المحرر موضوع: على الآباء والأمهات أن لا يخافوا من قول ( لا ) لأولادهم !(3 أجزاء) الجزء الثاني  (زيارة 347 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح پلندر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 126
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
على الآباء والأمهات أن لا يخافوا من قول ( لا ) لأولادهم !
(3 أجزاء)
الجزء الثاني
بالاشارة لما سبق في الجزء الأول من مقالتنا هذه ،لابد القول بأنه على الأب والأم معاً أن يفرضوا الانضباط والنظام المتزن على أولادهم منذأيام الطفولة المبكرة فالطفل اذا عَلمَ (كما أسلفنا) أن والديه ينقادان له بسهولة سيستغل مستقبلاً موقفهما على أوسع نطاق ممكن وهنا يجبأن لا يترددان الوالدان في اظهار نفسيهما كل من موقعه صاحب السلطة في البيت إذ من الأوفق للأبناء أن يعرفوا أن في البيت من هوصاحب السلطة بل من هو أقوى منهم وكلما دعت الحاجة أن يقولوا لهم بصراحة وحزم (لا) ، لايمكن أن تذهب إلى هكذا مكان أو أن تسهرلبعد منتصف الليل مع فلان أو عليك تجنب اصدقاء السوء أو "أقله عيب يجب أن لا تفعل هذا " ومن المؤكد سيثور الولد/ البنت ويتهمكم معاًبأنكم تريدون إذلاله وتعاملونه معاملة طفل صغير والزمان ليس زمانكم ولكنه في أعماق نفسه يدرك أن قساوتكم عليه دليل محبتكم الخالصةله ويطمئن قلبه لكونكم وبحسكم العالي وجرأتكم تحمونه من مغبات طيشه وعدم خبرته. 
إن جاز لنا القول بأن حركة التمرد والعصيان التي نجدها اليوم عند الأولاد والمراهقين منهم على وجه الخصوص ما اتسعت قط بمثل ما هيعليه اليوم وهي حالة مقلقة ، إذ يقفون بالضد من كل ما هو ممنوع(على غرار المثل القائل :كل ممنوع مرغوب) فتعودوا على أن يعملوا في غيرما تعلّموا وصولاً إلى أعمال لا تناسب ما يحلمون به الآباء ، وهنا إما أن يتعثر ويبقى عاطلاً تستقبله المقاهي والبارات والأماكن المشبوهةالتي تفرض عليه بيئة غير بيئته الصحية التي تعوَّد عليها وزملاء آخرين لا يراعونه الا لمصلحتهم فيقودونه للقيام بأفعال وأعمال لا تناسبووضعه العائلي وأولها على سبيل المثال لا الحصر قيادته لسيارته الخاصة(أو سيارة العائلة) في الشوارع بسرعة بشكل لا يليق بمستوىالابن البار الموفق (العاقل) وهو مرتدي تي شيرت دون أكمام ومنتحل حذاء (صندل) وصوت المذياع مرتفع ومن ثم السهر مع النت لساعاتمتأخرة من الليل كما يتعود على تناول الممنوعات من المنشطات كما يرى في النركيلة التي أصبحت وسيلة لتدميرهم يستنشقون مطيباتهاوياويل إن كانت معها مواد منشطة تخدر عقله وتتاثر بها نفسيته ويصبح متقلب المزاج بالاضافة إلى تعوده على احتساء الخمر وجلوسه علىموائد القمار (كصفة ايجابية في نظره ملازمة لشخصيته) ثم يعود متأخراً لينام إلى قريب الظهيرة أو ما بعدها ومن ثم ينهض من فراشهفيسأل عن الطعام وقد لا يعجبه المتوفر منه ثم ينظر وإذا بوالده/والدته يفتح باب الدار عائدا من عمله وقد بدا التعب عليه...هكذا يضيع بعضشبابنا بسبب إهمال سلطة الوالدين فتراهم لا يحترمون شيئا ولا يخافون أحداً فقد ابتدؤا بالسيطرة (بشكل أو بآخر)على والديهم ويجعلوهمموضع السخرية وأقله يصبحون موضع استهزاء من المعارف والجيران... .
 أفلا تريد أيها الأب أو أيتها الام أن تفرضا خشيتكما على مستقبل أولادكما... ،قطعاً هذا لا يعني أن ألزم أو أطلب من الام قبل الأب خلقجو من الذعر للاولاد إذ لابد من الثقة المتبادلة ولابد من بعض الحرية المنضبطة ولكن على الدوام في جو من الاحترام وحفظ المسافاتوللوالدين حقوقاً يجب عليهم ممارستها وإلا سقطت هيبة العائلة وإذا تساءلنا أيكما أنت وابنك أو أنتِ وابنتك يجب أن تكون له الكلمه الأخيرةفأجيب : أنه أنت يا ايها الأب قبل أن تكون للأم ويحسن بالأولاد أن يتعلموا منذ نعومة أظفارهم ما عليهم من واجبات وما لهم من حقوق فيحدود المعقول وعليهما(الولد/ البنت) أن يعرفا جيدا إذ ما من انسان أحق من الوالدين بالاحترام والتكريم .... إنها حقا لمشكلة تربية الاولادفي هذه الايام ، أنهم متحررون لا مبالاون إلى حد بعيد ويجرحون النفس في الصميم وبالتالي يتذكر الأب كما تتذكر الأم لتقول القولالمتداول : "يا رب إنْ عجزنا عن إصلاح أولادنا ونشأوا على غير ما تمنيناه فَصْلِحهُم لنا" ، لذا فاهتمام الوالدين بأولادهما لا حدود له ، هذهمنزلة الأولاد بالفطرة، وهم رزقٌ وهبةٌ من السماء ، ومن واجب الآباء والأمهات ضرورة الإهتمام الدائم بالأولاد وحسن تربيتهم وإن كانتالأمانة ثقيلة.                                (يتبع)
                                                                                       ( يتبع)
صباح بلندر 19/تموز/2023