أحداث نالا الأخيرة .. وقبلها بادرش ، وقبلها .... !!
ضوء على ردود افعالنا .. ما بين التضامن والانقسام !!
وكيف ننظر لموضوع حقوقنا المشروعة للعيش بسلام في الاقليم .. ؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه بعض رؤوس الأقلام والعناوين التي رأيتها ضرورية لطرحها لمناقشة وفتح ملف حقوق الآشوريين والتعايش في الاقليم بسلام .. و بالشكل الذي يحفظ حقوقهم القومية واستمرارية وجودهم القومي التاريخي في قراهم وبلداتهم على ارضهم التاريخية .. ومن دون ان تكون أنظارهم متوجهة الى الهجرة ..
مثلما كتبت مرارا ، يمكنني القول .. أننا لا نصحو إلا على وقع مصيبة تحل بنا !!! ..
ففي ظل غياب آليات العمل القومي المدروسة القائمة على التضامن القومي / السياسي / الجماهيري / الحزبي ، ولنقل والكنسي .. والخطوات الواجب اتخاذها لمعالجة مثل هذه الحالات ( على الاقل .. تشكيل لجنة أو خلية أزمة مسبقاً على سبيل المثال ) .. نرى ، أن معظم تصرفاتنا وتحركاتنا و ردود أفعالنا تأتي عفوية ومتسرعة وغير مدروسة او غير محسوبة النتائج .. اذ أننا وعندما نصحو .. لا نعرف ماذا نفعل .. اذ نتصادم مع بعضنا ، او نرتطم بهذا العمود وذاك الجدار .. وهكذا ..
اذ يتكرر نفس السيناريو والإخراج عند وقوع حالة من الاعتداء او التجاوز على أبناء شعبنا ، فتكون البداية بتصوير مقاطع فيديو من مكان الحدث ، تتضمن تنديد وشعارات وخطب قومية سرعان ما يتم تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي من قبل ابناء شعبنا الاشوري في كل مكان ، وبعدها تقوم بعض الاذاعات المحلية في المهجر بإجراء لقاءات مع بعض السكان من قلب الحدث .. وبموازاة ذلك تقوم التنظيمات الحزبية ورجال الدين بزيارات ميدانية لتلك المناطق مع التصريحات المناسبة .. وهكذا تزداد وتيرة الاهتمام بمثل هذه الاحداث في الأيام الأولى .. ولكن بعد مرور عدة أيام ، تهدأ الأمور ويعود الجميع الى قواعدهم ، من دون أن نعرف أن كان قد تم حل تلك المشاكل بصورة جذرية ، أو أعيدت الأمور الى نصابها ، أو تم محاسبة المقصرين أن وجدوا ، وذلك اضعف الأيمان .. وهنا لا بد أن نشيد بحالة التعاطف والتضامن الجماهيري العفوي مع المجني عليهم من ابناء شعبنا .
لكن يمكننا القول ، أننا في الوقت الذي كنا نتمنى ، أن تكون تلك المصائب او الاعتداءات والتجاوزات ، دافعاً للإتحاد والتضامن القومي ووحدة الصف بين أبناء شعبنا هناك ( على الأقل بسبب تناقص أعدادهم ) .. فأنها وللأسف الشديد تعكس حالة الانقسام والفرقة وعدم التوافق الفكري والمبدئي التي يعيشها شعبنا في الداخل والمهاجر ، خصوصا أن وسائل التواصل الاجتماعي والانترنيت ( والإعلام الاشوري في المهجر ) تساعد على تعامل وتفاعل شعبنا في كل دول العالم مع تلك الاحداث بسهولة .. وعلى هذا الأساس نرى ، أنه يتم استغلالها في المهجر لتصفية بعض الحسابات القائمة على الانتقاص من دور الأحزاب السياسة ليصل احيانا الى اتهامها ببيع القضية والأرض .. أو تستغل للتهجم على الرموز الدينية الكنسية ، التي لا تسلم من الاتهامات بقبض الاثمان على حساب القضية القومية .. وبموازاة ذلك نلاحظ ان بعض ابناء شعبنا في الداخل يحاولون التعبير ( أو إرضاء ) ما يطلب منهم من المهجر سواء كان من جهة حزبية أوسياسية او من قبل بعض الاشخاص ، ليكون بمثابة إحراج للأحزاب السياسية المشاركة في العملية السياسية في الإقليم قبل أن يكون محاولة للتواصل والحوار لإيجاد مخرج او حل لما يحصل ، أو الإساءة لرجال الدين المقيمين في العراق والإقليم .. ومن الملفت للنظر ، أن بعض الآشوريين المنتمين الى احزاب سياسية في الداخل ، يجعلوننا نحتار في خطابهم ما بين مواقف أحزابهم وما بين مواقف تتقاطع مع هذه الاحزاب ..ولا يفوتنا أن نذكر ، بأن دور وسائل الاعلام الاشورية المتمثلة بقناة عشتار ونوهدرا والعراقية السريانية في مثل هذه الاحدات كان غائبا ، وفي احسن الاحول يكون هامشيا ويتمثل بتغطية زيارة احد رجال الدين الى مكان الحدث .
أن هذه الصورة التي وصفناها ، تعبر في كثير من تفاصيلها ما يعكسه الواقع الافتراضي في وسائل التواصل الاجتماعي بسبب انتشارنا في دول العالم المختلفة .. ومن المؤكد أنه لا يمكننا تجاوز هذا الواقع لأنه اصبح جزء من الحياة اليومية للعالم الذي نعيشه .. لكن بالعودة الى ارض الواقع .. يمكن أن نقول أن الاحزاب السياسية مازالت تحظى بثقة أبناء شعبنا الباقين هناك ، وتقوم كوادر الاحزاب بزيارات ميدانية للإطلاع على اوضاع ابناء شعبنا .. لكن وحسب تقديرنا فأن هذه الأحزاب مازالت تتبع نفس الآليات القديمة التي كانت تتبعها قبل 20 او 30 سنة ، ولا تتفاعل أو تساير الأحداث المتسارعة بالشكل المطلوب ، كما أنها مازالت تفتقر الى التفاعل الجدي مع شعبنا الاشوري في المهجر ، ليكون داعما حقيقيا لها في سعيها وتطلعاتها لنيل حقوقنا المشروعة بحسب المعلن ..
وهذا ما سنتطرق اليه في الجزء القادم من موضوعنا الذي سنتطرق فيه الى :
موضوع حقوقنا المشروعة للعيش بسلام في الاقليم ..
مع التقدير