أنقرة تُحرّك مجدّدا ملف مطالبتها بتسلّم غولنوزير العدل التركي يقول إن بلاده زوّدت القضاء والسلطات في الولايات المتحدة بـ"صناديق وأكياس كبيرة من الأدلة" تثبت تورط فتح الله غولن في محاولة الانقلاب.MEO
العدو اللدود لأردوغان نفى مرارا تورطه في محاولة الانقلاب
القضاء التركي يحقق مع نحو 77 ألفا بشبهة الانتماء إلى تنظيم غولنأنقرة - قال وزير العدل التركي يلماز تونج إن أنقرة زودّت الولايات المتحدة بكافة الوثائق اللازمة لاستعادة زعيم تنظيم "غولن" فتح الله غولن، المقيم بولاية بنسلفانيا والمتهم بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها أنقرة منذ نحو 7 سنوات، مؤكدا أن الوثائق لا يعتريها أي نقص، فيما فشلت كافة المساعي والضغوط التركية لتسلم العدو اللدود للرئيس رجب طيب أردوغان والذي تتهمه بلاده بالإرهاب وهو ما ينفيه.
وشدد تونج بمناسبة قرب حلول الذكرى السنوية السابعة لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا صيف 2016 على أن بلاده تواصل بحزم "مكافحة التنظيم الإرهابي على مختلف الأصعدة وبشتى الوسائل القانونية"، لافتا إلى الحرص في الوقت ذاته "على العمل من أجل عدم تكرار أي محاولة انقلاب شبيهة مستقبلا".
وشهدت تركيا في 15 يوليو/تموز 2016 محاولة انقلاب نفذتها عناصر محدودة من الجيش تابعة لتنظيم "غولن"، تلتها حملة تطهير بذريعة الانتماء إلى الحركة وأفضت إلى اعتقال عشرات الآلاف من الأشخاص، فيما أقالت السلطات التركية نحو 150 ألفا من الموظفين وأفراد الجيش وآخرين.
وأفشل المحاولة تدخل عناصر موالية للرئيس وعشرات الآلاف من أنصاره الذين نزلوا إلى الشوارع وبلغت الحصيلة 251 قتيلا ونحو ألفي جريح، ما عدا مخططي الانقلاب.
واعتبر الوزير التركي أن ما حدث ليلة 15 يوليو/تموز 2016 لم يكن مجرد محاولة انقلاب، إنما محاولة لاحتلال تركيا من قبل "قوى عالمية عبر أدوات محلية".
وأشار إلى أن هذه المحاولة كانت تهدف "لإسقاط الحكومة التركية وتحقيق المخططات الإقليمية للجهات التي كانت تقف وراء هذا الأمر".
وقال تونج إن القضاء في تركيا اتخذ حتى الآن إجراءات قانونية بحق 693 ألفا و162 شخصا، مشيرا إلى أن "التحقيقات تتواصل بحق 67 ألفا و893 آخرين، فيما تستمر محاكمة 26 ألفا و667 مشتبها بهم".
وتابع أن إدانات قضائية صدرت بحق 122 ألفا و632 متهما، كما صدرت أحكام براءة بحق 97 ألفا و139 مشتبها بهم.
وكشف أن نحو 15 ألفا و539 يبقعون حاليا في السجون بعد إدانتهم في قضايا متعلقة بالمحاولة الانقلابية الفاشلة.
وزاد أن "القضاء أصدر حتى الآن أحكاما بالسجن المؤبد المشدد بحق 1634 عضوا من تنظيم غولن الإرهابي، فيما صدرت أحكام بالسجن المؤبد بحق 1366 آخرين".
كما سُجن حتى الآن نحو "1891 متهما لفترات محدودة، بعد أن ثبتت صلتهم بالتنظيم الإرهابي أو التورط في المحاولة الانقلابية".
وحول مصير المتهمين المنخرطين في تنظيم "غولن" أو المتورطين في محاولة الانقلاب والمتواجدين خارج تركيا أو ممن فرّوا عقب ليلة 15 يوليو/تموز، قال تونج إن "القضاء التركي قدّم حتى الآن طلبات إعادة بحق 1271 ملاحقاً من أنصار التنظيم الإرهابي في 112 دولة مختلفة".
وأضاف أن أنقرة تقدّمت حتى الآن للولايات المتحدة بـ"256 طلب إعادة ملاحقين إلى جانب تقديم 483 طلبا مشابها لدول الاتحاد الأوروبي من أبرزها ألمانيا واليونان وبلجيكا وهولندا وبريطانيا".
وحول نتائج جهود الإعادة، كشف تونج عن قبول "3 طلبات إعادة ملاحقين بشكل مباشر، اثنان في رومانيا وثالث في الجزائر، فيما تم قبول نحو 123 طلب إعادة أخرى على شكل ترحيل المطلوبين إلى تركيا".
وأردف "بهذا نكون قد استعدنا حتى الآن 126 ملاحقا قضائيا من أنصار تنظيم غولن من الدول التي ذهبوا إليها".
أما على صعيد استعادة زعيم التنظيم فتح الله غولن، فقد أكد تونج أن "أنقرة تقدمت بطلب استعادته من الولايات المتحدة الأمريكية التي يقيم على أراضيها".
وشدد على أن تركيا زوّدت القضاء والسلطات في الولايات المتحدة، بـ"صناديق وأكياس كبيرة من الأدلة" التي تثبت تورط غولن في محاولة الانقلاب وتدينه، مؤكدا أن الأدلة المقدّمة إلى واشنطن "لا يعتريها أي نقص".
وانتقد الوزير التركي رفض السلطات الأميركية إعادة زعيم التنظيم، قائلا إنها تقوم بذلك بـ"دوافع سياسية لا قضائية".
وشدد على ضرورة "مكافحة العالم أجمع للإرهاب والتنظيمات الإرهابية والانقلابات وذلك انطلاقا من الاتفاقيات والمبادئ الموقعة عليها في هذا الخصوص من قبل الدول".
ونفى غولن الذي كان حليفا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرارا الضلوع في محاولة الانقلاب وندد بها.
