الصلوات المرفوضة عند الله
بقلم / وردا إسحاق قلّو( من يحوّل إذنه عن سماع الشريعة فصلاته أيضاً مكرهة ) " أم 9: 28 "
الله يريد من كل مؤمن أن يصلي لأن الصلاة هي علاقة شبه مباشرة مع الله . فعندما يتحدث المصلي إلى الله بصلاة فردية شخصية فإنه يرفع إلى الله طلباته الضرورية لكي يلتمس العون منه ، فوجوب الصلاة المستمرة واجب لكي تدوم العلاقة الحميمة مع الخالق ( لو 1:18 ) والرسول بولس نصحنا للصلاة على الدوام وبدون إنقطاع ، رافعين الشكر إلى الله ( 1 تس 17:5 ) . في الصلاة نحن نتكلم والله يصغي ، لكنه لا يبقبل كل الصلوات ، فهناك إستثناءات في حالات كثيرة لا يسمع الله إلى صلاة المصلي إليه . منها صلاة الغاضب ، فالغاضب على أخيه لا يستحق أن يتناول القربان ، بل عليه أن يذهب أولاً ويصالح أخيه ، وبعد ذلك يأتي ويتقدم إلأى المائدة المقدسة . كذلك لا يسمح الله إلى صلاته فلا يقيم معه علاقة حب ، وبحسب الآية
( إذا لم نحب الإنسان الذي نراه ، فكيف نحب الله الذي لا نراه ) . المؤمن الحقيقي عليه أن يقتدي بأبيه السماوي الطويل الأناة ، والمحب . لا يجوز للإنسان أن يغضب على الأخرين بل على نفسه ، لأن الغضب لا يصنع بر الله ( يع 20:1 ) ، والغضب على الذات سيقود إلى التوبة ، ويسمى ب
( الغضب المقدس ) . كذلك الله لا يسمع صلوات الخاطىء لأن الخطيئة تعمل كحجاب حاجز بين المصلي والمصلي إليه . فعليه أولاً أن يتوب الإنسان من خطيئته ، وبعد ذلك يرفع صلاته بكل تواضع لكي يقبلها الله كصلاة جابي الضرائب في الهيكل الذي قرع صدره قائلاً
( أرحمني يا الله أنا الخاطىء ! ) " لو 13:18" ، وهذا ما قاله الرب على لسان إشعياء النبي
( ها أن يد الرب لم تقصر عن أن تخلص ولم تثقل إذنه عن أن تسمع ، بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم وخطاياكم سترت عنكم حتى لا يسمع ) " 59: 1-3 " فالخاطىء هو إنسان شرير في عين الله الذي يرفض صلاته ( ذبيحة الأشرار مكرهة الرب ، وصلاة المستقيمين مرضاتهُ ) " أم 18:15 " .
أما صلاة البعيدين عن الكتاب المقدس فأيضاً مرفوضة ، ففي العهد القديم نقرأ
( من يحوّل إذنه عن سماع الشريعة فصلاته أيضاً مكرهة ) " أم 9: 28 " إذاً قراءة الكتاب المقدس يومياً مطلوبة لأنها الغذاء الروحي لنا . فعندما نصلي نتحدث إلى الله ، لكن عندما نقرأ الكتاب المقدس فالله هو المتكلم ونحن نصغي إلى كلامه ووصاياه ، بل يغذينا غذاءً روحياً كل يوم ، ويجب أن نتناوله كل يوم لكي لا نشعر بالجوع الروحي ، لهذا قال يسوع
( ليس بالخبز وحده يخبا الإنسان ، بل بكل كلمة تخرج من فم الله ) " لو 4:4 وتث 3:8 " فكلام الله هو مصدر الحياة . أما لماذا لا تقبل صلاة من لا يقرأ كلمة الله أو يسمع لها ؟ فلآنه لا يحترم الله ، ولا يريد أن يسمع إلى وصاياه ، بل يهملهُ ولا يتذكرهُ ، فالله أيضاً سيعامله بالمثل فلا يسمع هو الآخر إلى كلامهِ . هناك فرق بين من لا يعرف وبين من لا يريد أن يعرف طريق الله . فالمؤمن يجب أن يكون عاملاً بكلمة الله أيضاً لكي يطوبه الله
( بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونهُ ) ينبغي للإنسان أن يختار له طريقاً واحداً ، أما مع الله أو بعيداً منه . فلا يستطيع أن يعبد إلهين . أما الله ، أو العالم وما فيه . لهذا يحذرنا الكتاب ، فيقول
( حتى متى تعرجون بين الفرقتين : إن كان الرب هو الله فإتبعوه ، وإن كان البعل فإتبعوه ) " 1 مل 21:18 " وهذا ما أكدهُ لنا يسوع ، قال
( من ليس معي فهو عليّ ، ومن لا يجمع معي فهو يفرق ) فصلاة من لا يكون مع الله مرفوضة ، وإيمانه فاتر ، أي ليس حاراً ولا بارداً ، والرب سيتقيأهُ من فمهِ ( رؤ 36: 3 ) .
كذلك صلاة الإنسان الظالم لأخيه الإنسان مرفوضةُ أيضاً
( ظالم الفقير يُعيّر خالقهُ ، ويمجده راحم المسكين ) " أم 13: 14 " كذلك يقول
( مبرىء المذنب ، ومذنب البرىء كلاهما مكرهة الرب ) : أم 15:17 " . فالله يحذّر الظالم وخاصةً من يظلم الفقير والضعيف لأن صراخه يصل إلى محضر الله ، لهذا لا يسمع الله إلى صلاة الظالم . كما يرفض صلاة الخائن ، كيهوذا الأسخريوطي الذي خان الرب من أجل المال ، لهذا كتب عنه
( ... ولتحسب له صلاته خطيئة ) " مز 7:109 " .
في الختام : الله يكره خطيئة الخيانة والكذب والحقد والإنتقام ، فلا يصغي إلى صلاة من يعيش في الخطيئة ، لأن الخطيئة تفسد الصلاة النابعة من قلب خاطىء ، والعلاج هو التوبة أولاً ، والإعتراف بالخطايا ، والله أمين وعادل فيغقر للتائب خطيئته ويطهره من كل إثم ( يو 9:1 ) ويسمع إلى صلاته فيعيد العلاقة بينه وبين عبده التائب .
التوقيع
( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) ” رو 16:1 "