوري الى الهجرة .. لكن والحق يقال .. ورغم فشل الاحزاب السياسية بصورة عامة في الحفاظ على وجودنا القومي ، وفشلها في التعامل مع مسألة حقوقنا القومية ، فأنه لا يمكن أن ننكر بعض الايجابيات ، او أن للاحزاب السياسية الفضل في تشريع بعض المواد الدستورية والقوانين التي تضمن بعض الحقوق لشعبنا ، وكذلك تعزيز وترسيخ ثقة الكثيرين من ابناء القرى والبلدات الاشورية بالبقاء ، وقيام هذه الاحزاب في مناسبات كثيرة بالدفاع عن ملف التجاوزات والقضايا الاخرى ، ويمكننا أن نضيف التعليم السرياني / الاشوري كأنجاز مهم رغم كل الظروف .. وباختصار شديد نقول .. انه رغم كل الظروف والصعوبات ، فأننا نرى أنه كان يمكن تحقيق انجازات أكبر ، وكان يمكن الحد من موجة الهجرة ، لو أحسنت احزابنا التعامل مع قرار فرض المنطقة الامنة 1991 ، وكذلك مع عملية تغيير النظام 2003 .. شاكرين لكم اختيارنا لهذا الموضوع المهم الذي يحتاج الى صفحات كثيرة.. مع التقدير