المحرر موضوع: لم يبدأ فرضه في 1979 .. قصة "الحجاب الإلزامي" في إيران  (زيارة 266 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31685
    • مشاهدة الملف الشخصي
لم يبدأ فرضه في 1979 .. قصة "الحجاب الإلزامي" في إيران
الحرة - واشنطن

سلط الضوء مجددا على ملف الحجاب في إيران هذا الأسبوع بعدما أعلنت السلطات عودة "شرطة الأخلاق" للشوارع، بالإضافة لقيامها بفرض عقوبات مرتبطة بالحجاب على ممثلة بارزة، ومهرجان سينمائي.

والأحد من الأسبوع الماضي، أعلنت الشرطة الإيرانية استئناف الدوريات لمعاقبة النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب في الأماكن العامة، واللواتي يزداد عددهن، وذلك بعد عشرة أشهر على وفاة مهسا أميني.

وبعدما تعرضت شرطة الأخلاق لانتقادات كثيرة، اختفت إلى حد كبير من الشوارع في الأشهر الأخيرة. وكان مزيد من النساء يخرجن من دون حجاب، خصوصا في طهران والمدن الكبرى.

والأربعاء الماضي حُكم على الممثلة الإيرانية الشهيرة أفسانه بايغان بالسجن عامين مع وقف التنفيذ لظهورها في أماكن عامة من دون الحجاب الإلزامي في الجمهورية الإسلامية.

كذلك مُنعت الممثلة، البالغة من العمر 61 عاما، من مغادرة إيران واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لعامين.

وبعدها حظرت السلطات الإيرانية مهرجانا سينمائيا ظهر فيه ملصق ترويجي لممثلة لا ترتدي الحجاب، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.

وقالت الشبكة إن الملصق الترويجي كان لفيلم وفاة يزدغرد" من بطولة الممثلة سوزان تسلمي، وتدور أحداثه في عام 1982، أي "قبل أن يصبح الحجاب إلزاميا في جميع أنحاء إيران".

وعادة ما يشار إلى أن الحجاب فرض في إيران عام 1979 بعد إسقاط الخميني لحكم نظام الشاه، لكن هذا الأمر غير دقيق، وفقا لمصادر غربية متعددة.

ففي تقرير مفصل بشأن الحجاب في إيران، ذكرت جامعة "إيسكس" البريطانية أن السلطات الإيرانية فرضت الحجاب على النساء بشكل رسمي في أبريل من عام 1983، أي بعد أربع سنوات من الثورة الإسلامية.

وقال التقرير إن البرلمان الإيراني أقر في ذلك التاريخ قانونا يلزم جميع النساء في إيران بارتداء الحجاب في الأماكن العامة، بما في ذلك غير المسلمات والأجنبيات اللواتي يزرن إيران.

وقبل ذلك كان الخميني قد شدد أن النساء يجب أن يلتزمن بقواعد اللباس الإسلامي وذلك بعد فترة وجيزة من اندلاع الثورة الإيرانية، مما أثار احتجاجات عارمة في أنحاء متفرقة بالبلاد، وفقا لتقرير نشره موقع "يورونيوز" الأسبوع الماضي.

ودفعت الاحتجاجات الحكومة الإيرانية آنذاك إلى القول إن تصريحات خميني كانت مجرد "توصية" ليست ملزمة، وذلك في مسعى منها لتهدئة الشارع.

وعلى مر السنين، أدخلت السلطات الإيرانية المزيد من التعديلات على قانون فرض الحجاب، إذ بدأت بتطبيق العقوبة الجنائية لمن يخالفن القانون في تسعينيات القرن الماضي. وتراوحت العقوبات بين السجن والغرامة.

لكن بدءا من يناير عام 2018 صدرت تعليمات جديدة خففت من ذلك، ولم تعد النساء اللواتي لا يلتزمن بالحجاب يواجهن الغرامة أو السجن، بل كن يجبرن على حضور دروس لـ "تعليم الإسلام".

وفي مثل هذه الحالات، عادة ما تقوم شرطة الأخلاق بمرافقة النساء إلى سيارة شرطة ثم إلى فصل دراسي، حيث يُطلب منهن بعد ذلك التوقيع على تعهد بعدم ارتكاب جريمة "الحجاب غير اللائق" مرة أخرى.

وتم تطبيق هذا الإجراء في العاصمة طهران فقط، ومع ذلك تحدثت تقارير أن النساء اللواتي كن ينتهكن قواعد اللباس بشكل متكرر تعرضن لإجراءات قانونية.

ورغم التهديد بالاعتقال، تعارض ملايين النساء الإيرانيات الحجاب، إذ يرتدينه بشكل فضفاض حول رؤوسهن أو على أكتافهن فقط.

وفي عام 2022، جرى تشديد الإجراءات مرة أخرى، وبدأت شرطة الأخلاق باعتقال العديد من النساء المخالفات، وضربهن حتى الموت كما حصل معا مهسا أميني في سبتمبر من ذات العام.

وكانت أميني، الشابة الكردية الإيرانية التي تبلغ 22 عاما، قد تمّ توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة.

وقُتل مئات الأشخاص، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، على هامش احتجاجات اندلعت بعد وفاة أميني.

وأوقفت السلطات آلاف الأشخاص ونفّذت حكم الإعدام بحق سبعة منهم في قضايا متصلة بالاحتجاجات.

الحرة - واشنطن