المحرر موضوع: مع غبطة البطريرك ساكو في صومعته 1.  (زيارة 387 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف ابو يوسف

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6323
  • الجنس: ذكر
  • ان كنت كاذبا فتلك مصيبه وان كنت صادقا المصيبه اعظم
    • مشاهدة الملف الشخصي
تحية وإحترام:

في عام 2016 كنت قد أعلنت عن توقفي مشاركة مقالات وأخبار الموقع الأعلامي الرسمي للبطريركية الكلدانية إحتراماً لكلمتي يومها وبرغبتي الخاصة بعد صدور بيان ركيك مُستفز بشأني من قبل البطريرك ساكو, لكن اليوم وللضروف العصيبة التي يمر بها غبطة نيافة الدكتور البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو فأني قررت أن أشارك بعض المقالات التي نشرها الموقع أعلاه قبل عشر سنين تخص ما حصل لأبناء شعبنا يومها من تهجير وأيضا مسألة الكهنة وتركهم مناطق تنسيبهم دون كتاب رسمي, هذه المقالات كان المرجو منها دعوة للصبر والتحمل والمحبة وغيرها من الأمور, واليوم وبعد إعلان غبطته نيته الأنسحاب من المقر البطريركي ببغداد والتوجه الى أحد الأديرة في أقليم كردستان بعد الظلم الذي وقع عليه وكما جاء في رسالة غبطته المفتوحة الى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء والى الشعب العراقي, فسأشارك هذه المقالات مع غبطته علها تكون رفيقاً له في صومعته ليتأمل بها ويستفاد مما جاء فيها من دروس وعبر كما أستفاد منها يومها من وجهت إليهم .

أترك غبطته مع هذه السلسلة ويمكن أن يستفاد منها المطلعين الكرام أيضاً, مع وافر تحياتي.

المقالة الثانية تحت عنوان: الألم     https://saint-adday.com/?p=7223

يَختبر الألَمَ كلُ إنسان، أصغيراً كان أم كبيراً، غنياً أم فقيراً، مثقَفاً أم غير متعلِّم. فمَن منّا لم يعرف الألم ومَن منّا لم يقابل أشخاصاً يتألَّمون. وأمام الألم يطرح الإنسان عدّة أسئلة تبقى بلا جواب واضح: لماذا الألم؟ لماذا أنا؟ ما معنى الحياة؟ كيف لي أن أخرج من هذا النفق؟ مَن هو الله؟ وأين هو في حياتي؟ … وغالباً ما يعجز الناس عن فهم ما يصيبهم من ألم، ويغرقون في مشاعر الحزن والغضب واليأس. وكثيراً ما نكتشف أمام الإنسان المتألِّم خوفنا من مواجهته وقلّة حيلتنا وخجلنا أيضاً. فنهرب منه ونحن بالقرب منه، لأنّنا نشعر أنّ الكلمات تفقد جدواها ومعناها، أو تتحوّل إلى ثرثرة تسعى إلى تناسي الأسئلة التي يطرحها الألم علينا ونتعثّر في الردّ عليها.
فيكون حالنا وحال مَن يتألَّم، إمّا البكم، وإمّا الثرثرة. ولكن هل نبقى صامتين أمام الألم، وهل نقف مكتوفي الأيدي أمام الإنسان المتألِّم؟ لا، علينا ان نجازف بالكلام وأن نخاطر بالبحث عن معنى لحياتنا. نسمع في المزمور 22 أبلغ تعبير عن ألم الإنسان وعن صرخته إلى الله، وهو مزمور الذي صلاّه يسوع على الصليب “إلهي إلهي لماذا تركتني”. هي في الوقت نفسه صرخة مَن يشعر ببعد الله عنه في مصيبته، واستغاثة مَن يضع رجاءه في الله القادر على خلاصه من الألم والموت والفناء. تعني الاستغاثة بالله الإيمان بقدرته على فتح طريق أمام الحياة بعد ما أصابها الألم باليأس والفناء؛ والصراخ إلى الله هو الاعتراف بقدرته على تجديد الحياة بعد ما ذبلت واندثرت. الله الخالق هو الله المخلّص، بمعنى أنّه يخلق من جديد. تحمُّل الآلام طريق صعب وثقيل، ومواجهة الآلام كفاح طويل ومرير، والنصر ليس بديهاً أو واضحاً. ولكن إيماننا يعلن أنّه ليس للموت والآلام الكلمة الأخيرة في حياة الإنسان، وإيماننا يدعونا بكل قوة إلى التضامن الفعليّ مع كلّ المتألِّمين والمظلومين.الآلام هي قوة انغلاق وتحطيم، ونغلبها بالخروج من ذواتنا للدفاع عن كلّ المتألِّمين، وقد كان هذا طريق الأنبياء وأيوب ويسوع. تدفعنا الآلام دفعاً لمقاومتها، لإزالتها بكلّ ما أوتينا من قوة ومقدرة ووسائل. نحن واثقون بأننا للحياة والفرح، ونحن واثقون بغلبة يسوع المسيح على الألم والخطيئة والموت، وفي وسط العالم نحن شهود على القيامة، نحن فعلة للعدالة، نحن مقاومو الألم، الظلم، المرض والحزن.
أنتهى المقال.

                         ظافر شَنو
لن أُحابيَ أحدًا مِنَ النَّاسِ ولن أتَمَلَّقَ أيَ إنسانٍ! فأنا لا أعرِفُ التَمَلُّقَ. أيوب 32.