المحرر موضوع: نفوق الثروة السمكية في العراق أمام أنظار الحكومة  (زيارة 228 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31632
    • مشاهدة الملف الشخصي
نفوق الثروة السمكية في العراق أمام أنظار الحكومة
السلطات العراقية تفتح تحقيقا لتحديد أسباب نفوق أطنان من الأسماك في نهر بجنوب البلاد.
العرب

تغيّرات مناخية وإهمال
المجر الكبير (العراق) - في مشهد صدم العراقيين طفت آلاف الأسماك على سطح المياه في نهر العز بمحافظة ميسان العراقية بسبب شح المياه وارتفاع نسبة الملوحة.

وتداول ناشطون فيديو يصور نفوق الأسماك مع تعليقات غاضبة على ما آلت إليه الأوضاع في مناطقهم بسبب شح المياه.

وأعلنت السلطات العراقية الإثنين أنّها فتحت تحقيقا لتحديد أسباب نفوق أطنان من الأسماك في نهر بجنوب البلاد، في ظاهرة قد تكون مرتبطة بالجفاف الذي يتعرّض له هذا البلد.

وفي بلاد ما بين النهرين تنتشر عدة أنواع من الأسماك، أبرزها الكارب والكراف والسلفر والكطان والبني والشبوط.

وتراجع إنتاج العام الجاري إلى نحو 400 ألف طن أو أقل بسبب قلة الأمطار والجفاف نتيجة سياسة تركيا وإيران تجاه العراق، بينما كانت الثروة السمكية قبل أعوام الجفاف مزدهرة، بل غزت الأسماك العراقية أسواق البلدان المجاورة.

وفي العام الماضي بلغ إنتاج العراق من الأسماك نحو 800 ألف طن، منها 100 ألف طن من المزارع المجازة، و700 ألف طن من المزارع غير المجازة.

الثروة السمكية كانت مصدرًا اقتصاديًا مهمًا للعراق، إلا أنّ هذا القطاع أصبح اليوم مهملًا من قبل الحكومات المتعاقبة

من جانبها قالت السلطات المحلية في محافظة ميسان السبت إنها رصدت نفوق الأسماك في نهر العز، محذرة من ظهور أمراض خطرة في الوقت ذاته.

وأفاد قائم مقام قضاء المجر الكبير أحمد عباس بأن الأجهزة الرقابية المختصة رصدت نفوق كميات كبيرة من الأسماك في القنوات الإروائية التابعة لنهر العز في القضاء، لافتاً إلى أن هذا النفوق ليس بسبب الأمراض وإنما سببه نقص المياه بشكل كبير في المنطقة، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية.

وشاهد المواطنون آلافاً من الأسماك الصغيرة النافقة وقد جرفتها المياه على ضفة النهر في منطقة المجر الكبير الواقعة في محافظة ميسان (جنوب شرق) والمتاخمة للحدود مع إيران حيث تنتشر أهوار يرويها نهر دجلة.

وأعلن مرصد العراق الأخضر أن ما يشهده قضاء المجر بمحافظة ميسان من نفوق الملايين من الأسماك نتيجة قلة المياه هو بداية لتداعيات “صيف جفاف المياه”.

وقال المرصد في بيان “منذ فترة ليست بعيدة حذرنا معنيين بملف المياه من أن صيف العراق المقبل سيهلك الثروة المائية والحيوانية للبلاد”، مبيناً أن “السلطات العراقية تاركة قضية المياه لحلول السماء وليس التفاوض مع دول الجوار”.

وأضاف أن “نفوق الملايين من الأسماك نتيجة قلة المياه بقضاء المجر في ميسان، بداية لتداعيات الصيف الذي سيجفف المياه”.

مرصد العراق الأخضر أعلن أن ما يشهده قضاء المجر بمحافظة ميسان من نفوق الملايين من الأسماك نتيجة قلة المياه هو بداية لتداعيات "صيف جفاف المياه"

وأشار إلى أن “الجفاف لا يقتصر على مناطق الجنوب مثل الأهوار والأنهار الفرعية، إنما (يطال) أعالي نهري دجلة والفرات الواقعة في المناطق الوسطى والشمالية”.

وعزا الخبير البيئي أحمد صالح نعمة هذه الظاهرة إلى “ارتفاع درجات الحرارة” في الصيف، ممّا يؤدّي إلى زيادة التبخّر مع “قلة الإطلاقات المائية”، الأمر الذي يسبّب “نقص الأوكسيجين وزيادة التراكيز الملحيّة” في المياه.

ومع قلّة هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة تصنّف الأمم المتّحدة العراق من بين الدول الخمس الأكثر تأثراً بالتغيّر المناخي، في حين تندّد بغداد بالسدود التي تبنيها تركيا وإيران المجاورتان والتي تسبّبت بنقص ملحوظ في منسوب أنهار العراق.

وقال مدير شعبة الأهوار والتراث العالمي في مديرية بيئة ميسان خضر عباس سلمان “تبيّن من خلال الاختبارات الحقلية التي أجريناها أنّ نسبة الأوكسجين ‘صفر’ بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الملوحة”.

وهذا المسؤول الذي شارك الإثنين ضمن فريق حكومي في تفقّد المنطقة التي شهدت نفوق أطنان من الأسماك، أشار إلى أن هناك تسعة أنواع من الأسماك تعيش في هذه المياه و”مازال النفوق مستمراً حتى الآن”.

وتعتبر الثروة السمكية في العراق من أهم الموارد التي تدعم الاقتصاد وسجلت تحسنًا ملحوظًا خلال السنوات السابقة، إلا أنها انتكست بسبب الأزمة المائية التي أجبرت العديد من مربي الأسماك على ترك مهنتهم.

وبحسب تقديرات المختصين، فإنّ الثروة السمكية كانت مصدرًا اقتصاديًا مهمًا، حيث ساهمت قبل العام 2003 بـ25 في المئة من الناتج المحلي، إلا أنّ هذا القطاع أصبح اليوم مهملًا من قبل الحكومات المتعاقبة.

كما تعد أهوار المناطق الجنوبية في العراق الأكثر تضررًا بعد قطاع الزراعة جراء شح المياه في العراق بسبب تركيا وإيران وتراجع الأمطار في موسم الشتاء الماضي، ووسط هذه الأزمة تكشف الأرقام الرسمية أن التصحر اجتاح الأراضي العراقية بنسبة 39 في المئة.

وأضاف سلمان “أخذنا عيّنات من الأسماك والمياه… سنقوم بإرسالها إلى المختبرات لكي يتم إجراء الفحص لتبيان وجود مواد كيمياوية من عدمه”.

ولفت الانتباه إلى أنّ نسبة الملوحة زادت بقوة “ولا تصلح (حتى) للاستخدامات الزراعية؛ أي أنّها تقوم بتخريب التربة إذا استخدمها المزارع لسقي محاصيله”.

وفي إشارة إلى خطورة زيادة التلوث قال سلمان إنّ “أيّ حيوان نافق تتحلّل أنسجته وبالتالي يؤثر في زيادة نسبة التلوث… إضافة إلى زيادة سمّية المياه”.

وشهد العراق عام 2018 حادثة مماثلة وقعت في محافظة بابل (وسط) عندما تفاجأ مربّو الأسماك بنفوق الآلاف من أسماك الكارب، دون أن يتمكنوا من معرفة السبب، وقد رجّح بعضهم يومها وقوف فايروس أو مواد كيمياوية خلف ما جرى.