المحرر موضوع: مع غبطة البطريرك ساكو في صومعته 5.  (زيارة 343 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف ابو يوسف

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6323
  • الجنس: ذكر
  • ان كنت كاذبا فتلك مصيبه وان كنت صادقا المصيبه اعظم
    • مشاهدة الملف الشخصي
تحية وإحترام:

في عام 2016 كنت قد أعلنت عن توقفي مشاركة مقالات وأخبار الموقع الأعلامي الرسمي للبطريركية الكلدانية إحتراماً لكلمتي يومها وبرغبتي الخاصة بعد صدور بيان ركيك مُستفز بشأني من قبل البطريرك ساكو, لكن اليوم وللضروف العصيبة التي يمر بها غبطة نيافة الدكتور البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو فأني قررت أن أشارك بعض المقالات التي نشرها الموقع أعلاه قبل عشر سنين تخص ما حصل لأبناء شعبنا يومها من تهجير وأيضا مسألة الكهنة وتركهم مناطق تنسيبهم دون كتاب رسمي, هذه المقالات كان المرجو منها دعوة للصبر والتحمل والمحبة وغيرها من الأمور, واليوم وبعد إعلان غبطته نيته الأنسحاب من المقر البطريركي ببغداد والتوجه الى أحد الأديرة في أقليم كردستان بعد الظلم الذي وقع عليه وكما جاء في رسالة غبطته المفتوحة الى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء والى الشعب العراقي, فسأشارك هذه المقالات مع غبطته علها تكون رفيقاً له في صومعته ليتأمل بها ويستفاد مما جاء فيها من دروس وعبر كما أستفاد منها يومها من وجهت إليهم .

أترك غبطته مع هذه السلسلة ويمكن أن يستفاد منها المطلعين الكرام أيضاً, مع وافر تحياتي.

المقالة السادسة تحت عنوان:(معنى الرجاء في الحياة)  https://saint-adday.com/?p=7718

قد لا نفهم معنى الرجاء او الامل في الحياة مالم نوضح خبرة اليأس التي يتعرض لها كل انسان لكنها تختلف من شخص الى اخر، فلا يوجد إنسان لم يعرف طعم اليأس او الاحباط المؤقت، وفي بعض الحالات قد يصل اليأس والإحباط إلى اقصى درجاتهما الى الانتحار او لربما الى الحالات النفسية الشديدة.
فما هو الحل؟
فهل نستسلم؟ هل نحتمي في قوقعة الانغلاق؟
علينا ان لا ننسى بأن لكل انسان الإرادة الكافية للخروج من تلك القوقعة (اليأس)، وأن كل انسان يحمل صورة الله من لحظة تكوينه، فهو مخلوق على صورته كمثاله بصورة حسنةٍ وحسنةٍ جداً، وأن الله يعتني بالبشر باستمرار: فالله لم يترك شعبه في البرية، لكن كان مُرافقاً له، كذلك نحن لا يتركنا في اصعب ايامنا واحرج اوقاتنا. فهو يُحَّفز إرادة الانسان للخروج من قوقعة اليأس التي تُصيبه، وفي الحقيقة، نرى البعض ينتحرون والبعض الاخر يبدأ حياة جديدة.
فالسؤال الذي يتبادر على اذهاننا مالفرق بين الشخص الذي يُقرر الانتحار او يستسلم لليأس والشخص يبدأ حياة جديدة رغم مشاقها، وصعوباتها، ولربما خيبات الامل، فيبحث بجدية عن مخرج لأزمته؟
ننطلق في إجابتنا على هذا السؤال من موقف كلُ من بطرس ويهوذا تجاه المسيح، فكلاهما أنكر المسيح لكن، بطرس اصبح، فيما بعد، هامة الرسل. فبطرس اي استطاع بالايمان ان يجتاز هذه الخبرة، خبرة اليأس، بعد نكرانه للمسيح وبكائه اصبح مبشراً بالمسيح الرب بخلاف يهوذا الذي لم يستطيع اجتياز هذه المرحلة فأستسلم لليأس. فمن كل ما سبق نستنتج أن الايمان ضروري لحياتنا اليومية، فهو يُعطينا الاشراقة الجديدة للحياة، تلك الاشراقة المتأسسة على الثقة بالله، لان الله هو في صميم كل رجاء وحق.
يوجد في عمق الانسان جوع نحو الله (المطلق)، جوع في الانسان نحو الحياة والسعادة الدائمة، وهذا الجوع لا يزول إلا عن طريق الايمان بواسطة الله.
, إنتهى المقال.

                           ظافر شَنو
لن أُحابيَ أحدًا مِنَ النَّاسِ ولن أتَمَلَّقَ أيَ إنسانٍ! فأنا لا أعرِفُ التَمَلُّقَ. أيوب 32.